تلعب مصر دورا مهما في حل الأزمات والصراعات القائمة في المنطقة، وتحديدا داخل فلسطين، ولا يمكن ذكر القضية الفلسطينية دون اسم مصر، التي حملت على عاتقها القضية الفلسطينية منذ احتلال أراضيها عام 1948 حتى الآن، وكعادتها لا تتوقف مصر عن دعم الأشقاء حتى يتجاوزوا ما يحيط بهم من ويلات.
اجتماع الفصائل الفلسطينية
ووصل الرئيس الفلسطيني محمود عباس ووفود الفصائل الفلسطينية إلى القاهرة اليوم السبت، تمهيدا لحضور اجتماع الأمناء العامين للفصائل الذي سيعقد غد الأحد.
وقال السفير الفلسطيني لدى مصر دياب اللوح، إن عباس، سيعقد جلسة خاصة مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، لبحث آخر المستجدات على الساحة الفلسطينية، والجهود المبذولة لدفع عملية السلام، وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي، إضافة إلى الجهود الكبيرة التي تبذلها مصر لإنجاز المصالحة الوطنية، وإنهاء الانقسام.
وأضاف اللوح، أن "عباس سيفتتح اجتماع الأمناء العامين للفصائل الفلسطينية المنعقد في جمهورية مصر العربية غدا الأحد، لبحث التطورات الفلسطينية، وسبل استعادة الوحدة الوطنية، وإنهاء الانقسام، في ظل تصاعد العدوان الإسرائيلي الغاشم على أبناء شعبنا، في الضفة الغربية، بما فيها القدس، وقطاع غزة".
كما يفتتح الرئيس اجتماع الأمناء العامين للفصائل الفلسطينية المنعقد في مصر برعاية الرئيس الفلسطيني غدا لبحث التطورات الفلسطينية وسبل استعادة الوحدة الوطنية وإنهاء الانقسام في ظل تصاعد العدوان الإسرائيلي الغاشم على أبناء الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية بما فيها القدس وقطاع غزة.
فيما تواصل مصر جهودها لإنجاح اجتماع الأمناء العامين للفصائل الفلسطينية المزمع إقامته في القاهرة غدا الأحد ، كان التقى اللواء عباس كامل، رئيس المخابرات المصرية، وفدا من الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين برئاسة جميل مزهر نائب الأمين العام، حيث تم استعراض موقف الجبهة من التطورات على الساحة الفلسطينية، والتحديات والمخاطر التي تواجه القضية الفلسطينية، وسبل تعزيز صمود الشعب الفلسطيني وتمسكه بحقوقه الوطنية.
إعادة إعمار مخيم جنين
وكان رحب الأمناء العامون للفصائل الفلسطينية بدعوة مصر للاجتماع وبحث التطورات السياسية على الساحة الفلسطينية، حيث طالب سفير دولة فلسطين لدى مصر، دياب اللوح، الأشقاء العرب بالمساهمة بشكل سريع وعاجل في إغاثة وإعادة إعمار ما تم تدميره من قبل العدوان الإسرائيلي على مخيم جنين.
وأكد السفير التزام القيادة الفلسطينية بمبادرة السلام العربية، وحل الدولتين، عبر إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف وفق قرارات الشرعية الدولية، رغم غياب شريك حقيقي لعملية السلام وإنغلاق الأفق السياسي.
وكان طالب رئيس المجلس الوطني الفلسطيني روحي فتوح، بتشكيل لجنة تحقيق دولية في عمليات الإعدام والاغتيالات اليومية التي يرتكبها جنود الاحتلال الإسرائيلي، وآخرها عملية إعدام الشاب محمد عبد الحكيم ندى (23 عاما) من مخيم العين في مدينة نابلس.
واتهم فتوح في بيان، حكومة اليمين الاستيطانية، بتشكيل فرق موت واغتيالات من عناصر جيش الاحتلال، يتولى مسؤولياتها وتوجيهها الوزير المتطرف إيتمار بن جفير، بهدف ارتكاب المجازر وقتل أكبر عدد من المواطنين والشبان الفلسطينيين، والترويع والانتقام وإجبار شعبنا على ترك أرضه.
وقال إن هذه الحكومة الخارجة عن القانون والمنتهكة لجميع القوانين الدولية، هي عبارة عن عصابة تحكمها لغة التطرف والعنصرية، وأصبحت تشكل تهديدا للسلم والاستقرار الدوليين.
وفي وقت سابق، أعلنت وزارة الصحة، عن استشهاد شاب متأثرا بإصابته الخطيرة برصاص الاحتلال خلال اقتحام مخيم العين بمدينة نابلس.
وقال مصدر طبي في الهلال الأحمر الفلسطيني، إن الشاب محمد عبد الحكيم نعيم ندى، أصيب بالرصاص الحي في الصدر، خلال مواجهات اندلعت عقب محاصرة أحد المنازل، ونُقل إلى المستشفى، ووُصفت إصابته بالخطيرة، ولاحقا أُعلن عن استشهاده.
من جانبه قال الدكتور أيمن الرقب، أستاذ العلوم السياسية ، إن مصر كان لها دور بارز في القضايا العربية والدولية وتحركاتها لا تكون إلا لخدمة العرب، حيث إن الدائرة العربية شكلت إحدى الدوائر الأساسية في السياسة الخارجية المصرية في عهد الرئيس السيسي وأولت مصر الاهتمام بعلاقاتها العربية من خلال مسارين الأول وهو تنقية الأجواء العربية وبلورة المواقف العربية من أجل إيجاد موقف عربي موحد إزاء التحديات الداخلية والخارجية.
وأضاف الرقي، أنه لا يمكن ذكر القضية الفلسطينية دون اسم مصر، التي حملت على عاتقها القضية الفلسطينية منذ احتلال أراضيها عام 1948 حتى الآن، فلا أحد ينسى دور مصر العسكري والدبلوماسي في دعم الأشقاء الفلسطينيين، من بينها تدخل مصر لوقف إطلاق النار بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، وإرسال مساعدات إنسانية للأشقاء في قطاع غزة باعتبارها الشقيقة الكبرى والأقرب لفلسطين.
وتابع: أن دعم مصر للقضية الفلسطينية لم يكن وليد اللحظة، فعبر التاريخ كانت ومازالت وستبقى مصر الوفية للشعب الفلسطينى وقضيته، مستشهدا بما حدث خلال العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة.