هل تقبل الصلاة بالفانلة الحمالات بسبب الحر؟ سؤال ورد لدار الإفتاء المصرية، خلال البث المباشر المذاع عبر صفحتها الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك.
وأجاب الشيخ محمود شلبي، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، قائلاً إن ستر العورة اثناء الصلاة شرط لصحتها سواء للرجل او المرأة، وهو من الشروط الواجب اتباعها.
حكم الصلاة بالفانلة الحمالات بسبب الحر
وأشار إلى أن عورة الرجل فهى من السرة حتى الركبة، وأما المرأة فجميع سائر الجسم عدا الوجه والكفين والقدمين عند المذهب الحنفى، وبالتالى فأن صلاتك ليست باطلة ما دمت سترت المنطقة ما بين السرة والركبة وإن سترت من فوقها كان أفضل.
جدير بالذكر أن حديث الرسول صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَا يُصَلِّي أَحَدكُمْ فِي الثَّوْب الْوَاحِد لَيْسَ عَلَى عَاتِقه مِنْهُ شَيْء» قَالَ العلماء: الإمام مَالِك وَأَبُو حَنِيفَة وَالشَّافِعِيّ وَالْجُمْهُور: هَذَا النَّهْي لِلتَّنْزِيهِ لَا لِلتَّحْرِيمِ، فَلَوْ صَلَّى فِي ثَوْب وَاحِد سَاتِر لِعَوْرَتِهِ لَيْسَ عَلَى عَاتِقه مِنْهُ شَيْء صَحَّتْ صَلَاته مَعَ الْكَرَاهَة، سَوَاء قَدَرَ عَلَى شَيْء يَجْعَلهُ عَلَى عَاتِقه أَمْ لَا، وَقَالَ أَحْمَد وَبَعْض السَّلَف: لَا تَصِحّ صَلَاته إِذَا قَدَرَ عَلَى وَضْع شَيْء عَلَى عَاتِقه إِلَّا بِوَضْعِهِ؛ لِظَاهِرِ الْحَدِيث. وَعَنْ أَحْمَد بْن حَنْبَل رَحِمَهُ اللَّه تَعَالَى رِوَايَة أَنَّهُ تَصِحّ صَلَاته، وَلَكِنْ يَأْثَم بِتَرْكِهِ.
حكم الصلاة في الفانلة الحمالات
من جانبه قال الشيخ خالد عمران، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إن الصلاة بالفانلة الداخلية "الحمالات جائز شرعا ولا حرج فيه، ولكن من باب الأولى الالتزام بقوله تعالى "يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِد".
وأضاف أمين الفتوى في فتوى له، أن عورة الرجل ما بين السرة إلى الركبة عند جمهور العلماء، الحنفية، والمالكية، والشافعية، والحنابلة، مضيفًا: أما كشف الذراع أو الكتف أو ما تحت الركبتين فجائز، والصلاة صحيحة ولو ستر كل البدن أولى وأفضل.
ونبه أن جسد المرأة كله عورة ما عدا الوجه والكفين، والقدمين على المذهب الحنفي، مؤكدًا أن المرأة يجوز لها أن تصلى مكشوفة الوجه والقدمين والكفين.
حكم الصلاة بثوب به ثقوب صغيرة
يختلف حكم الصلاة باختلاف الهيئة التي عليها الثوب والمراد بالثقوب الموجودة به، فإن كان القصد بالثقب الصغير، الثوب الذي تظهر البشرة من ورائه بلا تأمل لا تصح الصلاة به، وما لا تظهر البشرة من ورائه إلا بعد التأمل تصح الصلاة فيه.
وإن كان المراد بالثقب الصغيرة وجود خرق واحد في ثوب الصلاة، فما دام صغيرًا جدًا فمعنى ذلك أنما قد ينكشف منه من العورة يعتبر يسيرًا جدًا أيضا، ولا بأس بانكشاف يسير للعورة في الصلاة، وتقدير يسير العورة هو ما اعتبر عادة وعرفا يسيرا.
وقيل ما كان قدر إصبع الخنصر، وقد اختلف العلماء فيما إذا انكشف شيء يسير من العورة أثناء الصلاة، فذهب الشافعية إلى بطلان الصلاة؛ وذهب أكثر العلماء إلى العفو عما ينكشف من العورة من الشيء اليسير.
قال ابن قدامة رحمه الله: فإن انكشف من العورة يسير لم تبطل صلاته. نص عليه الإمام أحمد وبه قال أبو حنيفة، وقال الشافعي: تبطل لأنه حكم تعلق بالعورة فاستوى قليله وكثيره.
ثم ذكر ابن قدامة أدلة القول بالعفو عن ظهور يسير العورة في الصلاة قال : ولأن ما صحت الصلاة مع كثيره حال العذر، فرق بين قليله وكثيره في غير حال العذر، كالمشي؛ ولأن الاحتراز من اليسير يشق، فعفي عنه كيسير الدم. إذا ثبت هذا فإن حد الكثير ما فحش في النظر.