يثير استفهام : هل عمل الزوجة يجب فيه إذن الزوج وموافقته؟، أحد المسائل الجدلية التي تعد مسئولة عن كثير من المشاكل بين الأزواج ، حيث يفرض بعض الرجال - وليسوا بقلة- سيطرتهم على زوجاتهم ويرفضون خروج زوجاتهم للعمل، بدعوى أن الأصل عدم عمل المرأة والتزامها بيتها، ومن ثم أصبح من الضروري معرفة هل عمل الزوجة يجب فيه إذن الزوج وموافقته؟ لتعرف هؤلاء الزوجات حقوقهن وما لهن وما عليهن .
[[system-code:ad:autoads]]
هل عمل الزوجة يجب فيه إذن الزوج
قال الدكتور علي جمعة ، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إن الله عز وجل جعل هذه الأمور مبناها العرف وأمرنا بهذا، مستشهدًا بما قال الله تعالى في كتابه العزيز: ( خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ) الآية 199 من سورة الأعراف.
وأوضح " حمعة " عبر صفحته بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، في إجابته عن سؤال: ( هل عمل الزوجة يجب فيه إذن الزوج وموافقته ؟)، أن العلاقة الزوجية تنشأ أساسًا من عقد وهو اتفاق إرادتين رأي الزوج والزوجة ولا يوجد عقد بالإكراه، فاتفقت الإرادتان في وجود ولي وشهود وما نحوه فنشأ عقد.
وأضاف أن هذا العقد مبني على العرف بمعنى أن عرف البلاد الآن أن المرأة تعمل للمساعدة في تربية الأبناء ودخل البيت وتربية الأولاد إلى آخره، فلو أراد غيره لاتفق عليه"، ومن ثم لا يُشترط إذن الزوج طالما لم يشترط في عقد الزواج عدم عمل الزوجة ، فالقضية ابتداءً أنه إذا سكتوا تذهب للعمل.
وأشار إلى أن هناك من يقول: "عاوز امرأة متشتغلش"، فنتفق على هذا في العقد، فالنبي -صلى الله عليه وسلم- يقول : ( أولى شرط ما اشتُرط في الزواج)، أي أهم شرط ينبغي تطبيقه ويحرم مخالفته هو شرط الزواج، قائلاً: عندما تزوجت كانت زوجتي في طور الدراسة، فاشترط أبوها أن لا أمنعها من التعليم وتكتمل في أدواتها المعرفية، فالتزمت بهذا بدون مشاكل أو صدام.
وتابع: وها نحن متزوجان منذ خمسين عامًا ولم تطلب العمل ولا تطيقه ولا تريده وأنا ملتزم بشرط أبيها ولم أمنعها من التعلم كما اتفقت مع أبيها، العرف يقول أن المرأة الأصل فيها أن تعمل ولها الحرية، وإذا أردنا غير ذلك اتفقنا عليه، ويكون هذا الاتفاق هو الأساس وإذا أردنا الرجوع في الاتفاق يمكن ذلك ولكن باتفاق جديد.
حكم منع الرجل زوجته من العمل
وأكد الدكتور محمد وسام، مدير إدارة الفتوى المكتوبة وأمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن الحقوق تتقابل مع الواجبات في الزواج، ومن حق الزوج احتباس الزوجة أي أنها تفرغ نفسها لهذه الأسرة وليس حبسها بمعنى الحبس في مكان ما ، ومن حق زوجها عليها ذلك، منوهًا بأن الزوج إذا أذن في اقتطاع جزء من الوقت لصالح الزوجة فهذا يعتبر تنازلًا عن حقه في هذا الوقت.
واستطرد: فهو تزوجها تعمل وسكت عن هذا ويعتبر هذا إذن ضمني وفيه تنازل عن حقه في وقت عملها، طالما أنه لم يشترط عدم عملها في عقد الزواج أو يطالبها بالامتناع عن العمل"، مشيرًا إلى أن الزواج مبني على التفاهم والمودة والرحمة، وعليهم ان يتفاهمون سويًا ويتنازل طرف للآخر لصالح الأسرة.
حكم عمل الزوجة بدون إذن زوجها
وأفاد الدكتور محمود شلبي، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، بأن الزوجة حينما تقدم على فعل شئ لابد أن يكون بعلم الزوج ، فإن أذن لها خرجت وإن لم يفعل فلا تخرج، وهذا الأمر لا يعني رفع الخطأ عن الزوجة في التقصير في حق بيته، ولكن علاج الأمر يكون بالحوار والجلوس مع العقلاء من الأسرة لحل المشكلة، فالنبي -صلى الله عليه وسلم- قال في خطبة الوداع "استوصوا بالنساء خيرا ولهن عليكم رزقهن وكسوتهن بالمعروف".
وبين الشيخ أحمد وسام أمين الفتوى بدار الإفتاء ، حدود طاعة الزوجة لزوجها، بأن هذا الحقّ منبثق من قِوامة الزوج على الزوجة؛ فالقِوامة تشمل الأمر والرّعاية وإسداء النّصح، وعلى الزوجة أن تمتثل له في أمره، إلّا ما كان في معصية الله تعالى، ويجب عليها أن تُقيم مع زوجها في المسكن الذي آمنها فيه على نفسها ومالها، وإذا خرجت منه بغير إذنه تكون زوجة ناشزًا، وعليها أن تكون مُحسِنة لأهله، وحافظةً لماله.
ونبه إلى أن طاعة الزوجة لزوجها ليست من قبيل القهر أو التسلط أو معاملة المرؤوس لرئيسه، وح الطاعة بالنسبة للزوج ليس على إطلاقه، وإنما هو مقيد بأمور كثيرة، أولها أن تكون الطاعة فيما يتعلق بشؤون الأسرة، ثانيها أن لا يأمرها بمعصية أو بمحرم، بمعنى أن تكون الطاعة بالمعروف، كطاعة الوالدين بالنسبة للولد مقيدة بأن تكون بالمعروف.