عقد رؤساء مجالس أمن بلدان مجموعة دول البريكس اجتماعا موسعا لبحث القضايا الأمنية، حضره ممثلون عن بلدان صديقة للمجموعة بينها السعودية والإمارات وإيران، بصيغة "أصدقاء بريكس".
اجتماع دول البريكس
ومثل روسيا في هذا الاجتماع أمين مجلس الأمن الروسي نيقولاي باتروشيف، فيما تمت مناقشة مجموعة واسعة من قضايا الساعة فيما يتعلق بالأمن الدولي وآفاق التفاعل بين دول "بريكس" والدول المهتمة بتعميق التعاون مع "خماسي" المنظمة روسيا والصين والهند والبرازيل وجنوب إفريقيا.
[[system-code:ad:autoads]]
كما جرى تبادل مفصل لوجهات النظر حول قضايا أمن المعلومات باعتبارها تمثل تحديا كبيرا لبلدان العالم النامي، حيث تم، على وجه الخصوص، اقتراح مواصلة العمل على تشكيل نظام قانوني دولي عالمي في مجال البيئة الرقمية، على أساس مبادئ المساواة في السيادة بين جميع الدول، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية لها.
وأكد المشاركون أن اجتماع الممثلين السامين المسؤولين عن القضايا الأمنية لدول "بريكس" بمشاركة "أصدقاء بريكس" سيسهم في تشكيل هيكل أكثر إنصافا للعلاقات الدولية، فيما تم التأكيد على النية للتحرك نحو نظام متعدد الأقطاب يقوم على مبادئ المساواة في السيادة والثقة والأمن غير القابل للتجزئة، والتنمية الحرة والأصيلة لجميع البلدان والشعوب.
كما نوه الحاضرون إلى أهمية مواصلة الحوار الصريح، مع مراعاة اهتمام جميع المشاركين في المجتمع الدولي لحل مشكلات الأمن العالمي، وتم لفت الانتباه إلى حقيقة أن منظمة "بريكس" أصبحت هيكلا جذابا بشكل متزايد لعدد من الدول جنوب وشرق الكرة الأرضية، حيث ليس لدى المنظمة أي أجندة مواجهة أو أجندات خفية.
وقد عقد الاجتماع برئاسة جنوب إفريقيا وحضره ممثلو روسيا والصين والهند والبرازيل وجنوب إفريقيا فضلا عن ممثلين عن بيلاروس وكازاخستان و مصر والمملكة العربية السعودية والإمارات وإيران وبوروندي وكوبا.
الانضمام لتجمع البريكس
قالت جنوب أفريقيا إن 22 دولة تقدمت بطلبات للانضمام إلى مجموعة "بريكس" (BRICS) بينما أبدت دول أخرى اهتمامها بذلك، وكانت بريكس لمحت إلى أنها منفتحة على التوسع.
وقال مندوب جنوب أفريقيا في المجموعة أنيل سوكلال إن "22 دولة تواصلت رسميا مع دول بريكس لتصبح عضوا بشكل كامل، وهناك عدد مماثل من الدول التي سألت على نحو غير رسمي عن الانضمام للمجموعة".
وأشار سوكلال إلى أن الاهتمام المتزايد بالتكتل "ليس بالأمر الجديد" لكنه يشير إلى "الثقة" بالعمل الذي قامت به بريكس طوال 15 عاما من وجودها.
ورأى أن بريكس ليست مجرد "قوة سياسية عبر محاولتها تغيير خطوط الصدع في مجال السياسة العالمية، بل تغير أيضا ما يحدث في الفضاء الاقتصادي على مستوى العالم".
وتترأس جنوب أفريقيا مجموعة دول بريكس (جنوب أفريقيا، البرازيل، الصين، الهند، روسيا)، وستستضيف من 22 إلى 24 أغسطس/آب القادم القمة الـ15 لهذه الدول.
من جانبه قال هاني فتوح الخبير الاقتصادي، إن مجموعة البريكس تعتبر كمنصة للتعاون الاقتصادي والتجاري والسياسي بين هذه الدول، وتهدف إلى تعزيز التجارة والاستثمار بينها، وتطوير البنية التحتية والتكنولوجيا، وتعزيز التعاون في مجالات أخرى مثل العلوم والثقافة والتعليم.
وأضاف فتوح في تصريحات ل"صدى البلد"، أن البريكس اكتسب أهمية متزايدة في السنوات الأخيرة، حيث تعد الدول الأعضاء فيها من أسرع الاقتصاديات نمواً في العالم، وتمثل نسبة كبيرة من السكان حول العالم.
تابع: تعد مجموعة البريكس أيضاً منصة للدفاع عن المصالح الاقتصادية والسياسية لهذه الدول، وتعزيز صوتها في المنظمات الدولية والمحافل الدولية، وتعمل دول البريكس على تعزيز الاستقلالية المالية والاقتصادية لها، وتشمل التحول من استخدام الدولار الأمريكي في التجارة الدولية إلى استخدام العملات الوطنية لزيادة الاستقلالية وتقليل التبعية للدولار الأمريكي.
وأوضح الخبير الاقتصادي أنه يجب الإشارة إلى أن الدول الأعضاء في البريكس لا تمتلك حتى الأن القدرة على كسر هيمنة الدولار الأمريكي على التجارة الدولية، ولكن هذه الدول تتحرك باتجاه تقليل اعتمادها على الدولار وتعزيز استخدام العملات الوطنية، وهذا يمكن أن يساعد على تعزيز التجارة الدولية بين دول البريكس.
من هم دول البريكس
مجموعة "بريكس" (BRICS) هى تكتل اقتصادي عالمي بدأت فكرة تأسيسه في سبتمبر/أيلول 2006، حينما عُقد أول اجتماع وزاري لوزراء خارجية البرازيل وروسيا والهند والصين على هامش أشغال الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، وتم إطلاق مجموعة بريكس رسميا عام 2009.
يضم هذا التكتل 5 دول تعد صاحبة أسرع نمو اقتصادي في العالم، وهي البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا، وكلمة "بريكس" (BRICS) بالإنجليزية عبارة عن اختصار يضم الحروف الأولى لأسماء هذه الدول.
اتخذت البريكس بعض الخطوات للتحول إلى استخدام العملات الوطنية في التجارة الدولية، مثل إنشاء بنوك تنمية جديدة مثل بنك التعاون الاقتصادي لدول البريكس (BRICS Development Bank) وصندوق الاستثمار المشترك لدول البريكس (BRICS Contingent Reserve Arrangement) والذي يهدف إلى دعم العملات الوطنية في حالة وقوع أزمات مالية في الدول الأعضاء.