تشهد الأرض تغيرات مناخية غير مسبوقة، حيث سجلت درجة حرارة سطح الأرض رقمًا قياسيًا جديدًا، حيث بلغت 17.03 درجة مئوية لتكون الأعلى على الإطلاق، بعدما وصلت إلى 16.88 درجة في يوليو 2016.
زيادة درجة الحرارة
ويعود هذا الارتفاع الاستثنائي في درجات الحرارة، إلى ظهور ظاهرة النينو التي تؤدي إلى زيادة درجة الحرارة على اليابسة وفي المحيطات.
وتعد هذه الزيادة في درجات الحرارة إشارة إلى التغير المناخي الذي يواجهه العالم، والذي يتطلب اتخاذ إجراءات فورية وفاعلة للحد من تداعياته على البيئة والحياة الإنسانية.
ما هي ظاهرة النينو؟
وأعلنت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية، عن تطور ظروف ظاهرة النينو في المناطق الاستوائية في المحيط الهادئ، لتصل إلى مستويات لم تحدث منذ سبع سنوات.
وتشير هذه الظاهرة إلى احتمالية حدوث ارتفاع محتمل في درجات الحرارة العالمية وأنماط الطقس والمناخ المضطربة.
ويعود ذلك إلى ارتباط ظاهرة النينو بارتفاع درجات الحرارة العالمية إلى مستويات قياسية، حيث تؤدي هذه الظاهرة إلى زيادة درجة الحرارة على اليابسة وفي المحيطات، مما يؤثر على الأنماط الجوية والمناخية في العالم.
ومن المهم اتخاذ إجراءات عاجلة وفاعلة لمواجهة تداعيات ظاهرة النينو والتغير المناخي الذي يشهده العالم.
وأكدت منظمة الأرصاد العالمية، أنّ ظاهرة النينو تحدث بشكل طبيعي بين فترة وأخرى، حيث تتكرر بمعدل يتراوح بين سنتين وسبع سنوات، وتستمر نوباتها عادةً لمدة تتراوح بين 9 إلى 12 شهرًا.
وأكدت المنظمة أيضًا أنّ هناك احتمالًا بنسبة 90% لاستمرار هذه الظاهرة خلال النصف الثاني من عام 2023.
ويتعلق ارتفاع درجات حرارة سطح المحيط في وسط وشرق المناطق الاستوائية في المحيط الهادئ بظاهرة النينو، وهي نمط مناخي يحدث بشكل طبيعي. ومع ذلك، يعتبر تغير المناخ الناجم عن الأنشطة البشرية عاملاً هاماً في زيادة تكرار وشدة هذه الظاهرة.
ويتطلب التصدي لتداعياتها اتخاذ إجراءات عاجلة وفعالة للحد من التغير المناخي والحفاظ على البيئة والحياة الإنسانية.
زيادة هطول الأمطار في بعض المناطق
وتعد ظاهرة النينو مسؤولة عن زيادة هطول الأمطار في بعض المناطق وحدوث موجات جفاف في مناطق أخرى حول العالم.
ففي أمريكا الجنوبية وجنوب الولايات المتحدة والقرن الأفريقي ووسط آسيا، تتسبب النينو في زيادة هطول الأمطار.
موجات جفاف
بينما تتسبب في حدوث موجات جفاف شديدة فوق أستراليا وإندونيسيا وأجزاء من المناطق الجنوبية من آسيا وأمريكا الوسطى والمناطق الشمالية من أمريكا الجنوبية.
ويترتب على ذلك تأثيرات سلبية على الزراعة والحياة البرية والبيئة والاقتصاد في هذه المناطق.
شذوذ موجب في درجات الحرارة
زوفقًا لآخر تحديث صادر في شهور يوليو وأغسطس وسبتمبر 2023، تشير درجات حرارة سطح البحر الأكثر دفئًا إلى ارتفاع درجات الحرارة فوق المناطق اليابسة، وذلك دون استثناء.
ويتوقع حدوث شذوذ موجب في درجات الحرارة على جميع مناطق اليابسة في نصف الكرة الشمالي.
ويعد هذا التحديث بمثابة إنذار حول احتمالية حدوث ارتفاع في درجات الحرارة المتوقعة، وهو ما يستدعي الاهتمام والتحذير.
تأثير ظاهرة النينو على الطقس البلاد
وذكرت الهيئة العامة للأرصاد الجوية في مصر، تأثير ظاهرة النينو على الطقس في البلاد.
ويتوقع أن يحدث ارتفاع طفيف في درجات الحرارة في فصل الصيف، وزيادة في كميات الأمطار على جنوب البلاد وجنوب السلاسل، وذلك بسبب ارتفاع الفاصل المداري.
كما يزيد هذا الارتفاع من احتمالية حدوث السيول في فصل الخريف.
ويشير ذلك إلى أهمية اتخاذ الإجراءات اللازمة للتعامل مع هذه الظاهرة وتقليل تأثيراتها على الحياة البرية والبشرية والاقتصاد في البلاد.
ويجب على المواطنين توخي الحذر واتخاذ التدابير اللازمة لتجنب أي تداعيات سلبية قد تحدث جراء هذه الظاهرة.