EN
ألقى اختطاف ممرضة أمريكية في هايتي الأسبوع الماضي مع طفلها الصغير الضوء بشكل صارخ على وباء انعدام القانون في الدولة الكاريبية، حيث تم احتجاز أكثر من 1000 شخص كرهائن للحصول على فدية في الأشهر الستة الأولى من العام ، وفقًا للأرقام الصادرة عن الأمم المتحدة،وهي الأرقام التي تكشف عن حجم سيطرة العصابات على تلك الدولة، واصبح لها اليد العليا مع غياب دولة القانون.
وضربت موجات من الجريمة والاضطرابات هايتي منذ اغتيال الرئيس السابق جوفينيل مويس في عام 2021، وقد كافح خليفته ، رئيس الوزراء أرييل هنري، لوقف العنف ، وهو أيضًا عائق رئيسي أمام إجراء انتخابات حاسمة طال تأجيلها في البلاد، ولكن وبشكل معلن، أكد الحاكم الحالي عدم قدرة الدولة بالسيطرة على البلاد، وطالب العالم بمد يد المساعدة لإنهاء دولة الجريمة.
دعوات للتدخل العسكري .. وكينيا تستجيب
ووفقا لما نشرته صحيفةcnn الأمريكية، فقد دعا هنري والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريس إلى تدخل عسكري في البلاد، وذلك منذ عدة شهور، ولكن جيران هايتي في نصف الكرة الغربي رفضوا بهدوء القيام بدور قيادي في تلك المهمة.
والدولة الوحيدة التي أعلنت استجابتها لتلك الدعوة هي كينيا، وذلك خلال الأسبوع الماضي، وذلك عندما أعلن وزير الخارجية ألفريد موتوا على تويتر أن بلاده ستفكر بإيجابية في قيادة قوة متعددة الجنسيات إلى هايتي، بقيادة وحدة قوامها 1000 فرد من الشرطة الكينية.
وقال موتوا إن البعثة، إذا وافق عليها مجلس الأمن الدولي في نهاية المطاف، من المؤمل أن تعيد الحياة إلى طبيعتها في هايتي، ولكن من الصعب بشكل متزايد تصور مثل هذه الدولة في دولة ترى فيها شبكة راسخة من العصابات أن اختطاف مواطنيها هو أحد الصناعات المربحة القليلة.
حلقة "مقلقة" من العنف
على مدى العامين الماضيين، قامت العصابات المتحاربة في بورت أو برنس بضرب الرعب على المدينة الساحلية الحيوية للبلاد بالاغتصاب والتعذيب والقتل بينما يتنافسون على السيطرة على الأراضي، ونتيجة لذلك فر آلاف الهايتيين من منازلهم وتجمعوا في مخيمات مؤقتة في أنحاء العاصمة المترامية الأطراف، وردت حركة أهلية تعرف باسم "بوا كالي" بضربات وحشية في وقت سابق من هذا العام، حيث رجمت وحرقت أعضاء العصابات المشتبه بهم في الشارع.
والعنف والعنف المضاد، دفع الممثلة الخاصة للأمم المتحدة ماريا إيزابيل سلفادور إلى التحذير في تقرير صدر في يوليو من أن الحركة قد بدأت "حركة جديدة" ودائرة العنف المقلقة، وقالت إن المئات من أعضاء العصابات المزعومين قتلوا على أيدي الحراس في جميع أنحاء البلاد.
وفي غضون ذلك ، أدى الصراع في العاصمة إلى خنق بقية خطوط الإمداد في البلاد، مما تسبب في ارتفاع أسعار الغذاء والطاقة في أجزاء أخرى من البلاد، وقد صرحت فلافيا موريلو، المديرة القطرية لمجموعة المساعدة الإيطاليةAVSI، لشبكةCNN في وقت سابق من هذا الشهر في بلدة ليس كاي بجنوب هايتي أن الشعور بالخروج على القانون أضعف النسيج الاجتماعي أيضًا، حيث تغاضت المجتمعات المحلية عن الجرائم الصغيرة وغيرها من الانتهاكات التي من قبل ربما لم يتم التسامح معها.
الآمال تتبدد مع عودة العنف
وكانت هناك بضع لحظات هشة من السلام في بورت أو برنس هذا العام، نجحت حركة بوا كالي في ردع بعض أنشطة العصابات، وذلك وفقًا لمجموعة المراقبة في هايتي، ومع تباطؤ عمليات الخطف في أوائل الصيف، ومما زاد الآمال في الحصول على فترة راحة، يبدو أن اثنتين من أكبر عصابات هايتي توقعان اتفاق سلام في أوائل يوليو، وفقًا لبيان صحفي صادر عن الجمعية الخيرية الكاثوليكية التي توسطت في الهدنة.
ولكن الحياة الطبيعية لا تزال بعيدة المنال، فقبل ثلاثة أسابيع ، في حي تاباري في بورت أو برنس ، قالت منظمة أطباء بلا حدود ، وهي منظمة طبية غير حكومية ، إن حوالي 20 رجلاً مسلحًا اقتحموا المكان وأخرجوا مريضًا من غرفة العمليات بالقوة، وبعد ذلك بوقت قصير، أدت هجمات العصابات المكثفة إلى نزوح جماعي لعشرات من سكان تاباري - بمن فيهم أمهات مع أطفال صغار - الذين لجأوا إلى السفارة الأمريكية، وتم تفريقهم في وقت لاحق من أرض السفارة بالغاز المسيل للدموع.
الولايات المتحدة تطلب من مواطنيها المغادرة
وبعد حادث خطف الممرضة الأمريكية، فقد أمرت وزارة الخارجية الأمريكية ، يوم الخميس ، جميع موظفيها غير العاملين في حالات الطوارئ بمغادرة البلاد ، بعد تحذيرات سابقة بأن الأمريكيين يجب ألا يسافروا إلى البلاد،وجاءت الاستشارة المحدثة متأخرة للغاية بالنسبة للممرضة أليكس دورسينفيل ، التي اختطفت في نفس اليوم ، من منظمةEl Roi Haitian ، وهي منظمة المساعدات الإنسانية المسيحية التي تعمل لديها، ومازالت دورسينفيل وابنتها رهائن منذ ستة أيام.
وقال جيديون جان ، المدير التنفيذي لـCARDH ، لشبكةCNN إنه لم يتفاجأ باختطاف دورسينفيل، فقد كانت منظمتها تتوقع عودة ظهور عمليات احتجاز الرهائن حيث تتطلع العصابات إلى تعويض بعض الخسائر المالية التي تكبدتها بسبب العقوبات الدولية وعلى رأسها حركة بوا كالي، وبعد سنوات من العنف المتفشي، يشكك في إعلانات السلام، وأضاف جين أن الهدنة الأخيرة بين العصابات يمكن أن تكون مجرد حيلة أخرى تهدف إلى تهدئة الجمهور المنهك من حذره - "وسيلة لاحتجاز السكان" مرة أخرى.
الهايتيون مليئون بالبهجة والحب
وقبل اختطاف أليكس دورسينفيل مع طفلها في هايتي ، وصفت الممرضة الأمريكية الهايتيين بأنهم "شعب مرن" و "مليء بالبهجة والحياة والحب"، وجاءت تعليقاتها في مقطع فيديو على الموقع الإلكتروني لمنظمة "إل روي هاييتي" ، وهي منظمة مساعدات إنسانية مسيحية تعمل لديها.
وقد تم اختطاف دورسينفيل، زوجة مدير إل روي هاييتي ساندرو دورسينفيل ، وطفلهما صباح الخميس الماضي أثناء خدمتهما في وزارة المجتمع في حرم إل روي هاييتي بالقرب من العاصمة بورت أو برنس ، وفقًا لبيان صادر عن المنظمة غير الربحية، ومن غير الواضح كم عمر طفل الزوجين.
