"الحرب تصل إلى روسيا ومراكزها الرمزية" .. هكذا تحدث الرئيس الأوكرانى فولوديمير زيلينسكى، وذلك بعد ساعات من هجوم بطائرات مسيرة استهدف موسكو وأدى الى وقف حركة الملاحة فى أحد مطاراتها الدولية لفترة موقتة، وهنا نحن مع استراتيجية تصدير الرعب إلى الداخل الروسي، في رسالة واضحة للشعب الروسي مفاداها "لستم آمنين من الحرب".
[[system-code:ad:autoads]]
وحسبما نقلت وكالات أنباء دولية، حذر الرئيس الأوكرانى من أنه "تدريجيا، الحرب تعود الى أرض روسيا، تطال مراكزها الرمزية وقواعدها العسكرية، وهذا مسار لا مفر منه، طبيعى، وعادل بلا ريب"، وهدد زيلينسكى روسيا قائلا: "أوكرانيا تصبح أكثر قوة، وعلى روسيا أن تستعد لهجمات جديدة تستهدف بناها التحتية فى مجال الطاقة فى الشتاء المقبل"، وهنا نرصد تفاصيل تلك الاستراتيجية.
أحدث هجوم
استهدف هجوم أوكراني بطائرة مسيَّرة مركزاً للشرطة الروسية في منطقة بريانسك الحدودية مع أوكرانيا ليل الأحد الاثنين، من دون أن يؤدي إلى سقوط ضحايا، وفق ما أعلن مسؤول محلي، ووفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية، فقد قال حاكم المنطقة ألكسندر بوغوماز إن «القوات الأوكرانية هاجمت خلال الليل مقاطعة تروبتشفسكي... وأصابت طائرة مسيَّرة مركز الشرطة في هذه المقاطعة. لا ضحايا»، مشيراً إلى تعرّض النوافذ وسقف المبنى لأضرار جرَّاء الهجوم.
وأعلن عمدة العاصمة الروسية موسكو، سيرغي سوبيانين، في ساعة مبكرة من الأحد الماضي، أن قوات الدفاع الروسية اعترضت طائرة مسيرة حاولت الهجوم على موسكو، وقال سوبيانين، "طائرات مسيرة أوكرانية هاجمت العاصمة الروسية ليلا"، وأضاف أن واجهات برجين من مكاتب المدينة تضررتا بشكل طفيف، من جانبها، قالت وزارة الدفاع الروسية في بيان: "في صباح يوم 30 يوليو، تم إحباط محاولة هجوم إرهابي من قبل نظام كييف بطائرات بدون طيار على أهداف في مدينة موسكو"، وأكد البيان: "تدمير طائرة بدون طيار أوكرانية في الجو بواسطة أنظمة الدفاع الجوي فوق أراضي منطقة أودينتسوفو في منطقة موسكو".
هل طورت أوكرانيا برنامج المسيرات السري؟
- وقد أثار تزايد هجمات المُسيّرات الأوكرانية على عدد من المواقع الروسية خلال الأسابيع الأخيرة، العديد من التساؤلات بشأن تطوير كييف "برنامجا سريا للطائرات بدون طيار"، بالتزامن مع الحديث عن المضي قدما في الهجوم المضاد.
- بحسب تقرير نشرته شبكة "سي إن إن" الأميركية، أثارت تلك الهجمات شكوكا بشأن تطوير "البرنامج السري للمسيرات في أوكرانيا"، إذ تشير تلك الهجمات الأخيرة إلى تطوير كييف نماذج يمكنها التخفي من الرادارات واختراق عمق الأراضي الروسية.
- الشبكة نقلت عن أحد صانعي المسيرات في أوكرانيا، فاليري بوروفيك، قوله إنه جرى تطوير طائرة بدون طيار غير مرئية تقريبا، ومن المستحيل سماع صوتها لإجادتها التخفي، حيث أطلق عليها بالأوكرانية اسم "فيدسيتش"، أي الصد، وهي طائرة قتالية مصممة لمهاجمة المواقع الروسية.
- بوروفيك هو واحد من عشرات مطوري المُسيرات الذين زادوا في جميع أنحاء أوكرانيا، إذ ظهرت الموجة الأولى لتطوير الطائرات دون طيار عندما احتلت روسيا القرم وأجزاء من دونباس لأول مرة في عام 2014، ثم مجددا بعد ثماني سنوات عندما شنت موسكو عمليتها العسكرية واسعة النطاق داخل الأراضي الأوكرانية.
- تم نشر الطائرات بدون طيار لأول مرة لمساعدة المدفعية على تحديد موقع الأهداف الروسية، والآن يعتقد الكثيرون أنها تستخدم لضرب أهداف داخل الأراضي الروسية.
- يقول بوروفيك إن شركته بصدد رفع مستوى إنتاجها بعد توقيع صفقة مع مصنع في أوكرانيا، والتي من شأنها زيادة الإنتاج من 50 طائرة شهريا إلى أكثر من 1000، مع نماذج من جميع الأشكال والأحجام.
- يعد ذلك جزءا من مبادرة أوكرانية رسمية تسمى "جيش المسيّرات"، إذ خففت من قيود الاستيراد والضرائب على تكنولوجيا الطائرات بدون طيار، مما حفز تطوير صناعة محلية لتزويد الجيش في البلاد بشكل أفضل.
- تطرق التقرير للإشارة إلى إحدى المُسيّرات الأوكرانية طويلة المدى المعروفة باسم "UJ-22"، ويبلغ مداها ما يصل إلى 800 كيلومتر.
قوة عسكرية كبيرة
وفقا لما جاء بالصحيفة الأمريكية، فقد تحولت جهود الجيش والحكومة والجماعات الخاصة، لتوفير جيش من الطائرات بدون طيار لتصبح قوة عسكرية كبيرة، وقد جند الممثل مارك هاميل ، من ستار وورز الشهرة، كمتحدث باسم ، فضلا عن سفراء المشاهير الآخرين، حيث يقود الجهد العام نائب رئيس الوزراء ميخايلو فيدوروف البالغ من العمر 32 عامًا، وقال فيدوروف: "من أجل الانتصار في هذه الحرب التكنولوجية سريعة الخطى ، تحتاج الحكومة إلى التفكير والعمل كشركة تكنولوجية ، لتكون رشيقة ، وتتخذ قرارات سريعة وتتحرك بشكل أسرع".
وهكذا تحدث المسئول الأوكراني إلى تجمع ضم مستخدمي الطائرات بدون طيار الأوكرانيين والمجموعات الخاصة التي تدرب القوات الأوكرانية على أن تصبح طيارين للطائرات بدون طيار، وبالفعل تحقق ما كان يحلم به، ويخطط له، وامتلك الأوكران هذا السلاح بجهود شبابه وشركاته.
جهود صناعة عالمية برعاية أوكرانية
ووفقا لما ذكرته صحيفة npr، فإن الكثير من الحديث الحالي عن الأسلحة، يركز على السلع باهظة الثمن التي تشحنها الولايات المتحدة والدول الغربية الأخرى إلى أوكرانيا، ومنها خزانات أربعين طنا، وبنادق مدفعية ضخمة، وأنظمة ضخمة مضادة للطائرات، ولكن الأوكرانيين يقاتلون بشكل فعال بأسلحة صغيرة بما يكفي لحملها في يد واحدة، وبدعم من الحكومة الأوكرانية، قامت مجموعات خاصة بتدريب 10000 على استخدام الطيارات بدون طيار في العام الماضي، وتخطط الآن لتدريب 10.000 آخرين في الأشهر الستة المقبلة، وقال فيدروف: "الطائرات بدون طيار مهمة للغاية بالنسبة لنا، إنها مهمة لميزتنا القتالية ، ولهذا السبب نحن نوسع هذا".
وقد عرض أفراد من جيش الطائرات بدون طيار الأوكراني طائراتهم بدون طيار في حدث جنوب كييف يوم 15 يونيو، وفي ظل قيام روسيا بمواجهة برنامج الطائرات بدون طيار الأوكراني عبر التشويش الإلكتروني، والذي يقطع الإشارة بين مشغلي الطائرات بدون طيار الأوكرانية وطائراتهم بدون طيار، تقول أوكرانيا إنها تعمل على برمجيات لمنع التشويش الروسي.
هكذا زرعت أوكرانيا "عناصر تخريبية" داخل روسيا
ويبدوا أن سلاح المسيرات ليس وسيلة كييف الوحيدة للهجوم على موسكو، حيث هناك مخطط لزرع عناصر موالية لها داخل العمق الروسي، وقد كشف تقرير لشبكة "سي إن إن" الأميركية أن أوكرانيا زرعت "العديد من العناصر المتعاطفة معها" داخل روسيا، بهدف تنفيذ أعمال تخريبية، وقال أشخاص مطلعون على المخابرات الأميركية، إن المسؤولين الأميركيين يعتقدون أن "هؤلاء العملاء الموالين لأوكرانيا داخل روسيا نفذوا هجوما بطائرة بدون طيار استهدف الكرملين في أوائل مايو الماضي".
وليس من الواضح ما إذا كانت الهجمات الأخرى، التي نفذت بالدرون في الأيام الأخيرة، بما في ذلك هجوم استهدف حيا سكنيا بالقرب من موسكو وضربة أخرى على مصافي النفط في جنوب روسيا، قد نفذتها هذه الشبكة الموالية لأوكرانيا، ولكن يأتي ذلك في الوقت الذي قال فيه متحدث باسم رئيس جهاز الأمن الأوكراني لـ"سي إن إن"، إن الانفجارات الغامضة وضربات الطائرات بدون طيار داخل روسيا ستستمر.