تتخذ الدولة المصرية خطوات كبيرة وملموسة على أرض الواقع في سبيل التحول للطاقة الخضراء والنظيفة، في ظل ما تملكه من امكانيات هائلة تؤهلها لأن تصبح رائدة في ذلك.
عاصمة العالم للطاقة الشمسية
تحتل مصر حاليا المركز الـ4 عالميا من حيث أكبر محطات بالعالم لتوليد الكهرباء من الطاقة الشمسية والتى توجد بمحافظة أسوان و تحديدا بمنطقة بنبان بقدرة 2000 ميجا وات والتى تم إنشائها بالتعاون بين وزارة الكهرباء و القطاع الخاص، و ذلك بين الدول التى تضم أكبر محطات شمسية حيث تحتل الهند المركز اﻷول و يليها الصين ثم محطة أخرى بالهند.
ولهذه اﻷسباب يحتل مجمع بنبان للطاقة الشمسية المركز الـ4 عالمياً؛ حيث يضم الموقع 32 محطة شمسية لتوليد الكهرباء من الطاقة الشمسية، و تبلغ قدرة كل محطة 50 ميجا وات، كما تم إنشاء محطات المحولات من النوع المعزولة بالغاز gis بالكامل لأول مرة في مصر، و يعد رابع أكبر تجمع لمحطات طاقة شمسية بنظام الخلايا الفولطية بدون تخزين علي مستوي العالم، و حصل على جائزة التميز الحكومي العربية في دورتها الأولى كأفضل مشروع تطوير بنية تحتية.
وأطلق على مجمع بنبان الشمسى "عاصمة العالم للطاقة الشمسية"، و تخطط وزارة الكهرباء حاليا للتوسع في المشروع ليصل إجمالي القدرات المولدة منه إلى 2000 ميجا وات ليصبح أكبر قدرات بالعالم.
أكبر محطة شمسية في أفريقيا
كما كان قد أكد اللواء أشرف عطية، محافظ أسوان، أنه التقى مع مدير إحدى الشركات العاملة فى مجال الطاقة الشمسية، والتابعة لإحدى الشركات الإماراتية، الإجراءات الجارية لبدء العمل فى تنفيذ مشروع أكبر محطة شمسية فى أفريقيا بطاقة 500 ميجاوات بالظهير الصحراوى لقرية فارس التابعة لمركز كوم أمبو، من خلال إحدى الشركات الصينية المتخصصة، فى إطار تنفيذ توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسى بإستثمار المزايا النسبية الهادفة للتوسع فى المشروعات القومية الإستثمارية.
وأوضح محافظ أسوان، أن المحطة تقع على مساحة 10 ألاف م2 حيث يتم التنفيذ على مدار 18 شهر، لتبدأ فى ضخ إنتاجها على الشبكة القومية الموحدة للكهرباء فى سبتمبر 2024، مشيرا إلى أن أسوان تتميز بتنوع مصادر الطاقة حيث أصبحت إحدى أهم المقاصد العالمية للمشروعات الإستثمارية فى مجال الطاقة الشمسية، وخاصة بعد إنشاء أكبر مشروع للمحطات الشمسية ببنبان والذى ينتج حالياً 1460 ميجاوات من 32 محطة شمسية ضمن مخطط إنشاء 40 محطة شمسية تستهدف إنتاج 2000 ميجاوات بما يعادل أكثر من 90 % من إنتاج السد العالى، بجانب 2 محطة شمسية أخرى بفارس تتراوح قدرتهم ما بين 200 إلى 500 ميجا فولت.
وأشار إلى أهمية التواصل الجماهيرى للشركة المنفذة مع المجتمع المدنى، وإعطاء الأولوية لشباب قرية فارس فى التشغيل، وخاصة أن المشروع سيوفر حوالى 2000 فرصة عمل خلال فترة الإنشاءات، وهو الذى يتوازى مع التنسيق بين الجهات المختصة لضمان نجاح عملية تنفيذ المحطة الشمسية بحيث لا تتعارض مع مسار مشروع القطار السريع، وأن يتم تنفيذها وفقاً للمواصفات العالمية من الجودة والسلامة والصحة المهنية للحفاظ على أرواح المواطنين والعاملين.
وتابع أشرف عطية، أن هذا المشروع يمثل قيمة مضافة للمحافظة، ليتم إدراجه ضمن العديد من المشروعات الإستثمارية الأخرى التى تم وجارى تنفيذها على أرض عاصمة الاقتصاد الأفريقي بما يساهم بدوره في تحقيق الكثير من العوائد الإيجابية، وخاصة في ظل التسهيلات الكبيرة التى يتم تقديمها للمستثمرين لجذب المزيد من الفرص الاستثمارية خلال الفترة الحالية، لافتاً إلى أنه من بين المشروعات المخطط تنفيذها مشروع تدوير مخلفات الألواح الشمسية، حيث يعد أحد المشروعات التي سيكون لها عوائد إيجابية فى المستقبل القريب.
توليد الكهرباء بالطاقة الشمسية
وقال الدكتور أحمد حجازي، المتخصص والباحث في شؤون الطاقة المتجددة، ورئيس جمعية مصر الطاقة الخضراء، إن مصر من الدول المتقدمة للغاية والرائدة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في استخدامات الطاقة الشمسية، ويرجع ذلك لزيادة كمية الإشعاع الشمسي خاصة في منطقة الجنوب، وهذا يجعلها جاذبة للاستثمارات من جميع انحاء العالم مقارنة مع الدول المحيطة بها، وبالتالي مصر تصنف الأولى في المنطقة في مجال توليد الكهرباء من الطاقة الشمسية.
وأضاف حجازي - في تصريحات لـ"صدى البلد"، أن استخدام الطاقة الشمسية في مصر ظهر بشكل جلياً، حيث استخدامها على النطاق الزراعي، وإنتاج الطاقة من الآبار، وبناء محطات ضخمة مثل محطة بنبان التي تنتج أكثر من 1.6 جيجا وات، وذلك نظراً لأنه تم جذب استثمارات كبيرة للغاية تقدر بحوالي 6 مليار دولار، ومن المتوقع أن تزيد الاستثمارات في الفترة القادمة نطراً لزيادة اسعار الطاقة جراء الأزمة الروسية الأوكرانية التي ألقت بظلالها على دول العالم وجعلته يبحث عن مصادر متجددة من الطاقة.
ولفت: أزمة التغيرات المناخية جعلت الدول تلجأ لاستخدام الطاقة الشمسية، حيث إن الدول الصناعية أحدثت فجوة كبيرة للغاية بسبب زيادة الإنباعاثات الحرارية مثل ثاني أكسيد الكربون، والملوثات الحرارية التي أدت لرفع درجة حرارة الأرض، مشيراً الى أن الاحترار الذي نشهده حالياً في جميع دول العالم ناتج عن حرق الوقود الأحفوري.
وتابع: الطاقة الشمسية لها استخدامات كثيرة حيث الاستخدام الحراري عن طريق تسخين المياه لإنتاج مياه ساخنة وذلك لتوافر السخانات والتي من خلالها يمكننا توفير 80% من استخدام الكهرباء، و الاستخدام الكهربائي حيث يتم إنتاج الكهرباء من أشعة الشمس مباشرة عن طريق الخلايا الشمسية، لافتاً إلى أن مد الكهرباء للمنازل متواجد بالقرى السياحية الموجودة بمرسى علم والمناطق الساحلية البعيدة عن شبكة الكهرباء والمناطق التي لها نشاط صناعي وبترولي وتعديني.