أعلن رئيس الوزراء الإثيوبي، آبي أحمد، اليوم الخميس، استعداد أديس أبابا لاستئناف مفاوضات سد النهضة مع مصر والسودان، موضحا خلال الدورة العادية الثامنة والعشرين لمجلس النواب الإثيوبي، أن الملء الرابع لسد النهضة سيمتد حتى سبتمبر المقبل كي لا يتم إلحاق الضرر بدولتي المصب مصر والسودان.
ارتباك بالسدود الإثيوبية
ومن جانبه قال الدكتور عباس شراقي، أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة، إن حالة من الارتباك ضربت السدود الإثيوبية والسودانية خاصة سد تاكيزي على نهر عطبرة أحد منابع النيل الموسمية داخل إثيوبيا، موضحا أن حالة الارتباك التي ضربت تشغيل السدود الإثيوبية، أثر بالتبعية على السدود في السودان، وذلك بسبب ارتفاع نسب التفريغ المائي من سد تاكيزي على نهر عطبرة، وموقعه على الحدود بين إقليم التيجراي وإقليم الأمهرة، وذلك مع بداية موسم الأمطار في دولة إثيوبيا.
وأضاف شراقي، خلال منشور له عبر صفحته على فيسبوك، إن عملية تفريغ سد تاكيز تحدث بطريقة غير مسبوقة، موضحا أن سبب ذلك هو عدم استخدام المياه المخزنة في السدود بانتظام على مدار العام في توليد الكهرباء، وذلك بسبب الحرب الداخلية في إثيوبيا والدائرة بين الحكومة الفيدرالية، وقوات إقليم التيجراي منذ نوفمبر 2020، وحتى نوفمبر 2022، وتدمير الجيش الفيدرالي لمحطة الكهرباء أثناء الحرب، في حين أن سد تاكيزي والذي تم إنشاءه عام 2009 لديه سعة تخزينية تبلغ حوالي 9 مليار متر مكعب.
أما عن تأثير تفريغ السدود الإثيوبية، على منسوب النيل، أكد أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة، أن التفريغ الكبير من سد تاكيزي، رفع منسوب المياه في نهر عطبرة، وبالتالي أصبح يهدد السكان حول حوض النهر، ورفع منسوب المياه مهددا الأراضي السودانية، وهو ما دفع الخرطوم لفتح بوابات السدود على أعالي نهر عطبرة، وأبرزها سد ستيت.
وعن موقف سد النهضة، أوضح الدكتور عباس شراقي، أن البوابة الشرقية للتصريف، في سد النهضة لا تزال مفتوحة منذ يناير الماضي، مع زيادة نسبة المنصرف منها قليلا الأسبوع الماضي، بمعدل، 30 مليون متر مكعب في اليوم، وبالتالي يحدث تفريغ في السدود السودانية، وهم سد الروصيروص وسنار، ومروي، لاستيعاب الكميات الوارد من سد سد النهضة.
موسم الأمطار الموسمية
وأكد شراقي، أن السدود في السودان، وإثيوبيا، يكون التفريغ السنوي بها بداية من أبريل حتى يونيو، وذلك استعدادا لموسم الأمطار الموسمية على هضبة الحبشة خلال 3 أشهر وهم يوليو، وأغسطس وسبتمبر، ولكن في السنوات الأخيرة اختلفت الأمور بسبب اتخاذ إثيوبيا قرارات أحادية بشأن مراحل التخزين والتشغيل في سد النهضة، فيما يتعلق بالكمية ومدد التخزين، ما أدى لتخبط ضرب السدود السودانية، وأيضا مزيد من الحرص في مصر في تشغيل السد العالي والتخطيط للمساحات والسياسة الزراعية لعام 2023 /2024، وإتخاذ إجراءات كالتالي:
- تحديد مساحة محصول الأرز.
- التوسع في إنشاء محطات معالجة مياه الصرف الزراعي وإعادة استخدامها.
- تطوير الزراعة وأنظمة والري وتبطين الترع وغيره.
كان رئيس الوزراء الإثيوبي، آبي أحمد، أكد اليوم الخميس، استعداد أديس أبابا لاستئناف مفاوضات سد النهضة مع مصر والسودان، موضحا خلال الدورة العادية الثامنة والعشرين لمجلس النواب الإثيوبي، أن التعبئة الرابعة لسد النهضة ستمتد حتى سبتمبر المقبل كي لا يتم إلحاق الضرر بدولتي المصب مصر والسودان.
وكان وزير الخارجية الإثيوبي، ديميكي ميكونين، أعلن في وقت سابق، أن أديس أبابا تستعد لإطلاق الملء الرابع لسد النهضة الإثيوبي.
وكان محمد نصر الدين علام وزير الموارد المائية الري السابق، رد على محاولات التهوين من تأثير سد النهضة الإثيوبي على مصر، وأحيانا التهويل من جانب البعض في الداخل والخارج.
تأثير ملء السد النهضة
وسرد عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" ملخصا للحقائق الرئيسية لهذه القضية الهامة التي تعرضت أخيرا لكثير من التشويه والتجهيل بشكل غير مسبوق وهو أن سد النهضة ضخم، وتبلغ سعته أقل قليلا من مرة ونصف حصة مصر المائية السنوية، وحاولت إثيوبيا بناءه وكذلك بناء سدود أخرى منذ عقود وباءت المحاولات بالفشل، لكنها نجحت في تحويله لواقع في ظروف عام 2011.
وأكد وزير الري السابق، أن ملء سد النهضة بالمياه كان وسيكون من حصة مصر المائية التي لا تعترف بها إثيوبيا، وفواقد التخزين المائية السنوية من السد عن طريق البخر والرشح، ستكون أيضا من حصة "مصر"المائية أما السودان فتستخدم كامل حصتها المائية قبل وصول مياه النيل لمصر.