عبر آبي أحمد رئيس وزراء أثيوبيا عن شكره و إمتنانه لحسن استقبال الرئيس عبد الفتاح السيسي، و كرم الضيافة، متابعاً:" كنت أرغب أن نتقابل من أجل الحديث عن أمور التنمية، ومن أجل فعل ذلك، يجب الاهتمام بالنزاعات الموجودة"
وأضاف "آبي أحمد" خلال الجلسة الإفتتاحية لقمة دول جوار السودان، أن السودان تنزف مؤكداً أنه في عام 2020 تم الاحتفال ببداية جديدة للديمقراطية، وتلاشت هذه الفرحة.
وتابع آبي أحمد رئيس وزراء أثيوبيا ،أن النزاع السياسي العنيف أدى إلى خسارة مئات الأرواح و الدمار و الكثير من النزوح ، مضيفاً أنه يتمنى ان يكون هناك سلطة في دولة السودان تأخذ بذمام الأمور،و لا يجب ترك الأوضاع تتدهور في السودان ، و يجب احتواء هذا النزاع"
وألقى الرئيس عبد الفتاح السيسي كلمة هامة خلال الجلسة الافتتاحية لـ قمة دول جوار السودان،جاء فيها أنه ليس خافياً على أحد ، خطورة الأزمة الراهنة التي يواجهها السودان الشقيق، وتداعيات الاقتتال الدائر منذ ما يزيد عن ثلاثة أشهر، والذي نتج عنه إزهاق أرواح المئات من المدنيين، ونزوح الملايين من السكان، إلى مناطق أكثر أماناً داخل السودان، أو اللجوء إلى دول الجوار، فضلاً عن الخسائر المادية الجسيمة، التي تعرضت لها الممتلكات العامة والخاصة، وتدمير العديد من المرافق الحيوية في البلاد. ويضاف إلى ذلك، العقبات التي تواجه الموسم الزراعي، مما ترتب عليه نقص حاد في الأغذية، كما أدى الصراع وتداعياته السلبية، إلى تدهور المؤسسات الصحية، ونقص في الأدوية ومستلزمات الرعاية الصحية، وهو الأمر الذي كانت له تداعيات كارثية، على مجمل الوضع الإنساني.
إن هذا التدهور الحاد للوضع الإنساني، وتلك التداعيات الكارثية للأزمة، تتطلب الوقف الفوري والمُستدام للعمليات العسكرية، حفاظاً على مقدرات الشعب السوداني الشقيق، وعلى مؤسسات الدولة، لتتمكن من الاضطلاع بمسئوليتها تجاه المواطنين، وهو ما يتيح الاستجابة الإنسانية الجادة، والمُنسقة والسريعة، من كافة أطراف المجتمع الدولي، بما يرتقي لفداحة هذه الأزمة الخطيرة، التي تتطلب معالجة جذورها، عبر التوصل إلى حل سياسي شامل، يستجيب لآمال وتطلعات الشعب السوداني.
وأشاد الرئيس بالجهد الكبير والموقف النبيل، الذي اتخذته دول جوار السودان، التي استقبلت مئات الآلاف من النازحين، وشاركت مواردها المحدودة، في ظل وضع اقتصادي عالمي بالغ الصعوبة. وأطالب في هذا المقام، كافة أطراف المجتمع الدولي، بالوفاء بتعهداتها التي تم الإعلان عنها في المؤتمر الإغاثي لدعم السودان، الذي عُقد خلال شهر يونيو الماضي 2023، من خلال دعم دول جوار السودان، الأكثر تضرراً من التبعات السلبية للأزمة، بما يعزز قدرتها على الصمود، ويرفع المعاناة، عن كاهل الفارين من النزاع إلى دول الجوار.
وأكد الرئيس أنه فور اندلاع الأزمة في السودان، بادرت مصر باستقبال مئات الآلاف من الأشقاء السودانيين، الذين انضموا إلى ما يقرب من خمسة ملايين مواطن سوداني، يعيشون فوق الأراضي المصرية منذ سنين عدة. كما قدمت الحكومة المصرية مساعدات إغاثية عاجلة، تضمنت مواداً غذائية وإعاشية، ومستلزمات طبية، للأشقاء السودانيين المتضررين من النزاع داخل الأراضي السودانية. وأود أن أؤكد هنا، أن مصر ستبٌذل كل ما في وسعها، بالتعاون مع كافة الأطراف، لوقف نزيف الدم السوداني الغالي، والمحافظة على مكتسبات شعب السودان العظيم، والمساعدة في تحقيق تطلعات شعبه، التي عبرت عنها الملايين من أبنائه، خلال ثورته المجيدة، في العيش في وطنه بأمن وحرية وسلام وعدالة.
وتابع : “ ستعمل مصر على تسهيل نفاذ المساعدات الإنسانية المقدمة من الدول المانحة للسودان، عبر الأراضي المصرية، وذلك بالتنسيق مع الوكالات والمنظمات الدولية المعنية”.
وعرض الرئيس عبد الفتاح السيسي رؤية مصر لإنهاء أزمة السودان خلال قمة دول الجوار المنعقدة الآن بالقاهرة وتمثلت الرؤية في النقاط التالية :
أولا : مطالبة الأطراف المتحاربة بوقف التصعيد ووقف إطلاق النار
ثانيا : مطالبة كافة الأطراف بنفاذ المساعدات الانسانية ووضع ٱليات تكفل حماية قوافل المساعدات وتوفير ممرات ٱمنة لها
ثالثا : إطلاق حوار جامع بمشاركة كل القوى لبدء عملية سياسية تلبي طموحات الشعب السوداني
رابعا : تشكيل ٱلية اتصال منبثقة عن هذا المؤتمر لحل شامل للأزمة السودانية
وقال الرئيس إن خطورة الأزمة الحالية بالسودان وتداعياتها لا تخفى على أحد ونتج عنها خسائر مادية جسيمة، و السودان تواجه تدهور حاد وتداعيات كبرى تتطلب وقف سريع لإطلاق النار.
وشكر دول الجوار للسودان على استقبال الملايين من النازحين ويطلب من المجتمع الدولي الوفاء بوعوده .