EN 
هل قصة تمثل الشيطان في صورة شيخ نجدي صحيحة ؟، سؤال أجاب عنه الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء، حيث تم سؤاله حول حقيقة ما يثار حول تمثل الشيطان في صورة بشر للحض على قتل النبي صلى اللّه عليه وسلم أثناء الهجرة الشريفة.
هل قصة تمثل الشيطان في صورة شيخ نجدي صحيحة ؟
وقال علي جمعة، خلال حواره إلى برنامج "من مصر" الذي يقدمه الإعلامي عمرو خليل على قناة "CBC"، إن هناك رواية بأن الشيطان تمثل في صورة شيخ نجدي في دار الندوة وهي عن محمد بن عمر الواقدي بما يعنى أنها محل شك، موضحًا أن تلك الرواية لم يرويها غير الواقدي، ومع ذلك شرحها المشتغلون بالحديث وكأنها حدثت خوفًا من أن تكون رويت من طرف آخر ولم يعلموها، فكان ذلك حرصًا منهم على نقل الحديث وشرحه.
قصة اليمامة والعنكبوت
كما أكد الدكتور على جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، أن كتب السيرة الحلبية غير المسندة تضمنت الإشارة إلى موضوع اليمامة والعنكبوت على الغار خلال رحلة هجرة رسول الله صلى الله عليه وسلم، في حين أننا لم نجد فى الكتب المسندة أو السيرة أي حديث عن اليمامة والعنكبوت.
ولفت جمعة خلال أن كُتاب السيرة النبوية على مستويات وليسوا على درجة واحدة وقلب شخص واحد من ناحية التوثيق، مشيرًا إلى أن موسى بن عقبة الذي يعتبر من كبار الأئمة، وكتب في السيرة، لكن للأسف سيرته ككتاب مكتمل لم تصل إلينا كاملة، ولو كان وصل كتابه لكان أصبح لدينا مرجع أساسي لتوثيق مفردات أحداث السيرة النبوية الشريفة بشكل موثق.
ولفت "جمعة" إلى أن سيدنا عمر بن الخطاب حين وضع تقويم للتاريخ وضعه ببدء الهجرة النبوية، ولم يضعه بشهر رمضان مثلًا أو الحج الأعظم للنبي، مشيرًا إلى أن الهجرة هي انتقال من مكان لآخر وفيها حركة وإيجابية وتمت في عهد كثير من الأنبياء، وليس النبي محمد فقط ولها حكمة، وليست حركة عشوائية، مضيفا: النبي أراد توسيع المفاهيم، فالهجرة هي الانتقال من مكان لآخر، فهذا معناها الضيق، والهجرة في معناها الواسع هي من هجر ما نهى الله عنه.
وتحت عنوان أبطال الهجرة النبوية، كشف علي جمعة عن جانب من سيرة السيدة أسماء بنت أبي بكر رضى الله عنها، حيث كانت أسماء بنت أبي بكر تأتيهما من الطعام إذا أمست بما يصلحهما –في الغار- . وكان يقال لأسماء بنت أبي بكر ذات النطاقين . وتفسيره أنها لما أرادت أن تعلق السفرة شقت نطاقها باثنين فعلقت السفرة بواحد وانتطقت بالآخر .
وقالت أسماء بنت أبى بكر: ولما خفى علينا أمر رسول الله- صلى الله عليه وسلم-، أتانا نفر من قريش منهم أبو جهل بن هشام، فخرجت إليهم، فقال: أين أبوك؟ فقلت: والله لا أدرى أين أبى، قالت: فرفع أبو جهل يده- وكان فاحشا خبيثا- فلطم خدى لطمة خرج منها قرطى، قالت: ثم انصرفوا.
وذكر ابن إسحاق : حدثني يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير أن أباه حدثه عن جدته أسماء قالت : لما خرج رسول الله صلى الله عليه و سلم و خرج أبو بكر معه احتمل أبو بكر ماله كله معه خمسة آلاف درهم أو ستة آلاف درهم فانطلق بها معه.
قالت : فدخل علينا جدي أبو قحافة و قد ذهب بصره فقال : و الله إني لأراه قد فجعكم بماله مع نفسه.
قالت : قلت : كلا يا أبت إنه قد ترك لنا خيرا كثيرا. قالت : و أخذت أحجارا فوضعتها في كوة في البيت الذي كان أبي يضع ماله فيها ثم وضعت عليها ثوبا ثم أخذت بيده فقلت : يا أبت ضع يدك على هذا المال. قالت : فوضع يده عليه فقال : لا بأس إذا كان قد ترك لكم هذا فقد أحسن وفي هذا بلاغ لكم.
قالت : ولا والله ما ترك لنا شيئا ولكن أردت أن أسكن الشيخ بذلك.
