الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

نجاة عبد الرحمن تكتب: 500 يوم على النزاع الروسي الأوكراني

نجاة عبد الرحمن
نجاة عبد الرحمن

بعد مرور 500 يوم على اندلاع الأزمة الأوكرانية الروسية وسط مخاوف من كارثة نووية في محطة زابورجيا الأوكرانية، وسقوط آلاف المدنيين، تكبدت خلالها  دول العالم الثالث عناء الفقر وشبح الجوع نتيجة لهذه الحرب التى اضرت بالاقتصاد العالمي نتيجة عدة عوامل منها توقف سلاسل الأنداد وقطع الغاز الروسي عن دول الاتحاد الأوروبي عقابا على دعمهم لأوكرانيا، ومازالت تداعيات تلك الحرب  تهيمن على واجهة الأحداث في العالم.

وبمناسبة  مرور 500 يوم على واقع الغضب الروسي من الولايات المتحدة الأمريكية لإرسال ذخائر عنقودية لأوكرانيا وحشد بولندا قواتها على الحدود مع بيلاروسيا التي استضافت قوات فاغنر، زار الرئيس فولديمير زيلنسكي، يوم السبت الماضى " جزيرة الثعبان" الاستراتيجية بالبحر الأسود، للاحتفال بمرور 500 يوم على اندلاع الحرب بينه وبين روسيا، حيث تعد تلك الجزيرة بالنسبة  لكييف رمزا لصمود جيشها بعد إغراقه السفينة الروسية موسكفا، وأقام زيلنسكي احتفالا ضخما بتلك الجزيرة .

بعد مرور 500 يوم على حربا قضت على الأخضر واليابس يمكننا حصر المكاسب والخسائر التى مازالت  تتأرجح بين الطرفين مع تأخر حسم المعركة حتى الأن  فكان أبرزها على الجانب الروسي: إثبات الصمود بوجه الغرب وتحقيق الأمن الاستراتيجي، وسيطرتها على نحو من 15 في المائة من الأراضي ما يعزز قوتها الاقتصادية

بالاضافة الى  إثبات الصمود العسكري بوجه الهجوم الأوكراني المضاد رغم الأسلحة الغربية المتطورة و السيطرة على مدينة باخموت الاستراتيجية وعلى شفا ربح مدينة أوديسا

فضلا عن  نجاحها  بوجه العقوبات الهائلة والقاسية من الغرب والحصار الذى فرضته دول الاتحاد الاوروبي ضد روسيا .

فضلا عن ان  العملية العسكرية أدت إلى توحيد الرأي العام حول الرئيس الروسي فلاديمير بوتين،  وساهمت في تصاعد المشاعر القومية لدى الروس، و إضافة 4 مناطق جديدة ومتكاملة تاريخيا يبلغ تعداد سكانها أكثر من 6 ملايين شخص ومساحة تقدر بنحو 100 ألف كيلو متر مربع.

ونجاحها فى تعزيز أمنها الاستراتيجي وتحقيق  مصالحها القومية بسبب بحر آزوف الداخلي، وتدمير مختبرات البنتاغون البيولوجية في أوكرانيا مع إثبات قدرتها على الردع العسكري، و تفعيل البناء العسكري الروسي وتعبئة الصناعة الدفاعية مع التحسب لصراع طويل مع الغرب و تدمير ترسانات الناتو العسكرية في المسرح الأوكراني وإعادة توجيه العلاقات الاقتصادية ونمو المكانة الدولية لروسيا .

وتمكنها من بناء  تحصينات منيعة بالشرق الأوكراني مما يجعل قوات كييف بحاجة إلى 3 أضعاف جنودها لاختراقها فضلا عن قيامها حاليا بشن هجمات على مناطق أفدييفكا ومارينكا وكوبيانسك وليمان في دونيتسك وسفاتوف في لوغانسك للسيطرة عليها .

أما على الجانب الاوكراني  خسرت أوكرانيا  قواتها  الجوية والبحرية في الحرب نتيجة لقوة تحصينات الجيش الروسي وهجماته المدروسة .

كما ان أوكرانيا فشلت فى  الهجوم المضاد في استعادة أي أراضي، وانهيار سد كوفاخوكا الاستراتيجي و أدى  لفقدان كييف آلاف الأراضي الزراعية وتهجير السكان بجانب  خسائر كبرى فى صفوف المدنيين قدرتها تقارير الامم المتحدة ب 9 الاف شخص مدني، ولكن التقارير الإعلامية تفيد بأن اعداد القتلى اكبر من هذا الرقم بأضعاف مضاعفة .  

ولا ننكر أن كييف حققت أرباحا خلال تلك  الحرب  من بينها القدرة على الصمود في وجه قوة نووية على غرار روسيا
و تحقيق تقدم في مفاوضات انضمامها للناتو والحصول على ضمانات أمنية غربية ومساعدات غير مسبوقة قد تعكس بوصلة الحرب لصالحها .

وكذلك  القدرة على استهداف الكرملين وقلب موسكو بالمسّيرات وزعزعة الأمن وبث الرعب في قلوب الروس وتنفيذ تكتيك ما يسمى بـ" توازن الرعب"
فضلا عن  اختراق الحدود الروسية وتنفيذ عمليات بالعمق مثلما حدث بمنطقة بيلغورود، وهي أحداث تنبتها مجموعات موالية لكييف .

فقدان روسيا  السوق الأوروبي للغاز والنفط بدون إيجاد البدائل حتى الآن ما يؤثر على اقتصادها وسوف ينعكس ذلك على نتيجة الحرب لصالح أوكرانيا، خاصة بعد ان اصبحت روسيا محاصرة ومعزولة في المحيط الأوروبي والغربي وهو أمر لن تعوضه إلا بعد عشرات الأعوام

أعلان كييف  سيطرتها على 9 آلاف كليو متر متربع واستعادة نحو 7 بلدات وقرى شرقي خاركيف وخيروسون، خلال الهجوم المضاد وتقدم  القوات الأوكرانية في الجانب الجنوبي باتجاه باخموت وتحاصر الروس .

وفى الوقت ذاته تعهدت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين بدعم أوكرانيا "مهما طال الأمد"، وذلك بمناسبة مرور 500 يوم على الحرب الروسية الأوكرانية.

وغردت فون دير لاين عبر موقع تويتر: "500 يوم من الحرب الروسية الأوكرانية، 500 يوم من المقاومة الأوكرانية الباسلة، و500 يوم من الدعم الأوروبي الثابت لأوكرانيا".

وقالت فون دير لاين: "سوف ندعم أوكرانيا مهما طال الأمد".

المحصلة حتى الان  أزمات اقتصادية طاحنة ضربت معظم دول العالم، بجانب ارتفاع معدلات التضخم مما يهدد بشبح الجوع يغزو دول العالم الثالث، فضلا عن الحرب النفسية والإعلامية التى تتبناها الطرفين مما انعكس اثار تلك الحرب  على دول اخرى .
بعد مرور 500 يوما هل يمكن ان تنتهى تلك الحرب دون مزيدا من الخسائر ؟! .