يمر الاقتصاد العالمي بأزمة طاحنة والتي بدأت بـ أزمة كورونا، فلم يستفق منها بعد، حتى اشتعلت الحرب الروسية الأوكرانية؛ لتضرب باقتصادات العالم عرض الحائط، ويواجه العالم العديد من الأزمات الحروب وعلى رأسها: الحرب بين الصين وتايوان.
الاقتصاد بين مطرقة الأزمات والحروب
لم يتعاف الاقتصاد العالمي بعد من تأثيرات الحرب الروسية – الأوكرانية، حتى دخل في خضم أزمة جديدة إثر التصعيد بين الصين وتايوان والذي من المُحتمل أن يشكل صدمة جديدة لاقتصاد عالمي ضعيف النمو.
[[system-code:ad:autoads]]
وكانت اخر تلك الحروب، الحرب بين الصين وتايوان، وهما جارتان في شرق آسيا تربطهما علاقة معقدة ومتوترة منذ عقود، وتقول الصين أن تايوان هي جزء لا يتجزأ من أراضيها، وتهدد باستخدام القوة إذا أعلنت تايوان استقلالها. وترى تايوان نفسها كدولة ديمقراطية وسيادية، وتطالب بالحصول على مزيد من الاعتراف الدولي.
في السنوات الأخيرة، ازداد التوتر بين الصين وتايوان بسبب رغبة تايوان في المزيد من التحول نحو الديمقراطية والسيادة، ورغبة الصين في إعادة ضم تايوان إلى نطاق سلطتها. وفي عام 2016، فازت تساي إنغ ون، زعيمة حزب التقدم المستقبلي المؤيد للاستقلال، بالانتخابات الرئاسية في تايوان، مما أثار غضب بكين التي تعتبرها خائنة.
كيف تخطت مصر أزمة كورونا وتداعياتها
ومنذ ذلك الحين، قطعت الصين كل اتصال رسمي مع تايوان، وزادت من ضغطها على دول أخرى لقطع علاقاتها مع تايوان، وأجرت عدة مناورات عسكرية قرب المضائق التايوانية.
وتعد مساهمة النمو الاقتصادي في الصين إلى الاقتصاد العالمي قد وصلت إلى نحو 30 في المائة في الأعوام الأخيرة، لتصبح أكبر محرك نمو للاقتصاد العالمي.
و يُصنف سابع أكبر اقتصاد في آسيا وفي المرتبة الثانية والعشرين عالميًا من ناحية تكافؤ القوة الشرائية، كما يُصنِّفه صندوق النقد الدولي ضمن مجموعة الاقتصادات المتطورة.
فهذا الصراع الذي ينشب بين الصين وتايوان، سوف يؤثر بالسلب على الاقتصاد العالمي، وسيؤثر أي صراع عسكري بين الصين وتايوان، سلباً على النشاط الاقتصادي، وذلك من عدة أوجه، أولها انخفاض معدلات التصدير، حيث تستوعب الصين وهونج كونج حوالي 50% من صادرات تايوان.
كانت مصر من بلدان الاقتصادات الصاعدة القليلة التي حققت معدل نمو موجب في 2020، في ظل أزمة كورونا وتداعياتها على اقتصادات العالم، وبفضل استجابة الحكومة السريعة والحذرة على مستوى السياسات، أبدى الاقتصاد المصري صلابة في مواجهة الجائحة.
تأثير الحرب بالسلب على الاقتصاد العالمي
وعلى غرار الوضع في معظم الأسواق الصاعدة، كانت جائحة كوفيد-19 تمثل صدمة هائلة للاقتصاد المصري، وسرعان ما انعكست تداعياتها من خلال التوقف المفاجئ للسياحة–التي كانت، في بداية الأزمة، تسهم بنحو 12% من إجمالي الناتج المحلي، وتوفر 10% من فرص العمل، و4% من إجمالي الناتج المحلي من الدخل بعملات أجنبية، فالإجراءات الاحترازية لإحتواء الفيروس ومنعه من الانتشار، بما في ذلك الإغلاق العام الجزئي والقيود على طاقة استيعاب الأماكن العامة، أدت إلى تراجع مؤقت في الأنشطة المحلية، بينما تعرضت موازنة الحكومة للضغوط لأن تباطؤ النشاط الاقتصادي أسفر عن انخفاض الإيرادات الضريبية، وكذلك شهدت مصر خروج تدفقات رأسمالية كبيرة تزيد على 15 مليار دولار خلال الفترة من مارس–إبريل 2020، مع انسحاب المستثمرين من الأسواق الصاعدة بحثا عن الاستثمار المأمون، ومع لك، كانت مصر من بلدان الأسواق الصاعدة القليلة التي حققت معدل نمو موجب في 2020، بفضل استجابة الحكومة في الوقت المناسب، والفترة القصيرة من الإغلاق العام وتنوع الاقتصاد المصري نسبيا.
ومن جانبه قال الدكتور عادل عامر، مدير مركز المصريين للدراسات السياسية، إن الأزمة الأوكرانية خاصة مع كورونا أثرت على الاقتصاد العالمي وعلى اقتصادات كثيرة جدا، وكانت مصر من الدول التي تصدت لهذه الأزمة من خلال الاعتماد على المشروعات الاستراتيجية التي أقامتها في الفترة الأخيرة.
وأضاف عامر في تصريحات لـ "صدى البلد"، أن ماساعد مصر أيضا على تخطي هذه الأزمات الاقتصادية هو زيادة الانتاجية في المشروعات الانتاجية حتى تلبي الحد الأدنى لاستهلاك الشعب المصري إضافة إلى قيام الدولة بفتح مشروعات اقتصادية واستثمارات، وكذلك جذب استثمارات عربية حتى يتم مواجهة هذه الأزمات، إضافة للاتفاقيات التي قامت بها الدولة المصرية مع بعض الدول لتصدير بعض الاحتياجات التي تحتاجها من السلع الغذائية والسلع الاستراتيجية.
ولفت عامر أن الحرب كانت غير متوقعة، ولكن الخطة التي وضعتها الحكومة المصرية كانت تشمل ترشيد الانفاق وترشيد الاستهلاك وزيادة الانتاجية والاعتماد على المشروعات الاستراتيجية وبخاصة المشروعات الاستثمارية.
والجدير بالذكر، أن التوترات الحالية بين الصين وتايوان تثير مخاوف من اندلاع حرب بين البلدين وتهدد الاقتصاد العالمي المتأثر بشدة من أزمات متتالية بداية من وباء كورونا وتوقف حركة التجارة العالمية وارتفاعات موجات التضخم والركود عالميا مروا بأزمة غذاء حادة بسبب الحرب الروسية الأوكرانية.
والصين وتايوان يمثلان أهم القلاع الصناعية علي مستوي العالم ،وبالتالي فإن هذه الازمة اذا تمادت سيكون لها آثار سلبية و وخيمه علي دول العالم.