استعرضت الدكتورة هالة السعيد، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية، خلال المؤتمر الصحفي العالمى الذي عُقد اليوم، بمقر مجلس الوزراء بالعاصمة الإدارية الجديدة، تفاصيل ما تم طرحه من حصص الشركات العامة علي مستثمري القطاع الخاص خلال الأشهر الماضية، وكذلك الخطوات التنفيذية لما سيتم طرحه خلال المرحلة المُقبلة.
وقالت الوزيرة، في مستهل كلمتها بالمؤتمر، إن أحد المحاور الرئيسية للبرنامج الوطني للإصلاحات الهيكلية هو تعزيز مشاركة القطاع الخاص في الاقتصاد، ومن هنا جاءت أهمية تنفيذ "وثيقة سياسة ملكية الدولة" التي تتضمن مجموعة من الأدوات المختلفة لتخارج الدولة من القطاعات وتنفيذ هذه الوثيقة، ومن هذه الأدوات أن تقوم الدولة بطرح بعض من هذه الأصول أو الشركات لزيادة رأس المال بالشراكة مع القطاع الخاص، أو أن يكون لهذه الأصول إدارة من القطاع الخاص أو حق انتفاع، أو طرح حصة بقيمة جزء أو كل من أصول الدولة.
وأضافت: من هنا يأتي دور "صندوق مصر السيادي" الذي يعد بمثابة الذراع الاستثمارية للدولة المصرية، ويستهدف زيادة مشاركة القطاع الخاص المحلي والأجنبي في الاقتصاد، وتعظيم العائد من الأصول، مؤكدة أن هذا الصندوق مملوك للشعب المصري، وهدفه هو الحفاظ على الثروات للأجيال المُقبلة.
واستعرضت الوزيرة ما تم تنفيذه بالفعل خلال الأشهر القليلة المُقبلة، وما تستهدفه الحكومة خلال الأشهر المُقبلة، مُشيرة إلى أنه على مدار الأشهر الماضية تم طرح شركة بها عدد من الفنادق لمجموعة من المستثمرين.
وأضافت: تم هذا الطرح بشكل تنافسي على عدد من المُستثمرين، وكان المستهدف هو زيادة رأس المال لحصة أقلية في هذه الفنادق، وبعد تلقي العروض والمفاوضات المختلفة، تم الترسية في شكل زيادة رأس المال بنسبة 37%، على أحد التحالفات، وهو تحالف مستثمر مصري مع تحالف ورأس مال أجنبي، جميعُه من الخارج، هي شركة "آيكون" للاستثمارات، المملوكة لمجموعة طلعت مصطفى القابضة.
وتابعت: بلغت حصة زيادة رأس المال في هذه الشركة 700 مليون دولار، ونحن نتحدث عن رفع كفاءة وتطوير عدد من الفنادق، وهذا سينعكس أيضًا بشكل إيجابي على اجتذاب وزيادة أعداد السائحين وبالتالي زيادة الدخل السياحي، وفقًا للمستهدفات المُخططة من قبل الحكومة للوصول إلى 30 مليون سائح.
وأشارت إلى أن الطرح الثاني هو طرح حصص في 3 شركات، حيث كان لدينا مجموعة من الشركات في صندوق ما قبل الطروحات وهذه الحصص هي حصص أقلية تتراوح بين 25% إلى 30%، وهذه الشركات الـ3 هي شركة إيثيدكو وشركة الحفر المصرية وشركة إيلاب، وهذا الطرح قيمته 800 مليون دولار، واستحوذ عليه شركة أبوظبي التنموية القابضة.
وأشارت إلى أن الطرح الثالث هو تخارج أحد مستثمرين القطاع الخاص المصري الذي كان يرغب في الحصول على باقي مساهمات الدولة بنسبة حوالي 31%، فتم تكليف بنك الاستثمار القومي بإدارة الطرح العام.
وأضافت أن هذه الصفقة هي تخارج 31% من مساهمي المال العام من شركة عز الدخيلة، بقيمة 241 مليون دولار، 60% منه بالدولار والـ40% الأخرى بالجنيه المصري، والمستهدف من هذه التوسعات أن تنفذ الشركة توسعاتها الاستثمارية مع توطين مزيد من الصناعات المرتبطة بصناعة الصلب.
وأوضحت أن هذه هي الطروحات الـ3 التي تم الانتهاء منها بالإضافة إلى ما أُعلن سابقًا من طرح شركة باكين وجزء من شركة المصرية للاتصالات.
وتطرقت الوزيرة إلى الخطوات التنفيذية للطروحات التي يجري تجهيزها خلال الفترة الحالية، مشيرة إلى أنه في هذا الصدد فإن صندوق مصر السيادي قام بطرح "محطة جبل الزيت" من خلال طرح تنافسي على عدد من المستثمرين، وتلقينا مجموعة من العروض غير المُلزمة، حيث تمت دراسة هذه العروض، وتم التفاوض مع المستثمرين للتوصل إلى أفضل العروض، وتم قبول العرض ذي أعلى سعر في يونيو 2023، ونتوقع أن تكون الترسية في شهر أكتوبر 2023، وتبلغ قيمة هذا الطرح أكثر من 300 مليون دولار.
وأشارت الوزيرة إلى الطرح الخاص بشركة "وطنية"، موضحة أنه تقدم لنا 6 عروض غير مُلزمة بشأنه، وبدأت مجموعة من هذه العروض -حوالي 3 شركات- المؤهلة في إجراءات الفحص النافي للجهالة، متوقعة أن تكون الترسية خلال شهرى أكتوبر أو نوفمبر المقبلين.
وأضافت: الطرح الثالث يتمثل في محطات تحلية المياه، حيث توجد لدينا خطة خمسية في وزارة الإسكان خاصة بطرح 21 محطة بإجمالي طاقة 3.3 مليون متر3 يوميًا، باستثمارات تتعدى 3 مليارات دولار في المرحلة الأولى منها التي تنتهي في 2025.
وتابعت: تقدم لنا في مرحلة التأهيل المُسبق أكثر من 90 مستثمرًا من 30 دولة، وتم تقييم 17 تحالفًا من بينها، مشيرة إلى أن الطرح الأول هو لـ 4 محطات وسيكون خلال الربع الرابع من عام 2023، هذا بالإضافة إلى محطة "سيمنس" المتوقع الانتهاء منه خلال الربع الأول من 2024.
وقالت: أرغب في التأكيد على أنه بالإضافة إلى الطروحات وزيادة مصادر الدولة من النقد الأجنبي، كنا قد اتخذنا قرارًا في مجلس الوزراء بترشيد الإنفاق الاستثماري في خطة الدولة للعام المالي المُقبل، مُشيرة إلى أن هذه الخطة استبعدت كل المشروعات الجديدة التي لم يبدأ تنفيذها، إلا في حالات الضرورة القصوى، وتضمنت الخطة أن يتم الانتهاء فقط من المشروعات التي وصل معدل تنفيذها إلى 70%، وهذه هي المشروعات المُدرجة في خطة العام المالي الجاري، وأنه تم استبعاد المشروعات التي لها مُكون دولاري.
وعلق الدكتور مصطفى مدبولي على ما استعرضته وزيرة التخطيط، فيما يخص ما أعلنته الحكومة بشأن طرح 32 شركة في البورصة، فإنه وفقًا لما قالته وزيرة التخطيط، قمنا بطرح شركة "باكين"، و"الفنادق" وإيثيدكو" و"الحفر المصرية" و"إيلاب"، كما أن شركات "جبل الزيت" و"سيمنس" قيد الطرح.
وقال: إذًا نحن نتحدث عن 7 شركات من بين الـ32 شركة المُعلن عن طرحها مُسبقًا، فضلًا عن طرح أسهم المال العام في شركة "عز الدخيلة" التي تم إضافتها بناء على ما سبق الإشارة إليه حول أنه من الوارد أن تدخل معنا شركات جديدة في قائمة الشركات التي ستُطرح.
وأشار إلى أنه في حالة "شركة المصرية للاتصالات" فإن هذا يُمثل طرحا ثانويا، وأنه لا يمكن الإعلان مسبقًا عن طرح نسبة من شركة مُدرجة في البورصة، حيث يحدث ذلك في صورة سرية جدًا، مُشيرًا إلى أن الدولة المصرية ستتحرك في طرح عدد من هذه الشركات المُدرجة بالفعل في البورصة وبها طرح ثانوي، خلال الفترة القادمة.
وتابع رئيس الوزراء: هناك مؤشر جيد، في ضوء ما أوضحته وزيرة التخطيط، يتمثل في دخول القطاع الخاص المصري للاستحواذ على هذه الشركات بالإضافة إلى القطاع الخاص الأجنبي، مؤكدا أن القطاع الخاص المصري والأجنبي سواء بالنسبة للحكومة المصرية. كما أشار إلى أن استثمار القطاع الخاص المصري "بأموال من الخارج" يمثل رسالة ثقة للدولة بأن المستثمر المصري يثق في قوة اقتصاد مصر؛ ما يدفعه إلى استثمار مئات الملايين من الدولارات في مشروعات مستقبلية، ويبعث ذلك برسالة مهمة أن القطاع الخاص المحلي نفسه أصبح مطمئنًا تماما للوضع الاقتصادي المصري.
[[system-code:ad:autoads]]