شاهدت والديها يعملان فى صنع أشكال متنوعة من خوص النخيل، فقررت أن تسير على دربهم وترتدى جلبابهم، لكى تواجه أعباء المعيشة بالحرفة التى توارثتها عن أسرتها، و استقرت مع زوجها فى قرية خزام التابعة لمركز قوص جنوب قنا ، ليصبح بيتها مقصداً للباحثين عن منتجات الخوص بتلك المنطقة الجبلية.
صدرت منتجاتها للأسواق الأوروبية
سوق منتجات الخوص التى تصنعها " زينب عبدالمجيد"، لم ينحصر فى نطاق محافظة قنا وقراها، لكنه تجاوز ذلك بمراحل، حيث غزت منتجاتها اليدوية الأسواق الأوروبية، خاصة إيطاليا وفرنسا و ألمانيا، إلى أن جاءت أزمة كورونا قبل عامين من الآن، لتتسبب فى فقدانها لأهم الأسواق، التى كانت تعتمد عليها بشكل رئيس.
روعة وجمال منتجات'' زينب عبدالمجيد"، التى تجاوزت فترة عملها فى صناعة المنتجات اليدوية ثلاثين عاماً، مازالت تفرض نفسها على المنطقة المحيطة، بعد فقدانها للأسواق الأوروبية، حيث لازال طبق الخوص، أداة مهمة لربات البيوت الريفية، لوضع الخبز" العيش الشمسى" عقب إخراجه من الفرن البلدى.
تعلمت الحرفة من أسرتى
قالت زينب عبد المجيد، صانعة منتجات يدوية، عملت فى صناعة منتجات الخوص منذ ثلاثين عاماً، حيث كنت أشاهد أسرتى فى طفولتى تعمل فى صناعة أطباق العيش، فتعلمت منهم و أحببت العمل فى هذه الحرفة، لكن بعد زواجى كان لابد أن أعمل بها كحرفة وليس هواية، حتى أستطيع تليية احتياجات أسرتى اليومية.
وتابعت عبدالمجيد: فى الفترة السابقة كانت المنتجات المصنوعة من خوص النخيل تجد إقبال كبير سواء داخل مصر أو خارجها، فقد كانت المنتجات التى أصنعها أنا وجيرانى، يأخذها تاجر من محافظة الأقصر، و يصدرها إلى الأسواق الأوروبية، خاصة دول فرنسا و ألمانيا وإيطاليا.
كورونا أوقفت تصدير منتجاتى لأوروبا
و استطردت عبدالمجيد: لكن منذ حدوث أزمة كورونا تغير الوضع وافتقدنا الأسواق الأوروبية التى كانت تستوعب كافة المنتجات، ولم يعد أمامنا سوى المناطق المحيطة بنا فى قرية خزام، والتى تعتمد على منتجات بعينها مثل طبق الخوص الكبير الذى يوضع عليه العيش الشمسى عقب إخراجه من الفرن البلدى، أو الأطباق الصغيرة التى يوضع عليها المأكولات الساخنة.
وأشارت عبدالمجيد، إلى أن الفتيات المقبلات على الزواج فتحن لها باب جديداً للتسويق، حيث تطلب الكثير من الفتيات منتجات و أشكال مختلفة من الخوص، لضمها إلى جهاز العروس، مثل الفازة، والأطباق المتنوعة، بجانب إتقانها صناعة عرائس المولد النبوى التى يقبل عليها الأطفال والكبار من الفتيات.
و أوضحت عبدالمجيد، بأنها تعتمد على أدوات بسيطة للغاية فى عملها ، تتمثل فى الخوص والصبغة و جرباح النخيل، مضيفة بأن بعض المنتجات تستغرق يوم و أخرى يستمر العمل فيها لمدة ثلاثة أيام، حتى تخرج بشكل متقن وجيد ودون أن تسبب أى أذى لمن يستخدمها.