الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

قلعة الإعلام العربي .. ماذا تعرف عن ماسبيرو في الذكرى 63 لإنشائه؟

الذكرى 63 لإنشاء
الذكرى 63 لإنشاء ماسبيرو

يوافق اليوم الجمعة 21 يوليو 2023 الذكرى الـ63 لافتتاح مبنى الإذاعة والتليفزيون “ماسبيرو”، الذي شُيد في عهد الرئيس الراحل جمال عبدالناصر بقرار منه، وتم البدء في بنائه في أغسطس 1959 حتى تم الانتهاء منه وافتتاحه في 21 يوليو من عام 1960 ليواكب الاحتفال بالعيد الثامن لثورة يوليو.

مصر تكشف حقيقة تحويل مبنى الإذاعة والتلفزيون إلى مجمع فندقي
الذكرى الـ63 لإنشاء ماسبيرو

الذكرى الـ63 لإنشاء ماسبيرو

اشتهرت مصر طوال تاريخها بالريادة فى المنطقة برمتها، لذا لم يكن غريباً أن تكون رائدة فى مجال الإعلام من خلال ماسبيرو عام 1960 أي قبل 63 عاما ظل فيها ماسبيرو قلعة للإعلام المصرى، يمتد تأثيره من المحيط للخليج.

كما اشتهرت برواد ساهموا فى تدشين ماسبيرو بحوارات مهمة وثرية للغاية، لا تزال إلى الآن محل إعجاب، مثل سميحة عبد الرحمن وليلى رستم وهمت مصطفى وأحمد سمير وأحمد فراج، ثم نجوى إبراهيم ومنى جبر وفايزة واصف وملك إسماعيل وسامية الأتربى ودرية شرف الدين.

ومع التواكب الحاصل حازت خطوة قناة ماسبيرو زمان سواء على التليفزيون، أو على وسائل التواصل، إعجاب قطاع كبير ممن استرجعوا ذكريات مبنى الإذاعة والتليفزيون لما يشكله من أهمية كبيرة فى تاريخ المنطقة بأسرها وسحر خاص للغاية بأعمال في منتهى الأهمية.

وهنأ رئيس الهيئة الوطنية للإعلام، حسين زين، الإعلاميين بمناسبة الذكرى الـ63 لانطلاق البث الأول للإرسال التليفزيونى فى مصر فى 21 يوليو عام 1960، ذلك اليوم الذى انطلق فيه البث التليفزيونى لتبدأ معه رساله إعلامية جادة وهادفة رسخت لقيم ومبادئ المجتمع المصرى الأصيل من خلال جيل من العمالقة ورواد العمل الإعلامى المصرى الذين قدموا إعلاما مهنيا متميزا اسهم بشكل كبير فى تشكيل ثقافة المجتمع وتنمية وعى المواطنين.

وأكد زين، فى تصريح بهذه المناسبة، أن التليفزيون المصرى بأبنائه هو من قاد حركة التنوير والفكر والثقافة لسنوات طويلة وشكلوا وجدان الأمة بإبداعاتهم التي تربى عليها أجيال عديدة. 

وقال زين إن أبناء الإعلام الوطنى لا يزالون يقومون بدورهم الوطنى بتقديم رسالة إعلامية مهنية صادقة تواكب متطلبات تطورات العصر، ويقدمون خطابا إعلاميا يُسهم في تنمية الوعي لتحقيق إدراك وفهم صحيح للمتغيرات والتحديات الجديدة التي طرأت على المشهد العالمى، وكيف استطاعت الدولة المصرية من خلال الإنجازات غير المسبوقة التى تحققت والمشروعات القومية العملاقة من تخفيف حدة تلك الأزمات العالمية على حياة المواطن المصرى.

الهيئة الوطنية للإعلام: مبنى ماسبيرو لا يمكن المساس به ولا صحة لخصخصته -  جريدة المال
الذكرى الـ63 لإنشاء ماسبيرو

أهم قلعة للإعلام 

ويمكن الإشارة إلى طريقة تأسيس المبنى هندسيًا بحيث لا يتأثر بذبذبات الصوت، وأيضًا آلية العمل داخله لإخراج البرامج الإذاعية والتليفزيونية على أكمل وجه، وقدمت الهيئة الوطنية للإعلام فيلمًا تسجيليًا لتوثيق بناء الاستوديوهات وانطلاق البث في مبنى الإذاعة والتليفزيون المصري «ماسبيرو»، أشار إلى أن بناء دار للإذاعة والتليفزيون احتاج إلى معالجة صوتية خاصة ودراسة دقيقة لمقدار امتصاص المواد للذبذبات الصوتية، وأن الاستوديوهات بُنيت بطريقة خاصة؛ فبعد بناء الحائط الأصلي يُبنى بداخله حائط آخر غير متسق به يُحمل على أرضيات تعزله عن الأرض الأصلية.

كما تُغطى الأرض بطبقتين سميكتين من الصوف الزجاجي ثم يفرش فوقهما ورق مطلي ومن فوقه يوضع حديد التسليح وتصب فوقه الخرسانة لتكون أرض الاستوديو الجديدة معزولة تمامًا عن الأرض الأصلية، كما بُنيت الأسقف بطريقة مماثلة لتكون معزولة أيضًا؛ إذ أنها تُحمل على أسياخ حديدية تتدلى من السقف الأصلي ويفصل بينها حمالة في وسطها بأي معزول، كما تُزخرف الأسطح والحواف من الداخل بمواد ماصة للصوت بطريقة جميلة وجذابة، وتُبطن أولًا بصوف زجاجي خاص، ثم ألواح مختلفة الأشكال يتم اختبارها في معمل الصوتيات، على أن يتم بعد بناء الاستوديو بالكامل اختباره اختبارًا دقيقًا لتحديد مدى صلاحيته، ومن ثم تُركب به الآلات والمعدات الخاصة بالإرسال والتسجيل.

كما احتوى مبنى الإذاعة والتليفزيون المصري على شبكة من التليفونات تتسع لأكثر من ألفي خط تتجمع في سنترال أوتوماتيكي يربط جميع الأقسام الإذاعية والتليفزيونية، ومع تأسيس المبنى نشأت عدة أقسام ومهارات في الأعمال الإذاعية والتليفزيونية لم تكن موجودة في مصر من قبل؛ فنشأ قسم لعمل الخدع السنيمائية وأفلام الرسوم المتحركة، والتي كانت تُرسم على لوحات شفافة تحتوي كل منها على جزء من الصورة حتى يسهل تحريكه منفصلًا عن الأجزاء الأخرى، وبعد الانتهاء من الرسم تبدأ عملية التصوير على جهاز خاص ثم يتم تحميض الفيلم وطبعه بمعامل التليفزيون ليُعرض الفيلم بعدها في أجهزة خاصة تعرف بأجهزة التليسين.

ووفقًا للفيلم التسجيلي، فقد كان لعامل الوقت أهمية قصوى في العمل داخل مبنى الإذاعة والتليفزيون المصري منذ تأسيسه ليتم بث البرامج الإذاعية والتليفزيونية في مواعيدها المحددة، فقد احتوى المبنى على ساعة مركزية تتحكم في تسهيل وضبط كل الساعات الموجودة بالدار، إلى جانب عدد من الساعات الأخرى وكل واحدة من هذه الساعات تدير 20 ساعة أخرى موزعة في جميع أنحاء المبنى.

وكانت الأجهزة الحديثة التي جرى العمل بها في مبنى ماسبيرو تتمكن من تسجيل الصوت والصورة لأي برنامج تليفزيوني على شريط مغناطيسي واحد، وتولى الإشراف على التسجيل فنيون يتحكمون في جودة التسجيل حتى يأتي على أكمل وجه، وكانت أي صورة تذاع على الهواء تخرج من حجرة المراقبة الرئيسية التي تربط جميع استوديوهات وأجهزة التليفزيون العربي بعضها البعض، وتُرسل إليها جميع البرامج المسجلة أو المذاعة على الهواء لتذيعها هذه الحجرة على القنوات المختلفة.

ومن جانبه، أكد المخرج ، مجدي أبو عميرة أنه يوجه الشكر لمبنى ماسبيرو، الذي ولد عملاقاً وشهد على نجاحاته وإنجازاته كمخرج، مضيفاً أنه شارك منذ طفولته في برامج “ماما سميحة” وشارك طفل في فيلم "لا تطفئ الشمس"، قائلاً إنه كان يبيت في مبنى ماسبيرو واستوديو 10، للانتهاء من أعمال المونتاج الخاصة بالمسلسلات التي يقوم بإخراجها، مؤكدًا أن مبنى ماسبيرو له ذكريات جميلة معه.