تسعي الدولة المصرية ، إلي تدبير إحتياجاتها المحلية من الوقود والكهرباء ، ومع ارتفاع درجات الحرارة الكبيرة التي شهدها العالم الفترة السابقة وتحديداً منتصف الأسبوع الماضي ظهرت أزمة كهرباء هي الأولى من نوعها منذ 2014، لكن الحكومة وعدت المواطنين بحل الأزمة هذا الأسبوع عبر توفير الاحتياجات اللازمة من المواد البترولية لشبكات الكهرباء ورفع ضغط الغاز.
135 مليون متر مكعب من الغاز
وخرجت الحكومة من خلال عدد من البيانات الصحفية لتشرح للمواطن البسيط ، تفاصيل الأزمة وموعد حلها ، لاسيما في ظل عدم معرفة الكثير من المواطنين شيئاً عن المواد البترولية ولا ضعف ضغط الغاز فهو حتى لا يعلم علاقة الغاز بالكهرباء، فالجميع لا يريد سوى انتظام الكهرباء حتى يستطيعوا النوم، وأصبح الناس يرددون لقد عدنا لفترة انقطاع الكهرباء
وفي ظل تلك الأزمة لا يعلم المواطن البسيط ما تتكبده الدولة خلف الكواليس لتوفير الكهرباء في ظل نقس الموارد عالمياً ونقص إمدادات الطاقة التي تسببت بها الكثير من العوامل على المسرح الدولي والتي تأتي على رأسها الحرب الروسية الأوكرانية والتي تسببت في ارتفاع أسعار الطاقة ونقص الغاز والمواد البترولية.
ويتساءل الكثير لما لم تظهر تلك المشكلة سوى الآن ويرجع السبب لارتفاع درجات الحرارة مما يجعل الاستهلاك المحلي من الكهرباء كبير جداً نظراً لمضاعفة استخدام المراوح وأجهزة التكييف وغيرها من المبردت، والمشكلة هنا لا تكمن في نقص الكهرباء لأنه على العكس تماماً مصر لديها فائض من الكهرباء ولكن النقص في الغاز الذي يستخدم ليشغل الكهرباء.
وتحتاج وزارة الكهرباء يومياً لنحو 135 مليون متر مكعب من الغاز، و 10 آلاف طن من المازوت، حتى تنتهي الانقطاعات المتكررة ويتم تخفيف الأحمال الكهربائية في كافة أنحاء مصر، فإذا توفرت هذه الكميات ستغلق مصر صفحة انقطاعات الكهرباء نهائياً.
ولا تواجه مصر وحدها تلك الأزمة، بل تواجه أوروبا، لا سيما دول جنوب القارة، موجة حر شديدة تجاوزت معها درجات الحرارة حاجز 40 درجة مئوية، وسط توقعات بأن تشهد اليونان التي تعاني من حرائق الغابات الصيف الأكثر سخونة على الإطلاق. كما تعيش إيطاليا ثالث موجة حر خلال الصيف الجاري، بينما يُتوقّع أن ترتفع درجات الحرارة بشدة في إسبانيا، اليوم الأحد.
ونقلت وكالة بلومبرج عن مسؤول حكومي لم تكشف عن هويته، أن "الإمدادات التي تحصل عليها الكهرباء من وزارة البترول حالياً تكفي لتشغيل أحمال كهربائية حتى 32 ألف ميجاواط، بينما الاستهلاك يتجاوز 35 ألف ميجاواط، ما يضطر مسؤولي الكهرباء لقطع التيار بسبب نقص الوقود اللازم لتشغيل المحطات" موضحاً أنه "صحيح لدينا فائض في الكهرباء يتجاوز 20 ألف ميجاواط لكنه يحتاج إلى وقود".
وكان وزير البترول، طارق الملا، قال الأسبوع الماضي إن حرارة الطقس تؤدي لاستهلاك جميع الغاز المنتج محلياً، وكشفت "بلومبرج" أن مصر لم تصدر شحنة واحدة الشهر الماضي، ولم ترسل سوى شحنة واحدة حتى الآن في يوليو، وحسب وزير البترول فإن مصر تستهلك كل الغاز الذي تنتجه بسبب الطقس الحار، مما يوفر كميات محدودة للتصدير.
ومن جانبه، قال الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، إنه جرى البدء في تخفيف أحمال الكهرباء، بسبب موجة الطقس الحارة الشديدة، التي تشهدها مصر، موضحا أن الاستمرار في هذا الأمر سيستمر حتى منتصف الأسبوع المقبل، منشيرا إلى أن ارتفاع درجات الحرارة، أدى لزيادة استهلاك الطاقة الكهربائية بصورة كبيرة، ما نتج عنه زيادة حجم استهلاك الغاز المستخدم في توليد الكهرباء، وإحداث ضغط شديد على الشبكات الخاصة به.
وأكد مدبولي، أن استهلاك الكهرباء في مصر، زاد بصورة كبيرة، وبدأ تخفيف الأحمال منذ يومين، حتى يمكن الوصول للضغوط العادية لشبكة الغاز، والاستمرار في تخفيف الأحمال بالتناوب، حتى منتصف الأسبوع المقبل، لتستعيد الشبكة ضغوطها من الغاز، مشيرا إلى أن موعد انتهاء انقطاع الكهرباء في مصر، وتخفيف الأحمال، من المقرر أن يكون مع منتصف الأسبوع المقبل، حيث يستمر قطع الكهرباء حتى يوم الاثنين 24 يوليو 2023، وينتهي انقطاع الكهرباء في مصر بدءً من يوم الثلاثاء 25 يوليو 2023.
إجراءات على المواطنين اتباعها
وأصدرت الشركة القابضة لكهرباء مصر، مساء أمس السبت بيانا رسميا لها، بشأن تخفيف أحمال الكهرباء، خلال الفترة الحالية.
وأضافت الشركة القابضة لكهرباء مصر في البيان، أنه يتم الالتزام بتنفيذ برنامج تخفيف الأحمال طبقًا للقدرات المطلوبة من كل تحكم، مع مراعاة أن يتم البدء في الفصل بمدة زمنية 10 دقائق قبل رأس الساعة و10 دقائق بعدها، وألا تزيد مدة الفصل عن ساعة واحدة من وقت فصل التيار.
وأردفت الشركة: نهيب بالمواطنين عدم استخدام المصاعد خلال الفترة المحددة للفصل حفاظا على سلامتكم، مع الأخذ بالاعتبار أنه سيتم تفعيل ذلك النظام بداية من منتصف ليل اليوم السبت الموافق 22-7-2023.
ووفقًا لبيان الشركة ستكون أوقات الفصل، بين الأوقات التالية مساءً أو صباحًا، ومدة القطع تكون ساعة منذ بداية وقت القطع/ وهي كالتالي:
- في الوقت من الساعة 1:50 إلى 2:10
- في الوقت من الساعة 2:50 إلى 3:10
- في الوقت من الساعة 3:50 إلى 4:10
- في الوقت من الساعة 4:50 إلى 5:10
- في الوقت من الساعة 5:50 إلى 6:10
- في الوقت من الساعة 6:50 إلى 7:10
- في الوقت من الساعة 7:50 إلى 8:10
- في الوقت من الساعة 8:50 إلى 9:10
- في الوقت من الساعة 9:50 إلى 10:10
- في الوقت من الساعة 10:50 إلى 11:10
- في الوقت من الساعة 11:50 إلى 12:10
- في الوقت من الساعة 12:50 إلى 1:10
وأعلنت الشركة القابضة لكهرباء مصر نصائح لترشيد استهلاك غسالة الملابس للكهرباء في فصل الصيف:
- شغل الغسالة بكامل حمولتها لأنها ستستهلك نفس كمية الطاقة.
- استخدام درجة حرارة مناسبة طبقًا لدرجة اتساخ الملابس.
- المحافظة دائمًا على تنظيف مصفاة مياه التغذية والتصريف.
- جفف الغسيل بأشعة الشمس ولا تعتمد على المجفف الكهربائي.
- تنظيف فلتر الغسالة باستمرار لأن اتساخه قد يسبب رفع فاتورة الكهرباء.
- شراء الغسالة الأكثر كفاءة والأقل استهلاكًا ويمكن معرفة ذلك من خلال بطاقة كفاءة الطاقة الملصقة على الغسالة.
ونوهت الشركة القابضة لكهرباء مصر للمواطنين بشأن زيادة خطر حدوث ماس أو حريق بسبب الكهرباء في فصل الصيف مع ارتفاع درجات الحرارة والاستخدام الزائد للأجهزة التي تزيد من أحمال الشبكة الكهربائية.
وأكدت الشركة، أنه يجب على المواطنين الانتباه إلى بعض العلامات التحذيرية التي قد تشير إلى وجود خطر الماس الكهربائي، وهي:
- رائحة الحريق أو الدخان الناجم عن الأسلاك الكهربائية المحترقة.
- الأسلاك الكهربائية الساخنة أو الذائبة.
- الصوت الناتج عن الأسلاك الكهربائية المتلفة.
ومن جانبه، وجه الدكتور أيمن حمزة، المتحدث الرسمي باسم وزارة الكهرباء، رسالة للمواطنين بشأن أزمة انقطاع التيار الكهربائي، قائلا: نشعر بالمواطنين لأن الجميع في نفس المركب ويتعرضون لقطع الكهرباء، معلقا «إن شاء الله تكون فترة بسيطة وتعدي».
وتابع خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامي أحمد موسى، ببرنامج «على مسئوليتي»، المذاع على قناة صدى البلد، أن واجب الوزارة هو انتظام الطاقة الكهربائية للمواطنين.
وأكد الدكتور أيمن حمزة، المتحدث الرسمي باسم وزارة الكهرباء، أن نشر بيان الأمس حول مواعيد قطع التيار كان بمثابة تفاعل إيجابي مع المخاوف الموجودة لدى أصحاب الأنشطة المرتبطة بالكهرباء.
يذكر أن مصر تعمل للتحول إلى مركز رئيسي للطاقة في المنطقة من خلال تسييل الغاز وإعادة تصديره، ويبلغ إجمالي الإنتاج الحالي للبلاد ما بين 6.5 و6.8 مليار قدم مكعب من الغاز الطبيعي يومياً.