الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

إبراهيم شعبان يكتب: الخريف السوداني مأساة بكل الألوان

صدى البلد

يكتب الكثيرون، وتتواصل الجهود الدبلوماسية الإقليمية والعربية لوقف الاقتتال والحرب الأهلية في السودان، والتي دخلت شهرها الرابع دون أي أفق للتسوية، وفشل كل مبادرات التهدئة واختراقها حتى اللحظة.
والحاصل أن، ما يجري في السودان لا يمكن أن تتوقف حدوده عند السودان فقط، ولا يزال الجميع يأمل في وضع نهاية مبكرة لهذه الحرب المفتعلة التي انطلقت دون داعي بين أطرف سودانية شقيقة.
ويعلم الكثيرون كذلك، أن الحرب السودانية ورغم مرور ثلاثة أشهر، لا تزال في بداياتها والعمل الآن ممكن جدا لإيقافها مخافة ان ينهار السودان بالكامل وتتفتت الدولة، حال طالت الحرب أكثر من هذا، وسط شلل كامل في كافة مؤسسات الدولة ونظاما صحيا قارب على الانهيار.
والحقيقة، فهناك العديد من الأسئلة الصعبة والموجعة التي تلاحق الأزمة السودانية في مقدمتها:-
- لماذا هذه الحرب وإلى أين؟ على ماذا يتصارع الأشقاء في السودان، بين قوات الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، والتي كانت جزءا أساسيا من المشهد طوال سنوات.
- الكعكة السودانية فقيرة للغاية، وليس فيها ما يُغري، والسودان على شفا انهيار حقيقي، وهو في الأصل بلد فقير ويعاني أزمات بالجملة، وإذا كان قد تجرع أهله المرارة لسنوات، في حرب بين شمال السودان وجنوبه، قبل انفصال دولة جنوب السودان، فإنه تورط لسنوات عجاف مريرة في حرب دارفور، ولا يمكن أن يكون مكتوبا على السودانيين الخروج من حرب إلى حرب، في بلد فقير هش، موارده ضعيفة وظروفه مؤلمة.
- إن الفاتورة الرسمية للحرب السودانية، والتي ظهرت حتى الآن ووفق بيانات منظمة الصحة العالمية، تؤكد نزوح 3 ملايين سوداني من منازلهم بسبب القتال، ومقتل 1000 شخص وإصابة 12 ألفا آخرين، ونقص فادح في المياه والكهرباء والأدوية والرعاية الصحية. علاوة على تصرفات همجية غير مبررة، باستمرار الهجوم على المنشأت الصحية ونهب مخازن المساعدات الأممية، وهو ما حذر من تداعياته مفوض الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، مارتن غريفيث. قائلا إنه وبعد بعد ثلاثة أشهر من بدء الأزمة، فقد ترسخت خطوط القتال، ما يجعل الوصول إلى ملايين الأشخاص الذين يحتاجون إلى مساعدة إنسانية عاجلة أكثر صعوبة، مجددا دعوته لضمان عبور آمن للمساعدات. ومحذرا من إنه لا يمكن تجديد مخزون المواد الغذائية والمياه والأدوية، إذا تواصلت عمليات النهب الفظيعة لهذا المخزون، بحسب تصريحاته.
- واذا كان القتال الذي اندلع في 15 أبريل الماضي، لم يصل إلى الان إلى دعوة سياسية شاملة للتسوية بين الطرفين السودانيين المتحاربين، فهذا يعود لتدخلات سافرة في الحرب تقوي الطرفين، وتدفعهما لعدم العودة للحوار مرة أخرى وهو ما يدفع بالسودان للمجهول.
وإزاء هذه الأزمة المستعصية فإن رؤيتي للحل في الأزمة السودانية، وفي هذا الوقت المبكر منها:-
-هو العمل على تواصل الجهود الأفريقية والإقليمية على الخصوص لأنها الأقرب للقبول من طرفي الصراع السوداني، وعدم الانتظار لتدويل الأزمة بشكل أكبر مما هو موجود الآن. لآنه وباختصار، فلو خرجت الأزمة السودانية من بين الأيادي الأفريقية والإقليمية والعربية الصادقة، لحلها فلن تحل أبدا وسيكون مصيرها كمصير حروب أهلية، استمرت لسنوات والثمن سيدفعه السودانيين.
- أرى إنه واجبا تضافر العمل لتنظيم لقاء، على على أعلى مستوى بين طرفي الصراع الرئيسيين قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان، وقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو "حميدتي"، فلقاء الرجلين على أي أرضية وفي أي مدينة أفريقية أو عربية سيختصر كثير من الطرق للحل.
-أرى ضرورة استمرار وتواصل الجهود المصرية والأفريقية، على غرار قمة دول جوار السودان الشديدة الأهمية، والتي عقدت قبل أيام واستضافتها القاهرة، للكشف بوضوح للأطراف السودانية أن صراعهم لا ولن يتوقف على حدود بلدهم، رغم الحسرة والألم لذلك ولكنه حتما سيخرج لدول الجوار وسيؤثر على المنطقة بكاملها.
- أرى أن الأفق لا تزال مفتوحة في السودان للوصول لحل، والخلافات السودانية تُختصر، في عدم التهميش والثقة وعدم التعدي وعدم الاقصاء للوصول الى خارطة شاملة للحل السياسي في السودان، بمشاركة كل الأطراف وهو ما كان مأمولا منذ سقوط نظام الرئيس السوداني السابق، عمر البشير.
وختاما.. من المهم التنبيه وطلب التفاعل مع مطالب الإغاثة التي رفعتها مصر، خلال قمة دول جوار السودان. والمعنى أن هناك حاجة شعبية سودانية ملحة في الظروف الراهنة، لمزيد من تدفق المساعدات الإغاثية العربية والدولية للسودان الشقيق.