تتزين سماء مصر الليلة، بظاهرة فلكية فريدة ومميزة، حيث يقترن كوكب عطارد أقرب الكواكب إلى الشمس والمعروف بـ "مرسال الآلهة" مع الحشد النجمي خلية النحل Beehive في برج السرطان، وهى تعد من الظواهر البديعة والجميلة فى المشاهدة والرصد والتصوير، وهذه الظاهرة يترقبها جميع هواة الفلك والمهتمين بهذا المجال.
وقال الدكتور أشرف تادرس أستاذ الفلك بالمعهد القومي للبحوث الفلكية رئيس قسم الفلك السابق، أننا نشهد اقتران كوكب عطارد أقرب الكواكب إلى الشمس والمعروف بـ "مرسال الآلهة" مع الحشد النجمي خلية النحل Beehive في برج السرطان، على مدار يومي (15-14 يوليو)، في مشهد مبهر لمحبي مراقبة النجوم حول العالم في ظاهرة تشاهد بالعين المجردة في السماء.
خلية النحل في برج السرطان
وأشار تادرس إلى أن الحشد النجمي خلية النحل Beehive في برج السرطان هو حشد نجمي مفتوح يقع على بُعد 580 سنة ضوئية من الأرض ، ويبلغ عمره 600 مليون سنة.
وأشار استاذ الفلك أن كوكب عطارد (مرسال الآلهة) يظهر مع الحشد النجمي خلية النحل في يومي 14-15 يوليو، وانه يمكن مشاهدة هذا الاقتران عند دخول الليل في تلك الفترة بإستخدام نظارة معظمة أو تلسكوب صغير (لصعوبة رؤية حشد خلية النحل بالعين المجردة)، ويبدأ غروب هذا المشهد بحلول الساعة 9:50 مساءا تقريبا.
ولفت أستاذ الفلك، إلى أنه للتمكن من مشاهدة أى ظاهرة فلكية مثل اقترانات القمر مع النجوم والكواكب أو ميلاد أهلة الشهور العربية، فإن الأمر يتطلب صفاء الجو وخلو السماء من السحب والغبار وبخار الماء.
ونوه بأن الظواهر الفلكية ليس لها أي أضرار على صحة الإنسان أو نشاطه اليومي على الأرض.
عطارد
يعد كوكب عطارد أصغر كوكب من الكواكب الثمانية الموجودة في المجموعة الشمسية، حيث إن قطره يبلغ حوالي 4880 كيلومتر فحسب، كما أنه يعد أقرب الكواكب إلى الشمس، إذ يكمل دورته حولها في 87.969 يوماً فقط، وحرارة سطحه مرتفعة جداً.
ومن المعلوم أن كوكب "عطارد" هو أحد الكواكب الصخرية في مجموعتنا الشمسية، إضافة إلى أنه أقرب الكواكب من الشمس، إذ يبعد عنها مسافة متوسطة قدرها 58 مليون كيلومتر، ولا توجد أقمار طبيعية تدور حول عطارد، كما أنه ليس لديه غلاف جوي يحميه من العواصف والانفجارات الشمسية مثل كوكب "الأرض".
عطارد مرسال الآلهة
وكوكب عطارد من آلهة الرومان، والأسرع بينهم، حيث لوحظ قبل 5000 عام في العصور السومرية، وقد اعتقد اليونانيون أنه نجمان، فقد أطلقوا عليه اسم أبولو عند ظهوره في الصباح قبل شروق الشمس، وهيرمس في المساء بعد غروب الشمس.
وسمّى قدماء العرب كوكب عطارد بهذا الاسم لسرعة تحركه وجريانه المتتابع، حيث إنه يتحرك ويدور بسرعة حول الشمس لقربه الشديد منها (من ناحية فيزيائية كلما اقترب الكوكب من الشمس تزداد سرعة دورانه حولها).