الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

مليارات الدولارات.. ماذا فعلت مصر لتكون الأولى في جذب استثمارات الطاقة المتجددة؟

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

عملت الدولة خلال السنوات التسع الماضية، على رسم خارطة طريق تمكنها من بناء وتطوير قدراتها وبنيتها التحتية والاستكشافات فى قطاع الطاقة، وفق استراتيجيتها للطاقة المتكاملة والمستدامة 2035، فى إطار تنفيذ توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي. 

ومضت حالة العجز وتفاقم أزمة الطاقة إلى الاكتفاء الذاتى والتصدير، وصولًا إلى هدف أن تصبح مركزًا إقليميًا ولاعبًا أساسيًا ومؤثرًا فى سوق الطاقة العالمية.

مصر واستثمارات الطاقة

وتمكنت مصر من تحقيق طفرة كبيرة في مجالات الطاقة المتجددة، بتوجيهات من الرئيس عبد الفتاح السيسي، والذي يشدد باستمرار على ضرورة الاهتمام بالمشروعات القومية والعملاقة لتنمية مصر والعمل على بناء الجمهورية الجديدة، وأثمر ذلك عن تصدر مصر قائمة أكبر الدول العربية في توليد الكهرباء عبر الطاقة المتجددة.

 ويقول المهندس طارق الملا، وزير البترول والثروة المعدنية، إنه تم  ضخ استثمارات تقدر بنحو 8 مليارات دولار العام الحالي في قطاع النفط والغاز، وحجم استثمارات الشركات خلال العام المالي 2023/2024 يبلغ نحو 8 مليارات دولار، تتوزع على مجالات البحث والاستكشاف والتنمية والتشغيل.

وأضاف وزير البترول، في تصريحات له، أن مصر تعمل حاليا على تنمية حقول "نرجس وساتيس ونور" في البحر المتوسط وشرق دمنهور في دلتا النيل و"فراميد والأبيض" في الصحراء الغربية". 

اتفاقية مصر مع الإمارات

وتم في شهر يونيو الماضيت، وقيع ملحق موقع وإحداثيات أرض مشروع إنتاج الطاقة الكهربائية من طاقة الرياح، بمقر مجلس الوزراء بالعاصمة الإدارية الجديدة، بقدرة 10 جيجاوات مع تحالف شركة أبوظبي لطاقة المستقبل، وشركة حسن علام يوتيليتيز بي في، وشركة انفينيتي باور هولدينج  بي  في، والتي بموجبها سوف يبدأ التحالف في إجراء القياسات والدراسات الفنية اللازمة لإنشاء المشروع، وذلك بالأرض المخصصة لصالح الهيئة بمنطقة غرب سوهاج، ليكون بذلك أكبر مشروعات الطاقة المتجددة فى مصر والمنطقة والتي يقوم بتنفيذها وتمويلها القطاع الخاص.

وفي شهر يوليو الجاري، تم توقيع 4 عقود مع شركات الاتصالات العاملة فى مصر، بغرض شراء طاقة كهربائية منتجة من محطات الطاقة الكهربائية المتجددة المملوكة للهيئة لتغطية استهلاكات شركات الاتصالات، وذلك عن طريق استخدام شبكات الشركة المصرية لنقل الكهرباء وشركات التوزيع، حيث أصدر جهاز تنظيم مرفق الكهرباء وحماية المستهلك خلال هذا الشهر، سعر البيع لمدة عام فترة التعاقد بدءً من شهر يوليو 2023، بقيمة 127 قرش/ك. و. س مقسمة بين الهيئة والشركة المصرية لنقل الكهرباء وشركات التوزيع.

5 مليارات دولار للمحطات

من ناحية أخرى، وقعت الدولة المصرية وشركة "سكاتك إيه إس إيه" النرويجية، يوم الأربعاء، الموافق 5 يوليو 2023، على اتفاقية لإقامة محطة لتوليد الطاقة عبر الرياح، بقيمة إجمالية 5 مليارات دولار.

وبموجب الاتفاقية، ستوفر الحكومة المصرية قطعة أرض للشركة النرويجية، تُخصص لإنشاء مشروع محطة لطاقة الرياح بقدرة إنتاجية تبلغ 5 جيجاوات، في منطقة غرب سوهاج (جنوب مصر)، بتكلفة استثمارية قدرها 5 مليار دولار، وتهدف مصر من خلال هذا المشروع أن تشكل الطاقة المتجددة 42% من مزيج الطاقة في البلاد بحلول عام 2030.

وسيوفر المشروع نحو 8 آلاف فرصة عمل خلال مدة الأعمال الإنشائية، فيما يوفر نحو 300 فرصة عمل بشكل دائم.

من جانبه، قال الدكتور رشاد عبده، الخبير الاقتصادي، إن الاستثمارات في مجال الطاقة مجدية لمصر خلال الفترة المقبلة، وأن استثمار نحو 9 مليارات دولار في القطاع يفيد على المدى القصير والبعيد، من حيث التنمية والتصنيع والتصدير للخارج، وعلى المدى البعيد، تتمثل في زيادة عائدات المبيعات من الغاز.

وأضاف عبده، في تصريحات لـ"صدى البلد"، أن صادرات مصر من الغاز حققت نجاحا كبيرا هذا العام، في حين أنها كانت تعاني من العجز في مجال الطاقة سابقًا، لافتاً إلى أن مصر منفتحة بشكل كبير على جميع الشركات العالمية المعنية بالعمل في قطاع الطاقة، في إطار المناقصات التي تطرحها.

وأوضح أن مصر تعمل بالتوازي على جميع المشروعات الخاصة بالطاقة النظيفة والطاقة الأحفورية، دون الاقتصار على جانب واحد، وتسعى لضخ المزيد من الاستثمارات، لجني عائدات أكبر، بما يوفر عملات أجنبية بشكل أكبر، في ظل معاناة العديد من الدول غير النفطية من أزمة النقد الأجنبي.

قطاع الطاقة المتجددة

من جانبها، كشفت الدكتور هالة السعيد، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية، تخصيص استثمارات قدرها 81.4 مليار جنيه خلال عام 23/2024، قطاع الكهرباء والطاقة الـمُتجدّدة. 

وقالت “السعيد” إن تلك الاستثمارات تتضمن نهو مشروع محطة توليد الكهرباء بطاقة الرياح بخليج السويس قُدرة 250 ميجاوات، واستكمال تنفيذ مشروع إنشاء محطة توليد الكهرباء باستخدام الخلايا الفوتوفولتية بالغردقة (20 ميجاوات) وبالزعفرانة بطاقة 50 ميجاوات، واستكمال تجهيز الأراضي الـمُخصّصة لـمشروعات الطاقة الشمسيّة بمناطق شرق وغرب النيل وكوم أمبو وغرب سوهاج على غِرار مُجمّع "بنبان" للطاقة الشمسيّة بغرب أسوان. 

وعلى مستوى التعاون الإقليمي والدولي في مجال الطاقة، أكدت “السعيد” أن الخطة تحرِص على مُواصلة تكثيف الجهود الرامية لتعزيز مركز مصر كمنصة لتجارة وتداول الطاقة في ضوء ما تتمتّع به مصر من مزايا الـموقع الاستراتيجي ووفرة وجاهزية البنية التحتية من خطوط وشبكات، وذلك في إطار مشروع “يورو – أفريقيا” الذي يربط شبكات الكهرباء في مصر وقُبرُص واليونان، ولتنطلق منه إلى الدول الأوروبيّة الأخرى بقُدرة 2000 ميجاوات قابلة للزيادة إلى 3000 ميجاوات

ودائما يؤكد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، اهتمام الدولة البالغ بجذب الاستثمارات في قطاع الكهرباء والطاقة المتجددة، خاصة في مجال الطاقة النظيفة، والنهوض بالخدمات التي يقدمها، لكونه ركيزة رئيسية لمساعي تحقيق التنمية .

 حفار بترول في مصر 

في السياق نفسه، شهد المهندس طارق الملا، وزير البترول والثروة المعدنية، الأربعاء الماضي، يرافقه محافظ السويس اللواء عبد المجيد صقر وقيادات قطاع البترول تسليم أول حفار بترول  (صنع فى مصر)، وذلك في مصنع الشركة المصرية الصينية لتصنيع أجهزة الحفر بالعين السخنة.

وشهد الوزير تسليم الحفار إلى شركة الحفر المصرية لتشغيله ضمن أسطولها فى تنفيذ برامج الحفر والتنقيب بالمناطق البرية. 

وأوضح أن بدء تصنيع الحفارات محليا خطوة جديدة وهامة تمكن قطاع البترول من الاستغلال الأمثل لإمكانياته والإسراع بخططه لحفر الآبار لزيادة إنتاج  الموارد البترولية والغازية، خاصة فى ذلك التوقيت الذي يتنامي فيه الإقبال علي الحفارات نتيجة تزايد النشاط البترولي مع ارتفاع اسعار البترول عالميا.

وقال الملا، إن تصنيع الحفارات يعد خطوة جديدة ناجحة على طريق التصنيع المحلي لاحتياجات مشروعات صناعة البترول والغاز وزيادة المكون المحلي. 

جدير بالذكر أن مصر تعمل بالتوازي على جميع المشروعات الخاصة بالطاقة النظيفة والطاقة الأحفورية، دون الاقتصار على جانب واحد، وتسعى لضخ المزيد من الاستثمارات، لجني عائدات أكبر، بما يوفر عملات أجنبية بشكل أكبر، في ظل معاناة العديد من الدول غير النفطية من أزمة النقد الأجنبي.