قال الدكتور عباس شراقي، أستاذ الموارد المائية بجامعة القاهرة إن عودة مفاوضات سد النهضة لم تذكر في بيان إثيوبيا الأخير، بل ذكر أن التخزين الرابع سيكون بصورة تدريجية وبطريقة مختلفة عن التخزينات السابقة وهذا غير صحيح لأن المياه تحجز فور هطول الأمطار.
وأضاف عباس شراقي لـ"صدى البلد" أن كل ما يمكن أن يفعله هو فتح بوابتي التصريف وهو ما فعله يوم 8 يناير الماضى؛ لأن المياه أصبحت تمر أعلى الممر الأوسط، وكان يريد تخفيض منسوب المياه حتى يجفف الممر ويضع خرسانة وبالفعل يوم 23 فبراير أغلق واحدة لأن المنسوب نزل.
وأشار عباس شرقي إلى أن فتح البوابتين مرر لمصر 4 مليارات متر مكعب من الإيراد الجديد، لافتا إلىأن التخزين الرابع سيحجز كل مياه الأمطار، ولو تم فتح البوابتين فالمياه التي تمر عبرهما ليست ذات قيمة في موسم الأمطار.
وأوضح أن البوابتين يمرران من 50 إلى 100 مليون متر مكعب يوميًا، والإيراد اليومي خلال شهر يوليو وأغسطس من الأمطار نحو 500 إلى 600 مليون متر مكعب لذلك النسبة التي ستمر قليلة.
السد العالي
وتابع أن ما يقال عن التخزين التدريجي يعني أنه يتم سنويًا وليس في نفس الموسم، وهو غير منطقي مؤكداأن مصر لن يضرها التخزين؛ لأننا لا نعتمد على هذه المياه بسبب السد العالي وبحيرة السد لكن السودان تعتمد عليه يمكن أن يحدث مثل ما حدث في التخزين الأول فطوال 21 يوما للتخزين لم يكن هناك نقطة مياه تصل للنهر، والسودان اعتمد على السد وانخفضت معدلات المياه بالفعل وخرجت بعض محطات مياه شرب عن الخدمة، لذلك حرصت إثيوبيا على تمرير بعض المياه للسودان حتى تبعد عن اللوم الدولي.
وأكد أن الجانب الإثيوبي يزعم أن مصر هي من ترفض استكمال مفاوضات سد النهضة، وأن أحداث السودان الأخيرة أحد أسباب وقف المفاوضات، لكن الحقيقة أن آخر المفاوضات كان فى كينشاسا فى أبريل 2021، والمفاوضات الحقيقية كانت في واشنطن 2019/ 2020، وكانت هناك اجتماعات وصلت للصياغة النهائية التى قام بعملها البنك الدولي وأمريكا ووقعنا عليها، وإثيوبيا تغيبت وتوقفت المفاوضات وذهبنا لمجلس الأمن ثم تركوا الأمر للكونغو لكن اختلفوا ولم نستكمل المفاوضات.
ولفت عباس شراقي إلى أن أحداث السودان منذ منتصف أبريل الماضي منذ شهرين، لكن مفاوضات سد النهضة متوقفة منذ ثلاثة سنوات.
ونوه إلى أن التخزين الرابع لسد النهضة سيأخذ موسم الأمطار بالكامل، وأن إيرادنا من النيل الأزرق لن يصلنا منه سوى نحو 25 مليار متر مكعب، فسنعتمد على السد العالي وسينخفض منسوب المياه به، لكن الضرر لن يصل للمواطن.
بيان إثيوبيا
أعلن رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، أن بلاده مستعدة لاستئناف مفاوضاتسد النهضةمع مصر والسودان.
وقال آبي أحمد، خلال الدورة العادية الثامنة والعشرين لمجلسالنواب الإثيوبي، إن "التعبئة الرابعة لسد النهضة ستمتد حتى سبتمبر المقبل كي لا يتم إلحاق الضرر بدولتي المصب (مصر والسودان)".
وقال خلال المنتدى الإفريقي الثاني رفيع المستوى إن "سد النهضة يقترب الآن من ملئه الرابع، وأن مراحل الملء الثلاثة السابقة لم تؤثر على دول حوض النهر، وبالمثل لن تكون عمليات الملء الأخرى مختلفة عن سابقاتها"، وفقا لموقع “أفريقيا نيوز”.
وأضاف رئيس الوزراء الاثيوبي أن "مشروع سد النهضة أوشك على الانتهاء، رغم تصريحات بعض الفاعلين الذين يسعون لاحتكار استخدام النهر الأفريقي المشترك".
وكان وزير الخارجية الإثيوبي، ديميكي ميكونين، أعلن في وقت سابق، أن أديس أبابا تستعد لإطلاق الملء الرابع لسد النهضة الإثيوبي.