الشعر...تاج برأس…كل ...أنثى..!
ومشطه بذوق ...يزيد الروعة لمسه..!
وعند أهل العشق...مثل "برنيقي "..!
قربان...وفاء وندرا..! تضرعا...لأفروديت بسلام معشوقها..!
نالت به " وشاحا " بين النجوم بأزهار...سليلة رنده..!!
وما عناق...اللمم لبعضها في تناغم...سوى، وليدة…
حوار العين ...للأذن… همسا...وغمزا..!
حوار ...يتماهى له البنان في حمأة...الوصال..!
فيداعب...رطب " التفاح "..! عند لف...الخصر بذراع...
لفة...تفيض…لذه.!!
لا كذبا...في العشق..! ولا...تسترا عند وفي..!
فكيف...نخال في العشق… تلفيقا..!؟
العشق صدق ...والعين نافذة فؤاد …
تنفي نفاقا.! فلا يطل...تلفيق، عدا،من ثنايا
قناع.! فعله...في كبح العواطف… يحاكي...سدا.!!
كانت هذه بعضاً من الأبيات الشاعرية التي تغزل فيها الشعراء شعر الملكة برنيقي فمن تكون الملكة برنيقي ولماذا تغزل الشعراء في شعرها هيا بنا نتعرف علي ملكة جديدة من ملكات مصر الفرعونية التي لم ولن تندثر ابداً وفِي تلك القصة أحترت واحتار دليلي من أين أبدا الحكاية هل ابدا من ماضيها وما تعرضت له من خيانة والدتها وزوجها أو ابدأ من قصة زواجها الثاني ووفائها لزوجها علي كل حال سوف أعرض أحداث قصة هذه الملكة بطريقة درامية تستحضر مشاهد حية أمام القرّاء حتي لا يصاب بالملل. الملكة برنيقي الثانية واسمها يعني الخيرة ولدت برنيقي في مصر سنة 280 قبل الميلاد و كانت ابنة الملك ماجاس قورينا والملكة أپاما.
وبدأت الحكاية عندما قرر الملك ماجاس والد بطلة القصة برنيقي الثانية، و التي تنتمى للعائلة البطلمية، و لهذا قرّر والدها ملك برقة أن يُزوجها لابن عمها بطليموس الثالث ابن شقيقه بطليموس الثاني حاكم مصر، وهو زواج سياسي يُمكن أن يعوّضه عن طموحه الذي لم يتحقق في حكم مصر. ولكن شاء القدر و توفى والد برنيقي الملك ماجاس و حاكم برقة عام 258 قبل الميلاد قبل أن يتمم الزيجة.
وقررتْ والدة العروس الملكة أپاما فسخ خُطْبة أبنتها برنيقي من أبن عمها بطليموس الثالث، واختارتْ لها شقيق ملك مقدونيا العريس الجديد اسمه دمتريوس الجميل، وكان يتمتع بوسامة لا مثيل لها وقد استمد لقبه من وسامته المُبالغ فيها، التي أدت لانحراف سياق الأحداث فجأة التي أودأت به إليّ الهلاك وذلك عندما وقعت حماته الملكة أپاما أم زوجته في غرم زوج أبنتها الملكة برنيقي.
ونشأت بينهما عِلاقة آثمة، وعلي ما يبدو أن العِلاقة استمرت لفترة كبيرة حتى أنبعث رائحة دخانها وتصاعد حتي وصل إليّ أبنتها الملكة المخدوعة وذلك عندما دخلت الزوجة برنيقي غرفتها، وضبطتْ زوجها في وضع مُخلّ و مع من؟ أنها والدتها في السرير! فهل هذا يعقل يا سادة فقد أشفق قلبي عليكِ يا برنيقي ولكن يبقي هنا السؤال هل شعرتْ برنيقي بالصدمة عندما وجدت والدتها متلبسه مع زوجها بالجرم المشهود؟ أم أنها كانت تتابع علاقتهما المُمتدة منذ فترة، ثم اختارت فقط اللحظة المناسبة لضبطهما مُتلبسين بالجريمة؟ فأنا أتوقع أنها كانت تعلم وانتظرت اللحظة المناسبة فلا يمكنها أن تتهم والدتها وتقول لها أنتِ علي عِلاقة آثم مع زوجي دون دليل قاطع وعندما حدثتْ واقعة الضبط، وأمرت برنيقي بقتل زوجها الخائن في 255 قبل الميلاد وأما والدتها لم تسطيع أن تقتلها مثلما فعلت في زوجها وصفحت عنها في نهاية الأمر.
وقررت برنيقي أن تترك كل تلك التفاهات وتستكمل ما بدأه أبوها قبل وفاته و انفردت الملكة برنيقي بحكم برقة نحو 9 سنوات، ليس في الحكم وإدارة الدولة كملكة قوية فقط ولكن حققت حلم أبيها واستكملت الزيجة التي كان يتمناه لها ولكن الظروف والزمن أجلها لحين وقتها المناسب وبالفعل تزوجتْ من خطيبها السابق بطليموس الثالث في عام توليه حُكم مصر، وانتقلت للإقامة بالإسكندرية معه وهنا سوف تبدأ قصة جديدة ولكن ليست كالقصة السابقة قصة حب ووفاء جميلة خالية من الخيانة والخداع وذلك خلال زواجها من بطليموس ولا نعلم ما يخفيه الزمن لبرنيقي فهكذا الحياة لا حزن يدوم ولا فرح يدوم علي أي حال هيا بنا نستكمل القصة وهنا قد بدأت سنوات الفرح وذلك عندما تزوجت برنيقي من ابن عمها بطليموس الثالث وكانت قد شغف قلبها حباً له وهو الأخر كان يحبها ولكن بعد الزواج مباشرة أعلن بطليموس الثالث الحرب على سوريا، وخرج على رأس جيشه في معركة استمرت عامين، ويُحكى أن الملكة برنيقي خافت على زوجها، ونذرت نذر ومنحت خصل شعرها قربانا لإحدى الآلهة، وتضرعتْ لها أن تقوم بحماية زوجها وحبيبها وكانت برنيقي تتمتع بشعر جميل طويل ذهبي برائحة العنبر وقامت برنيقي بتكريس شعرها الطويل للإلهة أفروديت لتضمن لزوجها بطليموس الثالث عودة آمنة من المعركة خلال الحرب السورية الثالثة في العالم القديم، و بعد عودة بطليموس الثالث وأثناء احتفالات النصر، تعهدت بقطع شعرها الطويل المجيد كذبيحة للإله جوبيتر، إذا نجا من المعركة، وعندما عاد أخيرًا إلى مصر بأمان، أوفت بوعدها، ووضع الإله زيوس شعرها الجميل في السماء لتتألق بين النجوم هكذا تقول الأسطورة والحكاية المثيرة في حضارات العالم القديم ولكن اختفى شعرها من المعبد، في هذا الوقت صرح كونون، وهو عالم فلك البلاط الملكي، أن الإله زيوس قد أخذ شعر الملكة ووضعه بين النجوم لتكريم المتبرعة به، وقد لاحظ كونون بشكل أساسي هذه الكوكبة بين النجوم في منطقة كوكبات العواء والأسد والعذراء، وأطلق على هذه الكوكبة اسم "شعر برنيس"، وهكذا خلد كونون اسم الملكة برنيس، وفي الوقت نفسه ضمن مكانته في البلاط.
وتعتبر الآن الكوكبة الحديثة الوحيدة التي سميت على اسم شخصية تاريخية ضحت برنيس بشعرها في عام 246 قبل الميلاد للإلهة أفروديت لضمان عودة زوجها الملك بطليموس الثالث من المعركة الحربية، وتمثل كوكبة "شعر برنيس" الشعر الجميل لملكة مصر برنيس .
وكان الجميع في ذهول مما فعلته الملكة في شعرها الجميل فكانت تتمتع بجمال لا يضاهي ولذلك لانها تمتلك شعر أشقر مجعد مذهل كالذهب وبالرغم من ذلك قد ضحت بشعرها الجميل ذات رائحة العنبر قبل أن تقوم بالتضحية بشعرها الجميل ذات الرائحة ولون العنبر كانت برنيس قلقة، فسألت الوحي الملكي، بواسطة كونون الفلكي بالبلاط، ماذا تفعل؟ ، فنصح كونون الملكة بان توفي النذر بتقديم شعرها للإلهة أفروديت من أجل عودة زوجها بأمان، وبعد أسابيع من الانتظار والتوتر عاد بطليموس سالمًا معافى، وابتهجت الأمة، ولكن عندما أخبرت برنيس بطليموس عن وعدها بالتضحية بشعرها، كان بطليموس مستاءً للغاية لأنه كان يعشق شعرها ذات اللون والرائحة الجذابة وكان يعتبره تاج من دون تاج لملكته وحبيبته برنيقي ورفض بشدة ولكن برنيقي قالت له أنت الأهم أخشي أن تصاب بمكروه لو لم أوف النذر، وبسببه نالت إعجاب الأمة وألهمت الشعراء ومع ذلك، لا شيء كان سيغير رأي برنيس. فذهبت إلى الهيكل حيث قطع الكهنة خصلاتها ضفائرها الصفراء الجميلة ووضعتها على المذبح، وأصبح الأمر نافذ لا محالا وفي اليوم التالي عندما ذهب الملك إلى المعبد لإلقاء النَّظْرَة على شعر زوجته وحبيبته فكان يشتاق له، ولكن كان غاضبًا عندما علم أن الشعر قد سُرق، فاستدعى الكهنة وكان سيقتلهم حينها لو لم يتدخل منجم البلاط كونون:"لا، جلالتك، لا تلوم الكهنة، فهذا ليس ذنبهم، انتظر حتى يحل الظلام وأنا سوف أوضح لك مكان وجود شعر زوجتك وعندما حل الليل، أخذ الفلكي الملك لينظر إلى سماء الليل "انظر يا مولاي ألا ترى تجاعيد الشعر العنقودي لملكتك، وهي أجمل من أن يمتلكها معبد واحد، لقد وضعتها الآلهة هناك ليراها العالم بأسره؟ انظر! إنها تلمع مثل شبكة منسوجة، مثلما كانت ذهبية على رأس الملكة برنيس ".وهناك، بين الكوكبات السليوقان و العواء و الأسد و العذراء، تلألأت كتلة من النجوم الخافتة للغاية وبذلك فان الخُصْلَة صعدتْ إلى السماء وتحولت إلى مجموعة نجمية حملتْ اسم «كوما برنيقي»! ويبدو أن الملكة كانت ذات جاذبية فتحت للبعض أبواب الخيال، كما جعلت عددا من الشعراء يتغزلون بجمال الملكة برنيقي كامرأة قوية أدارت أمور البلاد باقتدار طوال مدّة غياب زوجها في الحرب. و عاش الزوجان العاشقين حياتهما في حب وسعادة نحو ربع قرن تقريبا، و التي أثمرت خلال هذه الأعوام عن ولدين وبنتين، ثم توفي الأبُّ بطليموس الثالث وتولّى ابنه بطليموس الرابع.
ومن هنا سوف تبدأ سنوات الحزن سنوات العجاف التي سوف تتعدد فيها الروايات من جديد، حيث يُقال إن الملك الجديد أمر بقتل والدته برنيقي الثانية وأخيه قبل حفل التتويج. ويقال أن الملكة الأم انتقدت استهتار ابنها، بطليموس الرابع وفكرتْ في نقل الحُكم لأخيه. وعندما علم الابن بما تخطط له الأم فقرّر قتلها ومن ثم قتل أخيه حتى يخلو له العرش ويصبح هو الملك الوحيد. في كل الأحوال قُتلتْ الملكة برنيقي، الذي اشتُهرت عائلتها بالاغتيالات ذات الصبغة العائلية! لتصبح قصتها الهام للكتاب والشعراء وتترجم كحلقات لمسلسلات درامية .