"سلام يا صاحبي طول عمرك جدع ومبتتأخرش على حد، شهيد في الجنة باذن الله".. صراخ وعويل خرج من شباب منطقة إمبابة حزنا على فراق شقيقهم وصديقهم فؤاد سلامة الشهير بـ"باسم" بعد خروجه للعمل على توكتوك واختفائه ثم عثورهم على جثته داخل شقة بمنطقة الوراق قتيلا.
الجريمة البشعة كان شاهدا عليها أحد شوارع منطقة الوراق حيث خرج باسم الشاب العشريني من منزله في الساعات الأولى من الصباح لاستلام التوكتوك الذي يعمل عليه من مالكه حيث أنه قرر العمل للمساهمة في نفقات علاج والدته المريضة بالسرطان، تجول بمنطقة إمبابة يبحث عن ركاب لجمع "فلوس الوردية" حتى التقى به شاب يضع يده في حامل كانه مكسور طلب منه توصيله لشارع المعهد الديني بالوراق فوافق باسم على الفور.
فلوس الوردية
فور الوصول للمكان المنشود استغل الراكب طيبة الشاب وشهامته وطلب منه مساعدته في نقل وحمل بعض الأشياء خاصة أن ذراعه مصاب ولن يتمكن من حملها بمفرده فاستجاب له باسم دون ملاحظة ملامح الغدر على وجهه وما أن خطت قدماه داخل الشقة فوجئ بشابين آخرين. أجهزوا ثلاثتهم عليه فقام أحدهم بشل حركته والجلوس على جسده بينما قام الآخر بإطباق يديه على رقبته حتى جحظت عيناه وحاول الاستمرار في مقاومتهما فأسرع الثالث بخلع حزامه ولفه حول رقبته لإنهاء حياته بشكل أسرع.
مصير الضحية
كان جسد باسم ينتفض ولم يتمكن حتى من سؤالهم عما اقترفه ليحاصروه ويزهقوا روحه بتلك الطريقة، لحظات قليلة وسكن جسد الشاب البريء تماما والتقط المتهمون أنفاسهم ونظر كل منهم للآخر وسألوا عن مصير الجثة ليجيب أحدهم: "سيبوها دلوقتي المهم نبيع التوكتوك ونخلص منه ونجيب المخدرات بتاعتنا وبعدين نتصرف فيها".
خرج الذئاب الثلاثة واستقلوا التوكتوك حصيلة جريمتهم مع هاتف للضحية وفروا هاربين، ساعات مرت ولم يعد باسم لمنزله فذهب والده لمالك التوكتوك وسأله عنه خاصة أنه يتصل به وهاتفه مغلق فكانت نفس الإجابة صادرة من رب عمله ليذهبا سويا إلى قسم الشرطة مبلغين عن غيابه.
التحريات التي أجرتها مباحث الجيزة بقيادة اللواء هاني شعراوي مدير المباحث الجنائية والعقيد مجدي موسى مفتش مباحث شمال الجيزة نجحت في التوصل لمكان المجني عليه بعد تتبع خط سيره ورصد كاميرات المراقبة له يستقل أحد الأشخاص التوكتوك معه وصولا لمنزل بمنطقة الوراق وبالبحث عثر على جثة باسم داخل إحدى الشقق مع اختفاء قاطنيها، نجحت عدة مأموريات في القاء القبض على المتهمين الذين اعترفوا بارتكابهم الجريمة حيث اختاروا سائق توك توك لسرقته ووقع اختيارهم على المجني عليه.