الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

مصر رمانة ميزان المنطقة| القاهرة تقود دول الجوار نحو حل النزاع السوداني.. تدخل عاجل لعودة الاستقرار إلى الخرطوم

صدى البلد

توصل زعماء دول جوار السودان إلى اتفاق مشترك خلال قمة هامة، حيث أكدوا على أهمية حل النزاع القائم بين الجيش السوداني وقوات "الدعم السريع". 

وجاء هذا التوافق نظرًا لما يمثله هذا النزاع من تهديد على المنطقة بأسرها. ومناشدون في الوقت نفسه جميع الأطراف المتورطة في النزاع بوقف التصعيد، والالتزام بوقف فوري لإطلاق النار.

 

وقف القتال في السودان

 

وأعلن الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال الجلسة الختامية لقمة دول جوار السودان، التي بثها التلفزيون المصري، عن نداء المشاركين في القمة لطرفي الصراع بوقف التصعيد والالتزام بوقف فوري لإطلاق النار لإنهاء الحرب.

 

وأكد السيسي أيضًا على الاحترام الكامل لسيادة ووحدة السودان وسلامة أراضيه، وعدم التدخل في شؤونه الداخلية. 

كما أشار إلى أهمية الحل السياسي للصراع الدائر، وضرورة إطلاق حوار جامع للأطراف السودانية.

 

وأوضح الرئيس، عبد الفتاح السيسي، أن الجهات المشاركة في قمة دول جوار السودان توصلت إلى اتفاق بشأن التعامل مع النزاع القائم في السودان باعتباره شأن داخلي، وعدم التدخل الخارجي في الأزمة. 

كما توصلوا إلى اتفاق على تسهيل نفاذ المساعدات الإنسانية وتشكيل آلية وزارية بشأن الأزمة السودانية على مستوى وزراء الخارجية، والتي ستضع خطة تنفيذية لوضع حلول عملية وقابلة للتنفيذ لوقف القتال والتوصل لحل شامل للأزمة.

وافتتح السيسي القمة بكلمة شدد فيها على أهمية توحيد دول الجوار رؤيتها نحو حل الأزمة الراهنة، نظرًا لتداعياتها على أمن المنطقة والعالم.

 

وأكد الرئيس عبد الفتاح السيسي، على ضرورة وقف العمليات العسكرية في السودان، مشدداً على أن التدهور الحاد للوضع الإنساني يستدعي الوقف الفوري والمستدام للقتال. ودعا الأطراف المتحاربة إلى وقف التصعيد والبدء في مفاوضات جادة تهدف إلى وقف فوري ومستدام لإطلاق النار.

 

وأضاف الرئيس السيسي، أن مصر ستعمل بكل جهدها وبالتعاون مع كافة الأطراف لوقف النزيف السوداني، ودعا إلى إطلاق حوار جامع للأطراف السودانية، بمشاركة القوى السياسية والمدنية، بهدف بدء عملية سياسية شاملة تلبي طموحات الشعب.

 

كما طالب الرئيس السيسي بتسهيل نفاذ المساعدات الإنسانية وإقامة ممرات آمنة لتوصيل المساعدات إلى المناطق الأكثر احتياجاً، وأكد أن مصر ستعمل على تسهيل نفاذ المساعدات الإنسانية المقدمة من الدول المانحة للسودان عبر أراضيها.

 

محددات الموقف العربي

 

وأعرب الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، عن اهتمام الجامعة بالبحث عن سبل لاستعادة السلم والاستقرار في السودان منذ اندلاع الأزمة. 

وأكد على ضرورة وقف جميع الاشتباكات المسلحة لحماية المدنيين ووحدة الأراضي وسيادة السودان.

وأضاف أن الجامعة تعاونت مع الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي والمنظمات الإنسانية لإدارة الوضع الذي يشكل تحدياً كبيراً للسلم والأمن في السودان.

وأشار إلى المحددات الأساسية للموقف العربي، التي يمكن أن تساعد في آليات الحل الإقليمي لعلاج الأزمة، ومنها الحفاظ على مؤسسات الدولة السودانية ومنع انهيارها، ومساعدتها في أداء مهامها بشكل طبيعي وتجاوز الصعوبات التي تواجهها.

كما شدد على ضرورة معارضة أي تدخل خارجي في الشأن الداخلي السوداني، والتضامن الكامل مع السودان في صون سيادته واستقلاله ووحدة أراضيه"، فضلاً عن "دعم مسار جدة الساعي إلى تحقيق وقف إطلاق نار شامل ومستدام وفوري يسمح باستئناف العملية الانتقالية".

وتابع أن المحددات العربية تشمل، "التأكيد على أهمية دول الجوار التي تواجه الأعباء الإنسانية الأمنية الكبيرة للأزمة، وبالتالي فمن المهم أن تكون في قلب عملية التنسيق والتعاون الجارية لإنهائها، وأن يكون هناك تفكير في الاستمرار في انعقاد قمم أخرى مشابهة، إذا اقتضت التطورات ذلك، واستقطاب الدعم الدولي اللازم لها".

 

ولفت إلى أن المحددات تشمل "دعم مسار سياسي سوداني شامل لكل الأطياف السودانية، يحقق تطلعات الشعب السوداني في السلام والأمن والتنمية، ويؤدي إلى تشكيل حكومة انتقالية قادرة على تحقيق التوافقات المطلوبة لمعالجة القضايا الأساسية، وعلى رأسها الأوضاع الاقتصادية والإنسانية وإصلاح الأمن".

 

وصرح الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، بأن محددات الموقف العربي تتضمن استمرار التنسيق والتعاون بين الجامعة والأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي للمساهمة في جهود علاج الأزمة في السودان، وذلك على أساس احترام سيادة السودان ووحدة أراضيه.

وشدد على أهمية مشاركة الدولة السودانية في المبادرات التي يتم إطلاقها، جنباً إلى جنب مع آلية دول الجوار، تفادياً لأي مقاربات مجتزأة.

 

وأضاف أبو الغيط، أن محددات الموقف العربي تشمل تعزيز الاستجابة الإنسانية العاجلة للوضع في السودان وتكثيف الجهود العربية والإقليمية والدولية لحماية الأمن الغذائي في السودان وآثاره السلبية على دول جواره.

وأعلن أيضاً أن الجامعة أطلقت مبادرة عاجلة لإنقاذ الموسم الزراعي في السودان وتجري حالياً بحث خطوات تنفيذها مع الجانب السوداني والجهات المعنية والمنظمات الشريكة. وأكد التزام الجامعة ببذل كافة الجهود التي من شأنها تعزيز الجهود العربية والإفريقية لحل الأزمة في السودان وإنقاذ مستقبل السودانيين.

موقف موحد

 

وأشار رئيس المجلس الرئاسي الليبي، محمد المنفي، إلى ضرورة اتخاذ موقف موحد تجاه الصراع المسلح في السودان وآثاره الأمنية والاقتصادية على دول الجوار.

وأكد المنفي، خلال فعاليات الجلسة الافتتاحية لمؤتمر قمة دول جوار السودان بقصر الاتحادية في القاهرة، استعداد ليبيا للمساهمة بفاعلية في أي جهود إقليمية ودولية لإيقاف هذه الحرب وعودة الأشقاء في السودان إلى الحوار الجاد والبناء من أجل التوافق على مستقبل السودان الديمقراطي الموحد.

وأعرب المنفي عن شكره وامتنانه للرئيس عبد الفتاح السيسي وحكومة وشعب مصر على استضافتهم لقمة دول جوار السودان، والتي تهدف إلى اتخاذ موقف موحد تجاه الصراع في السودان.

 

وشدد المنفي، على دعم وتأييد مخرجات القمة العربية التي عقدت في المملكة العربية السعودية، مايو الماضي في أن يتوحد الفرقاء السودانيين كخطوة هامة لإنهاء الصراع المسلح وعودة الاستقرار وضمان عدم المساس بوحدة السودان.

وجدد التأكيد على جاهزية بلاده لبذل أقصى جهدها من خلال كافة الآليات الإقليمية والدولية التي تصب في مصلحة السودان الشقيق وشعبه وفي إطار تعزيز حالة السلم والأمن في الإقليم وفي أفريقيا والعالم.

 

وقف إطلاق النار

وأكد رئيس جنوب السودان، سلفا كير، أن قمة دول جوار السودان تأتي في وقت حرج لجميع دول الجوار، لمناقشة سبل إنهاء الأزمة في السودان وتجاوز آثارها الجسيمة.

وأشار كير، في كلمته خلال القمة، إلى أن هذه المناسبة "تعطي لنا الفرصة لتباحث الوضع في السودان، وإنهاء الأزمة السودانية والتغلب على آثارها الجسيمة"، وأنّ "منظمة (إيجاد) والاتحاد الإفريقي يعملان أيضاً على ذلك".

 

وطالب كير بـ"وقف إطلاق النار بصورة فورية"، متحدثاً عن تداعيات الحرب على الوضع الأمني في السودان ودول الجوار، ومشدداً على أن على الدول المشاركة في القمة العمل بتضامن وتنسيق عاليين لتحقيق الاستقرار والسلام في المنطقة.

 

وأشار إلى أن "الخطوات التي اتخذتها العديد من الأطراف المعنية بالأمر، يجب أن تصل لوقف إطلاق نار مستدام"، لافتاً إلى أن دول السودان "تشهد أوضاعاً حرجة من حيث الصحة، كما أن انتشار الدمار يؤثر على جميع المناحي في السودان، لذلك تركز دولة جنوب السودان على إيجاد حلول لهذه الأزمة القائمة، ونرى أن دول الجوار والمنطقة بأكملها يجب أن يجتمعوا ويجدوا حلاً لهذه المشكلات”.

وأعلن رئيس جنوب السودان، سلفا كير، خلال قمة دول جوار السودان، أن الأولوية الآن هي إيجاد حلول للمشكلات الإفريقية والتركيز على إيجاد حلول سلمية للصراع في السودان. 

وشدد كير على أهمية فهم سياق الأزمة السودانية والتاريخ السوداني عند بحث سبل لإنهاء الحرب في البلاد، وطالب بتوسيع نطاق مبادرة (إيجاد) لضم ممثلين عن الشعب السوداني ودول الجوار السوداني.

 

وأعرب كير عن أهمية مصلحة الشعب السوداني في البحث عن حلول سلمية، وأنه يجب عدم تجاهل صوت الشعب السوداني عند بحث السبل لإنهاء الصراع بشكل مستدام.

وأوضح أن وساطة هيئة (إيجاد) وقمة دول جوار السودان وأي مبادرات أخرى يجب أن تسعى جاهدة للوصول إلى حل سلمي للصراع في السودان، وذلك بالتعاون مع ممثلي الشعب السوداني ودول الجوار السوداني الذين يعانون من آثار الأزمة الإنسانية التي ولدتها الحرب.

 

وأكد سلفا كير، أن "مباحثات اليوم لا يمكن أن تكتمل من دون الحديث عن الوضع الإنساني، فجميع البلدان الممثلة هنا قد واجهت تدفقاً عظيماً من اللاجئين، الذي يضغط على الموارد الاقتصادية والاجتماعية في المجتمعات في دول الجوار، ولذلك أود أن انتهز هذه الفرصة، وأدعو المجتمع الدولي للاستجابة لهذه الأزمة عن طريق إتاحة الموارد لمعالجة هذه الأزمة الإنسانية".

 

واختتم رئيس جمهورية السودان كلمته بـ"تسليط الضوء على ضرورة أن تستهدف جميع المحاولات لإيجاد سبل لحل هذا الصراع، لتحقيق وقف إطلاق نار مستدام، وإيقاف جميع أشكال العداء بشكل مستدام، وإيصال المساعدات الإنسانية، ووضع إطار عمل لبحث تسوية سلمية وسياسية، واحترام سيادة الشعب السوداني وسلامة أراضيه".

 

مستنقع السودان

وأعرب الرئيس الإريتري، أسياس أفورقي، عن تفاؤله بمبادرة القمة التي عُقدت لبحث سبل إنهاء الأزمة في السودان، مشيراً إلى أن هذه القمة تعتبر فرصة سانحة لإيجاد مخرج لما وصفه بـ"المستنقع" الذي دخل فيه السودان دون أي مبرر.

 

وأوضح أفورقي أن هذه المبادرة تحظى بالاحترام لسيادة واستقلال السودان، مؤكداً أنها تهدف إلى تأمين المناخ الملائم للشعب السوداني لقول الكلمة الأخيرة في تجاوز هذه المحنة.

وأضاف أن دول الجوار تعمل بتنسيق عالٍ لمساعدة السودان على حل مشاكله من دون تدخلات خارجية، وذلك بهدف تأمين استقرار المنطقة وحفظ أمن الدول الجوارية.

 

إنهاء الأزمة

واستضافت مصر قمة دول جوار السودان اليوم الخميس لبحث إنهاء الأزمة المستمرة منذ أبريل الماضي، وذلك بالتنسيق مع المسارات الإقليمية والدولية الأخرى.

 

وأكد أحمد فهمي، الناطق باسم الرئاسة المصرية، أن القمة تأتي في توقيت حساس جداً، مشيراً إلى أن مصر انخرطت منذ البداية في محاولة تسوية الأزمة في السودان، وذلك بغرض حماية الشعب السوداني والحفاظ على استقراره ومصالحه، إضافة إلى الروابط التاريخية العميقة بين البلدين.

 

وأعرب فهمي عن حزنه للأزمة التي يتعرض لها الشعب السوداني، مؤكداً أن مصر تسعى جاهدة لإنهاء الصراع من أجل الشعب، وأنها ملتزمة بإيجاد حلول سلمية للأزمة في السودان.

 

وقال فهمي إن الاعتبار الثاني هو "حماية الأمن القومي المصري، باعتبار السودان دولة جوار، وما يحدث فيها له تأثير مباشر على أمن مصر".

 

وأشار في هذا الصدد إلى أن "هذين الاعتبارين دفعا مصر في هذا التوقيت إلى أن ترى أن هناك ضرورة كبيرة لتوحيد رؤية ومواقف دول الجوار بشأن الأزمة في السودان، وبالتالي جاءت الدعوة لهذه القمة”.

 

نزوح 3 ملايين شخص

 

يشار إلى أن الصراع تسبب بنزوح 3 ملايين شخص، بحسب بيان للمنظمة الدولية للهجرة، الثلاثاء، بينهم 2.4 مليون نزحوا داخل السودان، بينما فر أكثر من 730 ألفاً إلى دول مجاورة.

 

وأغلب النازحين من العاصمة الخرطوم التي يتركز فيها القتال بين الجيش وقوات "الدعم السريع"، وإقليم دارفور الذي تفجرت فيه أعمال العنف أيضاً، إذ فر معظمهم إلى مصر أو إلى تشاد، مع عبور أعداد كبيرة أيضاً إلى جنوب السودان وإثيوبيا.