أكد الدكتور أحمد أبو اليزيد، الأستاذ بكلية الزراعة جامعة عين شمس، أن تحقيق الاكتفاء الذاتي منالغذاء يعني أن الدولة تستطيع أن تلبي احتياجات المواطنين الغذائية من السلع الرئيسية الاستراتيجية.
وقال “أبو اليزيد” إنه على رغم من التحديات التي تواجهها الدولة المصرية طوال أزمة جائحة كورونا، وأيضا خلال الحرب الروسية الأوكرانية، إلا أن الدولةبتوجيهات القيادة السياسية اتخذت خطوات مسبقة في توفير وتأمين مخزون استراتيجي من جميع السلع الأساسية، وأن ما يؤكد ذلك عدم حدوث نقص في أي سلعة، كما حدثت طفرة غير مسبوقة في الزراعة تضع مصر على خطى الاكتفاء الذاتي في العديد من السلع الأساسية، فمثلا في الماضي كان يوجد نقص كبير في الأقماح، وحاليا يتجاوز حجم الاكتفاء الذاتي من القمح ما يقرب من 57% رغم أن مصر من أكبر الدول المستهلكة للأقماح، ومع وجود خطة طموحة سيصل الاكتفاء الذاتي من القمح إلى 70% عام 2023.
وأضاف أن مصر في ظل الأزمات والتحديات العالمية سواء أزمة كورونا أو الحرب الروسية الأوكرانية، وأيضا تحديات الزيادة السكانية والتي تزداد بمعدل أكثر من 2 مليون نسمة سنويا، استطاعت أن تحقق الأمن الغذائي للمواطنين وبجودة عالية، كما نجحت الدولة أيضا رغم كل هذه التحديات في زيادة صادرات مصر من المنتجات والسلع الزراعية إلى ما يقرب من 6.5 مليون طن بواقع 3.4 مليار دولار للصادرات الزراعية الخام، بجانب الصادرات الزراعية المصنعة بإجمالي 7.5 مليار دولار سواء خام أو مصنع، ويأتي ذلك نتيجة الاهتمام بجودة المنتجات وفي نفس الوقت اهتمام بسلامة الغذاء والجودة.
وأشار "أبو اليزيد" إلى أن التوسع في المشروعات القومية الزراعية من خلال زيادة الرقعة الزراعية بمساحة 3.5 مليون فدان تضاف على رقعة الزراعة المصرية سواء مشروع الـ100 ألف زراعات محمية، والدلتا الجديدة، ومشروع 1.5 مليون فدان يسمى “الريف المصري” في الظهير الصحراوي بالعديد من المحافظات.
وتابع: “كما أن هناك مشروعات تدوير المياه والاستفادة منها بعد أن كانت مهدرة، وتبطين الترع، ومشروع تحديث عملية الري، كما أن هذه المشروعات الكبيرة ساهمت في الحد من الأزمة العالمية، والتي أثرت على سلاسل الإمداد في الكثيرة من الدول نتيجة الحرب الروسية الأوكرانية، حيث ساهمت هذه المشروعات في الحد من هذه الأزمة، ولم نشهد أي نقص في السلع الغذائية، كما اهتمت القيادة السياسية بملف الأسمدة ،وتم التوسع وافتتاح العديد من المشروعات قومية الخاصة بإنتاج الأسمدة،ورغم أزمة الطاقة العالمية وارتفاع أسعار الغاز، نجد الدولة المصرية تفتتح مشروعات قومية كبرى لإنتاج الأسمدة”.