قيام الليل من الأوقات المهمة في استجابة الدعاء ومن فضائل قيام الليل أنها من علامات المتقين، يقول الله تعالى إن المتقين في جنات وعيون * آخذين ما آتاهم ربهم إنهم كانوا قبل ذلك محسنين، والله سبحانه يصفهم (كانوا قليلا من الليل ما يهجعون)، ووعد الله تعالى من يقومون الليل بالجزاء الوافي في قوله تعالى
تتجافىٰ جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفا وطمعا*فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون)، وفي الحديث النبوي الشريف الذي وعد من يقوم الليل بالجنة (أيها الناس أفشوا السلام وأطعموا الطعام وصلوا والناس نيام تدخلوا الجنة بسلام، ولا تكون ثمرة قيام الليل في الآخرة فقط؛ فالذي يقوم الليل يشعر بحلاوة، ولذة، وراحة، وسكينة في الدنيا أيضا.
فوائد قيام الليل
عدد كبير من جمهور العلماء والفقهاء من الحنفية، والشافعية، والحنابلة قالوا إن القيام في السدسين: الرابع، والخامس من الليل أفضل؛ لقول النبي -عليه الصلاة والسلام-: (أحب الصلاة إلى الله صلاة داود عليه السلام، وأحب الصيام إلى الله صيام داود وكان ينام نصف الليل، ويقوم ثلثه، وينام سدسه ويصوم يوما ويفطر يوما)، وذهبوا إلى أن الصلاة في الثلث الأخير من الليل أفضل لمن اعتاد الاستيقاظ فيه، أما من اعتاد الرقود آخر الليل وعدم الاستيقاظ، فالأفضل أن يحتاط ويصلي في أول الليل ، ومن فوائد قيام الليل أنه سبب لطرد الأمراض من الجسم، لقول النبي -عليه الصلاة والسلام عليكم بقيام الليل فإنه دأب الصالحين قبلكم، وقربة إلى الله تعالى، ومنهاة عن الإثم، وتكفير للسيئات، ومطردة للداء عن الجسد.
وقت قيام الليل
وقت قيام الليل وفقا لدار الافتاء إن قيام الليل يبدأ من بعد صلاة العشاء وينتهى بأذان الفجر، وأن التهجد من ضمن القيام لكنه أخص من القيام أنه يتم بعد القيام من النوم وأفضل وقت لهذه المدة هو الثلث الأخير من الليل ويتم حساب اقسم الوقت ما بين الفجر إلى المغرب على ثلاثة ويتبين لنا في هذا الحالة الثلث الأول من الثاني من الثالث ، وفي الآية [20] من السورة يقول الله تعالى: ﴿إن ربك يعلم أنك تقوم أدنى من ثلثي الليل ونصفه وثلثه وطائفة من الذين معك﴾
معجزات قيام الليل
قال سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم (ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر يقول: من يدعوني، فأستجيب له من يسألني فأعطيه، من يستغفرني فأغفر له.) وقيام هذه الساعة فيه خير كثير كما أن في قيام الليل طاعة لله عز وجل وارتبط قيام الليل بالمقام المحمود عند الله والدعاء كما أن من يستيقظ في هذا الوقت للصلاة وفقا لعدد من الأطباء فإنه يحمي نفسه من حدوث ارتفاع في مستوى ضغط الدم وهذا يحمي الفرد من حدوث أزمات وجلطات قلبية والسكتات الدماغية ، كما أن التهجد ليلا بمثابة علاج طبيعي لمن يعاني من أمراض تصلب المفاصل، وهذا بسبب أن الفرد عندما يقوم للوضوء يعتبر بأنه يقوم بفرك المفاصل بالماء بالإضافة إلى حركة الركوع والسجود الخفيف الذي يعمل على ليونة المفاصل.