يُعد بسماتيك الأول أول فراعنة سايس الست، وينمي إلى الأسرة السادسة والعشرون، طرد الآشوريين من مصر، ونقل عاصمتها إلى “سايس”، اسمه الملكي "رع واح" ويعني (المحروس من رع)، اسمه الأصلي "پ-س-ما-ثك" ويعني (خالط المشاريب).

[[system-code:ad:autoads]]

ومن المعلوم من كتابات مسمارية أن 20 أميراً معينين من قِبل ملك آشور "اسرحدون" ومرسمين من قِبل آشور بانيبال لحكم مصر. كان "نخاو الأول"، والد بسماتيك الأول، زعيم هؤلاء الأمراء. ويبدو أن هؤلاء الأمراء فشلوا في الحفاظ على مصر للآشوريين المكروهين من الشعب أمام هجمات النوبيين المحبوبين من الشعب، الآتين من مملكة كوش من الجنوب.

وحسب المؤرخ الإغريقي هيرودوت، أن اللابيرنث (قصر التيه) الذي بناه سنوسرت الثالث من الأسرة الثانية عشر كان مقر الدوديكارخي، أي حكم الإثني عشر، والتي غالباً ما تكون تحريفاً للأمراء العشرين بعد وفاة والده.

تمكن بسماتيك الأول من تحرير مصر من سيطرة الآشوريين، واستعاد رخاء مصر خلال فترة حكمه الطويلة التي امتدت 54 عامًا.

وحد بسماتيك الأول مصر في العام الثامن من حكمه عندما أرسل أسطولاً قوياً في مارس 656 ق.م. إلى طيبة وأجبر شبنؤبت الثانية زوجة آمون على اتخاذ ابنته نيتوكريس الأولي كوريثة لها.

كما دوّن في مسلة التبني نجاحه في السيطرة على طيبة، وحطم آخر مظاهر سيطرة الأسرة النوبية على مصر العليا بقيادة تنوت اماني.

قام بسماتيك الأول بالعديد من الحملات ضد الحكام الإقليميين الذين عارضوا توحيده لمصر.

أسس علاقات وطيدة مع الإغريق وشجع العديد منهم على الاستقرار في مصر، وأنشأ مستوطنات لهم وشجعهم على الانخراط في الجيش المصري. كما نشطت التجارة بين مصر واليونان في ذلك العهد، وكانت سايس مركزاً تجارياً هاماً لمصر مع اليونان ودول البحر الأبيض المتوسط.

وفاة بسماتيك الأول

تعرض الملك “آشور أوباليط الثاني” لموقف حرج عندما شن هجوماً على ملك بابل «نبوبولاسر» في عام 610 قبل الميلاد؛ فاستنجد ببسماتيك الأول فرعون مصر لمساعدته ضد بابل.

استجاب له بسماتيك الأول ونزح بالجيش المصري إلى المحمية العسكرية المصرية في شرق الدلتا، وهي محمية تل الدفنة لكي يعد العدة للذهاب إلى آشور. ولكن تُوفي في المحمية، ويعتقد أن جسمه قد حنط هناك .

وحدد يوم وفاته عن طريق توافقه مع كسوف الشمس الذي حدث في 23 سبتمبر 610 قبل الميلاد. ومن المخطوطات أن الفرعون نخاو الثاني اعتلى عرش مصر في يوم 24 سبتمبر 610 قبل الميلاد. أي أن وفاة بسماتيك الأول قد جدثت قبل حدوث كسوف الشمس بأيام قليلة.

العثور على تمثال بسماتيك الأول

في مارس 2017 عُثر في حفرة في حي المطرية بمصر على تمثال مكسور من الكوارتز يبلغ ارتفاعه 8 أمتار. واعتقد علماء الآثار أن التمثال لـ رمسيس الثاني، ولكن بتحري الكتابة الموجودة علي التمثال ظهر تعبير «نبا» (Nebaa)، مما يشير إلى بسماتيك الأول، فيكون بذلك هو أول فرعون يتخذ هذا الإسم النبتي.