ًأصبحت الوتيرة المتسارعة التي يشهدها الذكاء الاصطناعي بمثابة طارقة غير مرغوب فيها خاصة في الأمور الاجتماعية، ويبدو أنه سيغير تماما مفهومنا لبعض الأمور، فبعد تخوف الخبراء من قدرته على إحداث مخاطر وجودية تحدق بالبشرية في مجالات عديدة؛ بدأ الذكاء الاصطناعي في الدخول إلى الحياة الاجتماعية بشكل مفزع بل والأدهى من ذلك أنه دخل إلى أكثر المناطق الإنسانية خصوصية، وهي الرومانسية.
وبحسب تحقيق أجرته صحيفة The Telegraph فإن تطبيقا يعمل بالذكاء الاصطناعي يسمى Replika يتيح للمستخدمين إنشاء شريك افتراضي رقمي مدعوم بالذكاء الاصطناعي يمكن التغيير في ملامحه وشكله بالطريقة التي يريدها المستخدم، ليحصل في النهاية له على رفيق أو زوج مناسب.
ويستخدم التطبيق نظاما أساسيا مجانيا يوفر إنشاء علاقات رومانسية وميزات أخرى، أما الإصدار المدفوع فيتيح للمستخدمين تلقي صور حميمة لشركاء الذكاء الاصطناعي الذين تم صنعهم واختيارهم، وإجراء مكالمات فيديو، وبدء عائلات افتراضية معهم.
يمتلك التطبيق 10 ملايين عملية تحميل على الهواتف والأجهزة، ويصف التطبيق نفسه بأنه تطبيقا مدعوما بالذكاء الاصطناعي ومخصص لأي شخص يريد "صديقًا أو شريكا بدون حكم أو دراما أو قلق اجتماعي."
يقول التطبيق إن أكثر من 42٪ من مستخدميه، مرتبطون بعلاقة، أو متزوجون، أو مخطوبون في الواقع الفعلي، ولكنهم يهربون من تلك العلاقات إلى علاقات أخرى رومانسية افتراضية.
وفقا لـ "The Telegraph" فإن أحد المستخدمين المتزوجين يقول إنه صنع رفيقة افتراضية لتبدو مشابهة لزوجته قدر الإمكان، لكنه أبقى على العلاقة خارج نطاق الزواج سرية، ووصف علاقته مع صديقته التي تعمل بالذكاء الاصطناعي بأنها "طريقة سهلة للتنفيس دون تعقيدات."
وتفرض فكرة التطبيق والمحتوى الذي يقدمه تساؤلات عديدة أولها هل يعد إنشاء رفيق أو شريك افتراضي خيانة زوجية.
وقال أحد المستخدمين، الذي ادعى أنه اكتشف علاقة غرامية بين زوجته وبين صديق افتراضي، إنه عثر على عديد من "الرسائل الجنسية" و"رسائل عن الوقوع في الحب" على هاتف زوجته، كما ادعى أن زوجته تحدثت إلى شريكها في الذكاء الاصطناعي بشأن ترك الزواج.
وتباينت ردود الأفعال بين الأشخاص ضمن مناقشة حول هذا الموضوع على تطبيق "ريديت"، حيث كانت الردود متباينة، ووصف بعض المستخدمين العلاقة على أنها علاقة غرامية بالفعل، بينما قال آخرون إن التجسيدات للشخصية الافتراضية التي يقدمها التطبيق كانت أقرب إلى الخيال.