أثيرت حالة من الجدل خلال الأيام الماضية في مصر، عقب تداول نتائج طلاب السنة الأولى بعدد من كليات القمة لهذا العام، التي ارتفعت فيها نسب الرسوب بشكل كبير.
وفي حين انشغل رواد مواقع التواصل الاجتماعي بهذه النتائج التي لا تتناسب مع هؤلاء الطلاب المتفوقين في الثانوية العامة في العام السابق لالتحاقهم بكليات الطب، حرص “صدى البلد” على رصد آراء خبراء التعليم الكشف عن أسباب ارتفاع نسب الرسوب بكليات القمة وأسبابإخفاق طلاب كليات القمة بالنتائج الجامعية.
وفي هذا السياق،أكد الدكتور أحمد عناني، عميد كلية الطب جامعة الزقازيق، الخبير التعليمي، أن الغش خلال امتحانات الثانوية العامة قد يكون أحد الأسباب التي تؤدي إلى تدني النتائج الجامعية مثل ما رأينا في كليات الطب وطب الأسنان والصيدلة حول نسب الرسوب هذا العام.
وأوضح عميد كلية الطب جامعة الزقازيق،أن عمليات الغش غير النزيهة خلال امتحانات الثانوية العامة تؤثر سلبًا على جودة التعليم وتشوه النتائج والتقييمات الفعلية للطلاب، قد يقوم الطلاب بالغش في محاولة للحصول على درجات عالية دون بذل الجهد الكافي أو دون تحصيل المعرفة اللازمة، مما يؤدي إلى أن هذه العملية تعوق مسارة التعليمي للطلاب في المستقبل، بالإضافة إلى أنه يؤثر على سمعة المؤسسات التعليمية والطلاب، لذلك ينبغي على وزارة التربية والتعليم والمؤسسات التعليمية اتخاذ إجراءات صارمة لمنع ومكافحة الغش وضمان نزاهة الاختبارات والتقييمات.
وأضاف الخبير التعليمي،أن اتخاذ قرار عشوائي أو بناء على رؤية قاصرة مثل ربط كليات القمة بالصورة الاجتماعية أو دخول كلية من كليات القمة بالغش مثل ما شاهدنا يؤدي إلى الندم لاحقًا عندما يكتشف الطالب أن التخصص الذي اختاره لا يناسبه أو لا يجلب له الرضا والاستياء الوظيفي ووقوع العديد من العقبات في المستوى الدراسي، لذلك يجب أن يقوم الطالب بالتفكير الجيد والبحث الدقيق قبل اتخاذ القرار، وذلك لأن التخصص الجامعي سيحدد مسار حياته الوظيفية والمهنية.
وأشار عميد كلية الطب جامعة الزقازيق،إلى أن هناك عوامل أخرى تؤثر على النتائج الجامعية بالإضافة إلى الغش، مثل جودة التعليم والمناهج الدراسية وطرق التدريس ودعم الطلاب وظروف الامتحانات، لذلك يجب العمل على تحسين جودة التعليم في هؤلاء الجامعات التي حدثت لدي طلابها نسب رسوب عالية وتوفير بيئة دراسية منصفة ونزيهة تسمح للطلاب بالتفوق بجدارة ونجاحهم بناءً على جهودهم وقدراتهم الفعلية.
ومن جانب آخر، أكد الدكتور ممدوح مهدي، عميد كلية الطب السابق بجامعة حلوان، الخبير التعليمي، أن تحدي مستوى الطلاب الجامعيين قضية مهمة يجب معالجتها بجدية، موضحًا أنه ينبغي على النظام التعليمي أن يسعى لتحسين مستوى التحصيل العلمي والمعرفي للطلاب القادمين من الثانوية العامة.
وناشد الدكتور ممدوح مهدي، طلاب الثانوية العامة 2023، بضرورة بعدم التطلع لكليات القمة في المطلق أو لمجرد تلبية رغبة أولياء الأمور وعلى الطرفين إعادة النظر في اختيار الكلية على أن يكون نصب عينيهم التخصصات الحديثة والاحتياجات الجديدة للدولة حتى يجد الطالب لنفسه فرصة عمل في مجاله بعد التخرج.
وأشار عميد كلية الطب السابق بجامعة حلوان،إلى أن لتحسين مستوى الطلاب الملتحقين بكليات القمة، يمكن اتباع بعض الإجراءات والسياسات التعليمية الفعالة، مثل:
-تحسين المناهج الدراسية
ينبغي تحديث وتطوير المناهج الدراسية لتتناسب مع متطلبات العصر الحالي والتحديات المهنية المستقبلية.
-تحسين نوعية التعليم
يجب توفير بيئة تعليمية تشجع على التفكير النقدي والابتكار وتعزز من مهارات التحصيل العلمي واللغوي.
-تعزيز دور المعلمين
ينبغي دعم المعلمين بالتدريب المستمر والاستفادة من أحدث الأساليب والتقنيات التعليمية.
-تعزيز البحث العلمي
يجب تشجيع الطلاب على المشاركة في البحث العلمي وتطوير مهارات البحث والتحليل.
-تحسين بيئة الدراسة
ينبغي توفير بيئة دراسية مناسبة تحفز الطلاب على التعلم وتعزز من دافعيتهم ومشاركتهم الفعالة في العملية التعليمية.
-التحسين المستمر
يجب أن يكون هناك التزام بالتحسين المستمر للنظام التعليمي واستمرار التقييم والمراجعة للتأكد من تحقيق الأهداف المحددة.
واختتم عميد كلية الطب السابق بجامعة حلوان،قائلا: عن طريق تبني هذه الإجراءات والسياسات، يمكن تحسين مستوى الطلاب الملتحقين بالجامعات وتجهيزهم لمواجهة التحديات المستقبلية وتحقيق النجاح في حياتهم العلمية والمهنية.
ومن جانبه، أكد الدكتور محمد عبد العزيز، أستاذ العلوم والتربية بجامعة عين شمس، الخبير التربوي، أن مفهوم كليات القمة يجب أن يتغير لدى أولياء الأمور وطلاب الثانوية العامة 2023 والمجتمع بشكل عام، موضحًا أنه يجب أن يكون التركيز على اكتشاف قدرات وميول الطالب ومساعدته في اتخاذ قرار مدروس ومناسب بناءً على اهتماماته وقدراته العقلية.
وأوضح أستاذ العلوم والتربية بجامعة عين شمس،أن كليات القمة تعتبرمهمة للبعض، ولكن ليس بالضرورة أن تكون هي الخيار الأفضل للجميع، فيجب على الأهل أن يتجاوزوا الضغط الاجتماعي والمجتمعي الذي يدفعهم دفع طلاب الثانوية العامة للالتحاق بكليات معينة بغض النظر عن رغباتهم الحقيقية.
أسباب ارتفاع نسب الرسوب بكليات الطب والصيدلة
وقال الخبير التربوي، إن ينبغي على أولياء الأمور أن يشجعوا طلاب الثانوية العامة 2023 على اكتشاف ميلهم وقدراتهم الفردية ومساعدتهم على اتخاذ قرار تعليمي مستنير يتناسب مع طموحاتهم وهدفهم المهني المستقبلي، مشيرًا إلى أن من خلال ذلك يمكن للطلاب أن يحققوا النجاح والرضا في مساراتهم الدراسية والمهنية، بحيث يجب أن يكون الهدف الأساسي مساعدة الطلاب على تحقيق إمكاناتهم الكامنة والازدهار في الحياة.
وأشار أستاذ العلوم والتربية بجامعة عين شمس، إلى أن مع اتباع نهج التعلم الشامل والتفكير النقدي، يمكن للطلاب الآن أن يظهروا بشكل أكثر دقة ووضوح في امتحاناتهم، مؤكدًا أن مجاميع طلاب الثانوية العامة كانت مرتفعة في السنوات الماضية لأنها كانت تعتمد بشكل كبير على الحفظ والتلقين والاستعداد للامتحانات فضلاً عن فهم المفاهيم والاستفادة من التعلم بشكل أعمق.
الثانوية العامة 2023
وتابع: ولكن الآن، مع التحول إلى نظام تقييم يشمل الفهم والتحليل والتطبيق العملي، فإن المجموعات تعكس بشكل أكثر دقة مستوى الطلاب وقدراتهم الحقيقية، ويحث هذا النهج الطلاب على التفكير النقدي وتطوير المهارات الأساسية التي يحتاجونها في مراحل تعليمهم ومهنهم المستقبلية.
وقبل واقعة جامعة جنوب الوادي، أعلنت كلية الطب بجامعة أسيوط (مقرها مدينة أسيوط) بصعيد مصر «رسوب أكثر من 60 في المائة من طلاب كلية الطب في الفرقة الأولى».
وأوضح الدكتور علاء عطية، عميد الكلية: «رسوب 625 طالبًا من إجمالي 1200 طالب مقيد بالفرقة الأولى للعام الجامعي الحالي»، مؤكدا أنه لأول مرة «ترتفع نسبة الرسوب بكلية الطب»، موضحاً أن نتائج الفرق الأخرى بالكلية طبيعية مثل كل عام.