قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
عاجل
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

منال الشرقاوي تكتب: مدينة السحر والجمال

منال الشرقاوي
منال الشرقاوي
×

عندما يصفها الشعراء بـ"مدينة السحر والجمال"، لا يمكن إلا أن ننجذب إلى روعة وجمال "إسكندرية"، تلك المدينة الساحرة، التي تجمع بين التاريخ الطويل والتراث الثقافي العريق والجاذبية الساحرة.


إسكندرية تمثل قصة حُبٍّ عميقة للعديد من الناس حول العالم، فهي لا تقتصر فقط على أهلها وسكانها، بل تمتد أحلامها وحكاياتها لتطوف قلوب الزوار والعابرين.
وليس من غير العجب أن تكون هذه الساحرة هي الحبيبة لكثير من الشعراء، نعم لقد أحب الشعراء إسكندرية بعمق، فهم يجدون في جمالها وتاريخها مصدر إلهام لأبياتهم الشعرية، فتتغنى أشعارهم بشواطئها الرملية الذهبية وبحرها الهادئ الذي يلون المدينة بألوان ساحرة.


تقع الإسكندرية على ساحل البحر المتوسط في مصر، ويعود اختيار هذا المكان الحيوي المميز وسط دول العالم إلى القائد العسكري الشهير "الإسكندر المقدوني"، أو ما يعرف بالإسكندر الأكبر، ومنذ ذلك الحين، شهدت المدينة مراحل تاريخية متعاقبة، وتركت بصماتها في معمارها الفريد وروحها الأصيلة.


ويعد الكورنيش الساحلي للإسكندرية من أبرز المعالم الجذابة، حيث يمكن للزوار الاستمتاع بالمشي على شواطيء البحر والاستمتاع بالمناظر الخلابة لغروب الشمس، كما تحتوي المدينة على مجموعة متنوعة من المتاحف والمعارض الفنية، مما يساهم في غنى الأجواء الثقافية والفنية فيها.
ومن أجمل مناطقها الأصيلة، الحي القديم والذي يتميز بالشوارع الضيقة والمباني ذات الطابع العتيق، حيث يمثل جزءًا مهمًا من تراث المدينة وجاذبيتها السياحية، فهذا الحي مثال على التعايش الثقافي والديني للمصريين والأجانب على مر العصور، نعم، فهو مجمع للأديان السماوية الثلاث، عن "شارع النبي دانيال" أتحدث والذي يعود تاريخه إلى ٣٣١ قبل الميلاد حيث قام "الإسكندر الأكبر" بتكليف المهندس الإغريقي "دينوقراطس" ببناء مدينة الإسكندرية والتي ستصبح "عاصمة إمبراطوريته" ،وكان شارع "النبي دانيال" هو أحد أجزاء الشوارع الطولية التي تُميز مدينة الإٍسكندرية وهو بمثابة مجمع للأديان ،إن جاز التعبير، فنجد فيه "الكنيسة المرقسية" وهي أقدم كنيسة في قارة أفريقيا ، كما يوجد به "معبد إلياهو" أقدم معبد يهودي بالإسكندرية ، وكذلك "مسجد النبي دانيال" لترفع الإسكندرية شعار التعايش الثقافي الديني السلمي.
و"على شواطئ إسكندرية ذات الرمال الذهبية،ترقص أمواج البحر بأنغام الندى اللطيفِ، ففي قلب المدينة تاريخاً يشي بالعزيفِ."
إنها حقاً قطعةٌ من الجنة على الأرض، وإذا قال الشاعر في قصيدته:
"إسكندرية مارية وترابها زعفران"
فإنه لا يمكن للكلمات أن توفيها حقها، فجمالها لا يُضاهى، وجاذبيتها لا تُنسى، فلنترك أقلامنا تتراقص على الرمال، وقلوبنا تغوص في بحر عشق إسكندرية، مدينة الأحلام والمعجزات، تلك المارية ذات الجمال الطبيعي، ونستنشق النفحاتٍ العطرية للزعفران بين حبات رمالها.
وفي عيدها القومي، والذي يوافق السادس والعشرين من يوليو في كل عام، تتزين إسكندرية بحُلَلٍ أنيقة تعكس أصالتها ورونقها، لتستقطب الزوار من كل حدب وصوب، فإسكندرية وبحرها ليسا مجرد مكان جميل وهادئ، بل هما محفوفان بالغموض والجاذبية، يحملان في أعماقهما أسرارًا وأرواحًا .
لتظل الإسكندرية مكانًا ساحرًا يمزج بين الجاذبية الساحلية والتاريخ العريق وسحر البحر العجيب، فهي مدينة لا تُنسى، وقد ألهمت وتستمر في إلهام الكثير من الأرواح الفنية والشعرية، وفي رحابها تتعانق الثقافات وتتلاقى الأحلام، وتنبض الشواطئ بروح الحياة والتجدد.
هنا، يسري التاريخ بأناقته وترقص الأمواج برقتها، لتجمع بين القديم والحديث بأسلوب متجدد ، هذه هي الإسكندرية، مدينة الفن والروح، تسكن في أعماقنا وتستحضر الإلهام اللامحدود.