انطلقت اليوم فعاليات قمة دول الجوار السوداني التي تسضيفها القاهرة لبحث الأزمة السوادنية، وسبل إيجاد حل سلمي، يحافظ على وحدة الشعب السوداني وسلامة أراضيه، وهذا ما أكده الرئيس السيسي في كلمته خلال القمة، حيث أكد أن الأزمة التي تواجهها السودان نتج عنه إزهاق أرواح السودانيين من المدنيين، وتكبيد السودان، خسائر المادية جسيمة إضافة لعقبات الموسم الزراعي، ما يترتب عليه نقص حاد فى الأغذية، وتدهور المؤسسات الصحية.
رسائل الرئيس السيسي في القمة
وأضاف الرئيس السيسي، أن التدهور الحاد، يتطلب وقف فورى ومستدام للعمليات العسكرية حفاظا على مقدرات الشعب السوداني الشقيق، ما يتيح الإستجابة الإنسانية للأزمة الحادة من كافة أطراف المجتمع الدولي، التي تتطلب معالجة جذورها عبر التوصل لحل سياسي شامل، مشيدا بالجهد الكبير الذى اتخذته دول جوار السودان التي استقلبت مئات الألاف من النازحين، وطالب أطراف المجتمع الدولي بالوفاء بتعهداتها التي تم الإعلان عنها فى المؤتمر الإغاثي لدعم السودان من خلال دعم دول جوار السودان الاكثر تضررا من الأزمة.
وطالب الرئيس السيسي، بتشكيل آلية اتصال مع أطراف الأزمة السودانية ودول الجوار، لوضع خطة للوصول لحل، وأن يكون هناك تواصل مباشر مع أطراف الأزمة، مؤكدا أنه يتم العمل على اتخاذ قرارات متناسقة وموحدة تسهم في حل الأزمة بالتشاور مع أطروحات المؤسسات الإقليمية الفعالة، وعلى رأسها الاتحاد الإفريقي وجامعة الدول العربية حفاظا على مصالح ومقدرات وشعوب دول الجوار وأمن واستقرار المنطقة ككل.
وأشار إلى أن مصر بادرت باستقبال مئات الآلاف من السودانيين، فور اندلاع الأزمة، وانضموا لما يقرب من 5 ملايين مواطن سوداني يعيشون بالأراضي المصرية منذ عدة سنوات، كما قدمت الحكومة المصرية مساعدات إغاثية عاجلة تضمنت مواد غذائية وإعاشية، ومستلزمات طبية للمواطنين السودانين المتضررين من النزاع داخل الأراضي السودانية.
وشدد على أن مصر ستبذل كل ما في وسعها بالتعاون مع جميع الأطراف لوقف نزيف الدم السوداني، والمحافظة على مكتسبات شعب السودان، والمساعدة في تحقيق تطلعات شعبه، كما ستعمل على تسهيل نفاذ المساعدات الإنسانية المقدمة من الدول المانحة للسودان عبر الأراضي المصرية، وذلك بالتنسيق مع الوكالات والمنظمات الدولية المعنية.
رؤية مصر لحل الأزمة السودانية
عرض الرئيس عبد الفتاح السيسي رؤية مصر لإنهاء الأزمة السودانية، وتمثلت في 4 نقاط كالتالي:
- مطالبة الأطراف المتحاربة بوقف التصعيد ووقف إطلاق النار.
- مطالبة كافة الأطراف بنفاذ المساعدات الانسانية ووضع ٱليات تكفل حماية قوافل المساعدات وتوفير ممرات ٱمنة لها.
- إطلاق حوار جامع بمشاركة كل القوى لبدء عملية سياسية تلبي طموحات الشعب السوداني.
- تشكيل ٱلية اتصال منبثقة عن هذا المؤتمر لحل شامل للأزمة السودانية.
4 عوامل لحل الأزمة
من جانبه، دعا رئيس جنوب السودان، المجتمع الدولي للاستجابة لحل هذه الأزمة السودانية عن طريق إتاحة الموارد لمعالجة هذه الأزمة الإنسانية، مسلطا الضوء على محاولات دول الجوار لإيجاد سبل لحل الأزمة، عبر النقاط التالية:
- وقف إطلاق النار بشكل مستدام.
- إيقاف شكل العداء بشكل مستدام.
- إيصال المساعدات الإنسانية.
- احترام سيادة الشعب السوداني وسلامة أراضيه.
وأكيد سلفا كير، رئيس جمهورية جنوب السودان، أن الحرب سيكون لها تأثير كبير على دول الجوار، مطالبا بوقف فوري لإطلاق النار في السودان، لأن الوضع صعب، والمشكلات كبيرة في المستشفيات، وذلك بسبب عدد الإصابات الكبيرة، كما وتبحث جنوب السودان عن حلول لهذه الأزمة القائمة، ونري أن دول الجوار، والمنطقة بالكامل يجب أن تجتمع، ويتم حل مشكلة السودان.
وشدد على عدم تجاهل صوت الشعب السوداني، وأن نستمع ويكون هناك توسيع مبادرة إيجاد، لتضمين ممثلين عن الشعب السوداني، وأن قمة دول الجوار لن تكتمل دون الحديث عن الوضع الإنساني مشيرا إلى أن الوضع هناك أصبح حرجا.
زعماء القارة يشكرون السيسي
من جانبه أعرب رئيس جمهورية إفريقيا الوسطي، عن تقديره للرئيس عبد الفتاح السيسي وحكومته والشعب المصري لكرم الضيافة الذى حظي به خلال تواجده فى مصر، شاكرا ومهنئا الرئيس السيسي للدعوة لقمة دول جوار السودان، مشيرا إلى أن تلك الدعوة جاءت لإيجاد حل سلمي لهذا الصراع الذى يمكن أن يؤثر سلبا على استقرار المنطقة.
وأكد أن الوقت الذى تستمر فيه دولنا فى مواجهة التحديات المختلفة نتيجة جائحة كورونا والتغيرات المناخية والارهاب والحرب فى أوكرانيا، ها نحن نواجه صراع مسلح داخلي فى السودان، وهذا الموقف يبعدنا أكثر عن الهدف وهو إسكات الأسلحة ، وهذات يعيق ظروف التنمية الاقتصادية لدولنا، مثمنا دعوة مصر لعقد هذه القمة لحل الأزمة السوادنية التي تؤثر على دول الجوار.
من جانبه أعرب رئيس المفوض للاتحاد الأفريقي موسى فقيه، عن شكرع، لمصر والرئيس عبد الفتاح السيسي، على الدعوى الكريمة، لـ المشاركة في قمة جوار السودان، موضحا أن الازمة السودانية تؤثر على الجميع، والاتحاد الأفريقي ووضع آلية من أجل الوصول لـ اتفاقية ولحل المشكلة التي بدأت في 16 إبريل بالسودان.
وكشف أن الاتحاد الأفريقي طالب بوقف إطلاق النار، وأن حل الأزمة تأتي من السودان، من قبل الأطراف، دون التدخل، وأن الاتحاد الأفريقي، نادى بالتعاون للوصول لـ الحل، مشيرا إلى أنه تم وضع خارطة طريق، منها وقف إطلاق النار، وتقديم المساعدات، وتقديم حوار سياسي شامل، وأن كل دولة لها دور، وان الاتحاد مستعد للقيام بدوره.
مبادرة جامعة الدول لحل الأزمة السودانية
من ناحيه أخرى، قدم الأمين العام جامعة الدول العربية، السفير أحمد أبو الغيط، مجموعة من القرارات من أجل معالجة الوضع فى السودان، موضحا أن دعم مسار سياسي سوداني شامل لكل الأطياف السودانية، يحقق تطلعات الشعب السوداني فى السلام والامن والتنمية، وتشكيل حكومة قادرة على معالجة القضايا الرئيسية”.
وأضاف خلال كلمته اليوم بقمة دول جوار السودان، بمشاركة الرئيس السيسي، أنه سيتم أيضا الاستمرار فى التنسيق والتعاون بين الجامعة العربية والأمم المتحدة والإتحاد الإفريقي للمساهمة فى جهود علاج الأزمة السودانية على أساس السيادة السودانية، والمشاركة فى المبادرات التي يجري إطلاقها جنبا إلى جمب مع ألية دول جوار السودان.
وتابع أنه سيتم تعزيز الاستجابة الإنسانية العاجلة فى الوضع بالسودان، لافتا إلى أن الجامعة العربية أطلقت مبادرة عاجلة لإنقاذ الموسم الزراعي السوداني، ويجري حاليا بحثها مع الجانب السوداني، مجددا إلتزانم الجامعة بالاستمرار فى بذل كافة الجهود التي من شأنها تعزيز الجهود العربية والإفريقية لإنقاذ لمستقبل السودان.
إثيوبيا تشكر المبادرة المصرية
بجهته أعرب آبي أحمد رئيس وزراء إثيوبيا عن شكره وإمتنانه لحسن استقبال الرئيس عبد الفتاح السيسي، و كرم الضيافة، متابعاً:" كنت أرغب أن نتقابل من أجل الحديث عن أمور التنمية، ومن أجل فعل ذلك، يجب الاهتمام بالنزاعات الموجودة، مشيرا إلى أن السودان تنزف وأنه في عام 2020 تم الاحتفال ببداية جديدة للديمقراطية، وتلاشت هذه الفرحة.
وتابع آبي أحمد رئيس وزراء أثيوبيا ،أن النزاع السياسي العنيف أدى إلى خسارة مئات الأرواح و الدمار و الكثير من النزوح ، مضيفاً أنه يتمنى ان يكون هناك سلطة في دولة السودان تأخذ بذمام الأمور،و لا يجب ترك الأوضاع تتدهور في السودان ، و يجب احتواء هذا النزاع"