أعلن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، الإثنين، انسحاب روسيا رسميا من اتفاق تصدير الحبوب الأوكرانية البحر الأسود.
تصدير الحبوب الأوكرانية
وقال جوتيريش - في بيان له: "سحب روسيا للضمانات الأمنية في البحر الأسود أمر مؤسف".
وأعلنت وزارة الخارجية الروسية، أن اتفاقية الحبوب ستتوقف عن العمل اعتبارًا من اليوم الثلاثاء 18 يوليو الجاري، مؤكدة أن روسيا سحبت ضمانات سلامة الملاحة وإغلاق الممر الإنساني البحري شمال غرب البحر الأسود.
وقالت الوزارة، في بيان صدر عنها، ونشر على موقعها الإلكتروني، إن "روسيا لا توافق على أي تمديد إضافي لاتفاقية الحبوب، وتم إبلاغ الجانبين التركي والأوكراني به رسميًا الإثنين، كما تم إخطار سكرتارية الأمم المتحدة".
وأضافت الخارجية الروسية، أن "هذا يعني سحب ضمانات سلامة الملاحة، وإغلاق الممر الإنساني البحري في البحر الأسود، وإعادة منطقة شمال غرب البحر الأسود إلى نظام منطقة خطرة بشكل مؤقت، كما تم حل مركز التنسيق المشترك في إسطنبول".
وأشارت إلى أنه "في ظل هذه الظروف من التقاعس الصريح في تنفيذ اتفاقيات إسطنبول، فإن استمرار اتفاقية البحر الأسود لم يعد له مبرر، حيث فقد الهدف الإنساني من الاتفاقية معناه "، منوهة بأنه "إذا كانت العواصم الغربية تقدر حقا اتفاقية البحر الأسود فعليها التفكير بجدية في الوفاء بالتزاماتها واستبعاد الأسمدة والمواد الغذائية الروسية من العقوبات".
وختمت الوزارة بيانها بالتأكيد على أن "روسيا مستعدة للعودة إلى الاتفاقية في حال تلقي نتائج ملموسة، وليس وعودا وتأكيدات".
اتفاقية الحبوب الروسية
وأفادت وسائل إعلام روسية، بإعلان موسكو رفضها تمديد اتفاقية تصدير حبوب البحر الأسود، والتي ساهمت على مدار أشهر في مرور السفن الأوكرانية بالبحر الأسود، من أجل حل أزمة غذائية ضربت العالم في أعقاب اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية.
وقالت الخارجية الروسية، إن موسكو أبلغت تركيا وأوكرانيا والأمم المتحدة عدم موافقتها على تمديد اتفاق الحبوب.
فيما ذكر ديميتري بيسكوف، المتحدث باسم الرئاسة الروسية، الكرملين، أن موسكو ستعود إلى الاتفاق في حالة تطبيق البنود المتفق عليها.
وانطلقت واحدة من آخر السفن التي سُمح لها بالإبحار بموجب اتفاق البحر الأسود من ميناء أوديسا في جنوب أوكرانيا، الأحد.
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، صرح يوم السبت، بأن التعهدات بإزالة العقبات أمام مسار صادرات الأغذية والأسمدة الروسية لم تتحقق، ولم يتم الوفاء بالهدف الرئيسي للاتفاق وبالأساس ضمان وصول إمدادات الحبوب إلى الدول الأفقر.
وكانت الأمم المتحدة كشفت حصيلة عام تقريبا من توقيع اتفاق مبادرة حبوب البحر الأسود منذ توقيعها في يوليو 2022، مشيرة إلى تصدير أكثر من 32 مليون طن من السلع الغذائية من ثلاثة موانئ أوكرانية على البحر الأسود إلى 45 دولة عبر ثلاث قارات، بحسب تقرير للأمم المتحدة.
ووفقا للتقرير، مكّن الاستئناف الجزئي للصادرات البحرية الأوكرانية من تحرير السلع الغذائية الحيوية، وساعد على عكس الارتفاع الحاد في أسعار المواد الغذائية العالمية، التي وصلت إلى مستويات قياسية قبل وقت قصير من توقيع الاتفاقية.
الوقف يمثل تطورا خطيرا
من جانبه قال خبير العلاقات الدولية الدكتور أحمد سيد أحمد، إن رفض روسيا تمديد اتفاق تصدير الحبوب يمثل تطورا خطيرا وسوف يكون له تداعيات سلبية كبيرة على الاقتصاد العالمي والأمن الغذائي العالمي، لأن عدم تصدير الحبوب للبحر الأسود سوف يؤدي إلى ارتفاع أسعار الغذاء عالميا والكثير من السلع الاستراتيجية الهامة التي تعتمد عليها الدول النامية في الشرق الأوسط.
وأضاف سيد أحمد - في تصريحات لـ"صدى البلد"، أن هناك اعتمادا على استيراد الحبوب من روسيا وأوكرانيا، حيث تتحكم الدولتان في 25% من إنتاج الحبوب في العالم، وهو ما يفاقم من الأزمة الاقتصادية ومن أزمات الدول المختلفة وخاصة الدول النامية التي سوف تتأثر سلبا بوقف اتفاق الحبوب.
وأشار إلى أن اتفاق تصدير حبوب تم العام الماضي تحت إشراف تركيا والأمم المتحدة، حيث يسمح بتصدير الحبوب مثل القمح والذرة من أوديسا وهو ما ساهم إلى حد ما في تصدير إنتاج أوكرانيا من القمح الذي توقف مع اشتعال شرارة الحرب الروسية الأوكرانية.
ولفت: موسكو لجأت لهذا القرار لأنها وجدت أن هناك عقبات أمام إتمام هذا الاتفاق؛ فهو يشمل فقط تصدير الحبوب الأوكرانية، بالإضافة إلى رغبه روسيا في الضغط على الجانب الأوكراني في ظل الدعم اللا محدود لكييف، مختتما: أتوقع تراجع موسكو عن موقفها للحصول على تنازلات من الدول الغربية مقابل التمديد وتصدير الحبوب.