ورد إلى دار الإفتاء المصرية ، سؤالا عن حكم الكذب أثناء الهزار مع الأصدقاء ، فيقول السائل : هل يجوز الكذب من باب المزاح حتى ولو على سبيل الدعابة ؟
هل يجوز الكذب من باب المزاح؟
وأجابت دار الإفتاء، على السؤال، بأن الكذب أثناء الهزار مع الأصدقاء حرام شرعا ، وعلى ذلك ، فلا يجوز للمسلم الكذب أثناء المزاح حتى ولو على سبيل الدعابة والفكاهة.
وحذر الشرع الشريف ، من الكذب من أجل إضحاك الناس على أحد الأشخاص ، لأن الكذب محرم ، وإضحاك الناس بالكذب يعد أشد تحريما.
واستشهدت دار الإفتاء ، بما ورد عن بهز بن حكيم عن أبيه عن جده رضي الله عنهم، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: «وَيْلٌ لِلَّذِي يُحَدِّثُ بِالحَدِيثِ لِيُضْحِكَ بِهِ القَوْمَ فَيَكْذِبُ، وَيْلٌ لَهُ! وَيْلٌ لَهُ!» رواه الإمام الترمذي في "سننه".
سنة النبي في المزاح
ولأن المزاح مما ينشر السرور واللطف ويشيع البهجة في حياة الناس كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يمزح مع أهله وأصحابه والأطفال الصغار؛ فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أحسن النَّاسِ خُلُقًا، وكان لِي أَخٌ يُقَالُ لَهُ: أَبُو عُمَيْرٍ، قَالَ: أَحْسِبُهُ فَطِيمًا؛ فَكَانَ إِذَا جَاءَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآله وسَلَّمَ فَرَآهُ، قَالَ: «أَبَا عُمَيْرٍ مَا فَعَلَ النُّغَيْرُ» قَالَ: فَكَانَ يَلْعَبُ بِهِ. متفق عليه، النُّغَيْرُ بالتصغير: طائر صغير يُشبه العصفور؛ قال الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" (10/ 584، ط. المكتبة السلفية): [وفيه جوازُ الممازحة، وتكرير المزحِ، وأنَّها إباحة سُنَّةٍ لا رخصةٌ، وأنَّ ممازحة الصّبيّ الذي لم يُميِّز جائزةٌ، وتكرير زيارة الممزوح معه، وفيه ترك التكبر والترفع، والفرق بين كون الكبير في الطريق فيتواقر أو في البيت فيمزح] اهـ.