الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

كارثة تنتظر سد النهضة.. ماذا يحدث لو اكتمل الملء الرابع بهذه السعة؟

سد النهضة
سد النهضة

تستعد إثيوبيا خلال الأيام الجارية لملء سد النهضة وهو الملء الرابع للسد والذي يستمر خلال فترة فيضان النيل الأزرق والتي تبدأ من يوليو الجاري حتى سبتمبر المقبل.

المحلل الأردني 

الملء الرابع لسد النهضة 

التخوف الكبير في هذه المرحلة، يتعلق بكمية المياه التي ستخزن خلف أسوار سد النهضة، وتهدد بنشاط زلزلازلي نظرا لأن كل مليون متر مكعب من المياه يعادل حوالي مليون طن، في منطقة هشة وغير مستقرة، فالسد يقع بالقرب من منطقة الأخدود الإفريقي العظيم.

هذا التحليل، رصده مدير مركز الدراسات البيئية في الجامعة الهاشمية بالأردن، أحمد ملاعبة، مؤكدا حدوث فالق كبير قد يقسم أفريقيا إلى جزئين، ويخلق قارة جديدة، موضحا أن هذا الفالق ممتد من بحير كينيا ويتفرع باتجاه الحبشة، وجزء آخر باتجاه عدن باليمن، حيث يبدأ من بحيرة فكتوريا إلى عدن والبحر الأحمر وخليجي السويس والعقبة، ثم البحر الميت وسوريا ولبنان إلى أن ينتهي بتركيا.

وأضاف ملاعبة خلال تصريحات صحفية، أن الفالق الثاني النشط بالفعل وهو الأكثر خطورة قد يعمل على انفصال من 15 إلى 25 % من مساحة أفريقيا، ويحتاج إلى 30 مليون سنة، قد مرت منها بالفعل حوالي 15 مليون سنة، موضحا أن الأخدود سيمتلئ بمياه المحيط الهندي، وبالتالي يصبح محيط جديد بين القارتين قارة إفريقيا وقارة إفريقيا الجديدة التي ستكون من كينيا وإثيوبيا وحتى البحر الأحمر في جيبوتي والصومال.

ولفت إلى الفالق يبلغ عرضه 20 كيلومتر بعمق 1 كجم، وستظل المنطقة نشطة زلزاليا خاصة مع بناء سد النهضة في إثيوبيا ومن الممكن أن يتدمر،  بفعل الحركات الزلازلاية.

الأخدود الإفريقي 

الأخدود الأفريقي العظيم

قال الدكتور عباس شراقي، أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة، إن القارة الأفريقية توجد على الصفيحة الإفريقية، والتي يوجد بها من ناحية الشرق ما يسمى بـ الأخدود الإفريقي العظيم، وهذا الفالق يبدأ من جنوب القارة الإفريقية عند موزمبيق، ويتجه شمالا عبر زيمبابوي وزامبيا وتنزانيا، ثم ينقسم إلى فرعين باتجاه الشرق والغرب، موضحا أن الفرع الغربي، متسع وفيه مجموعة كبيرة من البحيرات الضخمة، مثل بحيرة تنجانيقا، وهذه ثاني أكبر بحيرة في العالم من حيث العمق.

وأضاف شراقي خلال تصريحات لـ"صدى البلد"، أن الفرع الشرقي من الأخدود الإفريقي، يمر ويقسم إثيوبيا إلى نصفين ثم يتجه إلى البحر الأحمر وخليج السويس وخليج العقبة، والبحر الميت حتى يصل إلى تركيا ويتقابل مع فالق شرق الأناضول الذي تسبب في زلزال 6 فبراير الماضي، وهذا الفالق الأفريقي بدأ يتكون منذ حوالي 22 مليون سنة، ويتسع بمقدار 1 سم كل سنة، حيث كون هذا الاتساع البحر الأحمر طوال 22 مليون سنة، وحاليا يتسع في أفريقيا في المناطق المنخفضة والتي خرج منها البراكين وكونت الجبال، وهذه المناطق في الفالق هي ما كون البحيرات العظمي بالقارة، ومنها بحيرة طنجانيقا، وبحيرة فيكتوريا.

وأوضح أن تأثير الأخدود الأفريقي العظيم، هو أنه يجعل هذه المناطق بؤرة للزلازل، خاصة الهضبة الإثيوبية، حيث أن إثيوبيا هي أكثر المناطق نشاطا للزلازل في القاهرة، وبالتالي فإن تأثير هذا الفالق الكبير والمستمر في الاتساع، بعد 10 ملايين سنة وإذا كان البحر الأحمر تكون في 20 مليون سنة، فتقريبا بعد 10 ملايين سنة سيصبح البحر الأحمر محيطان وستصبح الفوالق في أفريقيا مليئة بالبحيرات وتتسع حتى تدخل مياه المحيط الهندي هذه البحيرات لتكون بحرا جديدا داخل القارة الإفريقية، ولكن هذا الأمر بعد ملايين السنين.

الدكتور عباس شراقي
الدكتور عباس شراقي

أكثر منطقة نشطة بالزلازل

وأوضح أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة، أن ما يهمنا حاليا هو تأثير الفالق الإفريقي، حاليا، حيث أن يتسبب في عدد كبير من الزلازل، وهذه السنة تعرضت إثيوبيا ومنطقة سد النهضة لحوالي 5 زلازل منذ شهر يناير بشدة تتراوح بين 5 و 5.2 درجة، وبالتالي فهناك احتمالا لأن تزيد شدة النشاط الزلازلي إلى 6 أة 7 درجات، بسبب وجود بحيرة سد النهضة خاصة إذا كانت ممتلئة بحوالي 40 أو 50 مليار متر مكعب بعد التخزين الرابع والذي يبدأ خلال أيام.

وأشار شراقي، إلى أنه في حالة حدوث زلزال قوي في ظل وجود بحيرة سد النهضة حال امتلائها بعد التخزين الرابع بحوالي 42 مليار متر مكعب، ولو كان الزلزال بقوة 6 ريخير، فهذا قد يوثر على السد، وقد يحدث طوفان على السودان، خاصة وأن هذا الفالق خرجت منه البراكين التي كونت الهضية الإثيوبية، وهذه الجبال البركانية تسبب في نظام مطري فريد، يكون غزير خلال 3 أشهر فقط، تسقط خلالها كل الأمطار الساقطة على إثيوبيا وتزداد هذه الأمطار في شهر أغسطس، وتضغط بشدة على السد.

وتابع: بالتالي قد لا يستوعب الممر الأوسط وفتحات الطوارئ بسد النهضة كميات المياة الكبيرة ما يعرض السد للانهيار بسبب وزن البحيرة وضغط المياة، وأيضا قد يتسبب السد نفسه في انزلاقات لأنه مبنى على منطقة غير مستقر وأكثر منطقة بأفريقيا من حيث النشاط الزلازلي.