EN
يبدو أن قيام أسماك القرش بالخروج إلى شواطئ البحار، وهجوم بعضها على من يتواجد من البشر، أصبح ظاهرة عالمية، وفي أكبر دول العالم، وأكثرها تقدما، تتعرض شواطئ الولايات المتحدة الأمريكية، في تلك الأيام إلى عمليات هجوم من قبل أنواع من أسماك القرش، وهي الأحداث التي دفعت السلطات الأمريكية، إلى محاولة تجنب هجمات أسماك القرش المحتملة، عبر تكثيف الدوريات على الشواطئ بشكل عام، والأكثر عرضة لهجوم القرش بشكل خاص.
هجومان خلال 24 ساعة
ووفقا لما نشرته صحيفة بوليتيكو الأمريكية، فإن اثنين من السباحين الأمريكان تعرضا لهجوم من أسماك القرش قبالة شواطئ لونغ آيلاند أمس الثلاثاء، وهو ثان هجوم يحدث خلال 24 ساعة، حيث جاء بعد يوم من الإبلاغ عن تعرض اثنين آخرين للهجوم أثناء الاستمتاع بالمياه على شواطئ نيويورك الشعبية، وقد أرجأ عدد من الشواطئ الافتتاح أمام المصطفين، بعد أن قال المسؤولون إن طائرات بدون طيار رصدت حوالي 50 سمكة قرش رملي ذلك الصباح بالقرب من حديقة شاطئية شهيرة، وذلك عندما أعيد فتح الشاطئ، حيث نصح السباحون بالبقاء بالقرب من الشاطئ.
وقد قال جورج جورمان ، المدير الإقليمي لمتنزهات لونغ آيلاند ، لنيوزداي: "نريد أن نتأكد من سلامة السباحين، خصوصا بعد سلسلة من الهجمات التي حدثت العام الماضي، وقد زاد مسؤولو الحدائق الشاطئية الحكومية من الدوريات ونشروا المزيد من الطائرات بدون طيار لاستكشاف المياه بحثًا عن خطر محتمل"، فيما قال رودني هاريسون ، مفوض شرطة مقاطعة سوفولك ، لـ WABC: "لقد كان لدينا موسم العام الماضي حيث تعرض ستة سباحين للعض من أسماك القرش ، لذا فقد تحول هذا إلى نوع من القلق".
تفاصيل الهجومين والإصابات
وعن تفاصيل الهجوم الذي حدث خلال اليومين الأخيرين، فقد وقعت أحداث يوم الثلاثاء على بعد حوالي 60 ميلاً (95 كيلومترًا)، بما في ذلك هجوم قبالةFire Island Pines - ليس بعيدًا عن هجوم آخر في اليوم السابق عندما أبلغ شاب يبلغ من العمر 15 عامًا عن تعرضه للعض على إحدى قدميه من قبل سمكة قرش أثناء ركوب الأمواج، وفي وقت سابق يوم الاثنين ، عولجت فتاة أخرى تبلغ من العمر 15 عامًا من عضة سمكة قرش في ساقها.
وقال جورمان: "لم ترَ أي نوع من الأسماك الذي قام بعضها ، ولم يستطع رجال الإنقاذ تحديد النوع أيضا، ورغم فحص عامل الطائرة بدون طيار المنطقة، إلا أننا لم نر أي قروش حينها، لذا لا يمكننا أن نقول بشكل قاطع ما عضها، وقد وقعت مواجهات سمك القرش يوم الثلاثاء قبل الساعة 2 مساءً بقليل".
وقالت شرطة كووج إن رجلاً يبلغ من العمر 47 عامًا كان في المياه العميقة في صدره قبالة شاطئ كووج فيليدج في هامبتونز عندما شعر بعضة واضحة في ركبته اليمنى. أخبر السلطات أنه لم ير سمكة قرش، وكإجراء احترازي ، نصحت شرطةQuogue السباحين بالبقاء بعيدًا عن الماء حتى يتمكن المسؤولون من تقييم المخاطر.
أسباب ظهور أسماك القرش على الشواطئ
وحسبما ذكرت دراسة علمية نشرت نتائجها في مجلة علمية دولية، كان أحد الأسباب الهامة التي تدفع أسماك القرش للظهور على الشواطئ، هي أن تلك الأنواع من الأسماك، تعود كل عام لنفس المنطقة بهدف رعاية الأجنة بعيدا عن الذكور في أوقات معينة وبهدف التكاثر لذلك معظمها يكون من الإناث وبعدها تظهر الذكور بعدد قليل، وأوضحت الدراسة أن هذه المشاهد تم تسجيلها بشكل أوضح في المناطق التي ترتفع بها درجة حرارة البحر بشكل أسرع.
وأشارت الدراسة، إلى أنه من المحتمل حدوث نفس الظاهرة مع باقي أنواع قروش البحرالمفتوح في بعض الأماكن مثل القرش الماكو القرش النمر، وهو ما يشير إلى أن كل نوع من أنواع القرش يزداد تواجده في الشواطئ التي تكون بيئته المائية ودرجة حراراته تتناسب مع طبيعته.
أخطر 10 شواطئ في العالم
وبالطبع يعد تواجد أسماك القرش بالقرب من الشواطئ أحد أهم أسباب تصنيف خطورة هذا الشاطئ، وهذا يتضح عند عرض أخطر الشواطئ حول العامل، وهنا نرصد ما عرضته صحيفة "الموندو" الإسبانية قائمة بالشواطئ والبحيرات والأنهار التي تمثل خطرا على سلامة الإنسان والنبات لأسباب جيولوجية أو لكثرة أسماك القرش وقناديل البحر فيها وغيرها من الأسباب.
نيو سميرنا بيتش (فلوريدا)
يعد شاطئ نيو سميرنا بيتش من أخطر الشواطئ في العالم، لأن من يسبح في مياهه يمكن أن يتعرض لهجوم سمكة قرش، ويطلق على شاطئ نيو سميرنا بيتش لقب "العاصمة العالمية لهجمات القرش"، ومع ذلك يجازف الكثير من السباحين وراكبي الأمواج بالاقتراب من هذا الشاطئ دون أخذ المخاطر التي يمكن أن يتعرضوا لها تحت الماء بعين الاعتبار.
غانسباي (جنوب أفريقيا)
توجد إحدى أكبر مستعمرات الفقمة والبطريق في العالم في قرية غانسباي الصغيرة الواقعة جنوب أفريقيا، ولكن المياه في هذه المنطقة مليئة بأسماك القرش البيضاء، لذلك لا ينصح السباحون وهواة رياضة ركوب الأمواج بممارسة أنشطتهم في هذه المياه، ويتمثل الحل الوحيد لضمان السلامة في الغوص في قفص مغلق بإحكام للتمتع بمنظر أسماك القرش.
نهر لبلة (إسبانيا)
يقع نهر لبلة في مدينة ولبة الإسبانية، وقد سمي بذلك نسبة إلى لونه الناتج عن كمية الحديد المنحلة في الماء، وونهر لبلة معروف بأنه شديد الحموضة، ويتميز بلونه الأحمر القاني بسبب احتواء مياهه على نسبة مهمة من الزنك والنحاس والزرنيخ.
بحيرة سترومن (النرويج)
يعد هذا المضيق الصغير الذي يفصل بين جزيرتين في النرويج واحدا من أخطر المناطق بالعالم بسبب التيارات البحرية القوية، خاصة عندما ترتفع أمواج المد، ويتسبب التيار المائي في توليد دوامات يبلغ قطرها عشرة أمتار، وعمقها خمسة أمتار، مما يجعل السباحة والإبحار في هذه المياه أمرا محفوفا بالمخاطر، ومن غير المستحسن السباحة في منطقة الثقب الأزرق لأنه عادة ما يولد الكثير من الزوابع القادرة على جذب كل ما يطفو على سطح المياه.
الثقب الأزرق العظيم (بليز)
يقع الثقب الأزرق العظيم على شاطئ بليز (دولة في شمال أميركا الوسطى) بالقرب من وسط شعب حلقي يسمى لايتهاوس، وعلى الرغم من أن الثقب الأزرق العظيم مكان جذاب للغطس بفضل مياهه الصافية فإنه من غير المستحسن السباحة في هذه المنطقة، لأن الثقب عادة ما يولد الكثير من الزوابع القادرة على جذب كل ما يطفو على سطح المياه إلى الأسفل.
بحيرة كيفو (رواندا)
وتقع بحيرة كيفو على الحدود الفاصلة بين جمهورية الكونغو الديمقراطية ورواندا، وتحتوي على حوالي ستين مليون متر مكعب من الميثان، وثلاثمئة ألف متر مكعب من ثاني أكسيد الكربون، وقد حذر العلماء من أن بحيرة كيفو يمكن تسفر عن حدوث ظاهرة مميتة تعرف بـ"البحيرة المتفجرة" إذا لم يتم إزالة الميثان منها، ولا ينصح العلماء بلمس مياهها.
بحيرة الغليان (دومينيكا)
وتعد هذه البحيرة ثاني أكبر الينابيع الساخنة في العالم، وعلى الرغم من أن مياهها الفوارة لا تغلي باستمرار فإن الاستحمام فيها محظور تماما، لأن المياه يمكن أن تغلي لتصل لدرجة 82 مئوية في أي وقت وفي غضون ثوانٍ معدودة، ويعتقد جيولوجيون أن البحيرة تشكلت نتيجة صدع في الأرض يسمح بتنفيس الغازات الساخنة من الحمم المنصهرة، وغمر بالمياه، والاستحمام في بحيرة الغليان محظور تماما لأن المياه يمكن أن تغلي لتصل لدرجة 82 مئوية
بحيرة نيوس (الكاميرون)
وتعد بحيرة نيوس واحدة من أخطر المناطق على كوكب الأرض، فقد تسببت هذه البحيرة البركانية الواقعة في الكاميرون في أخطر ثوران بحري بالتاريخ سنة 1986، وقد أدى هذا الثوران إلى انبعاث كميات كبيرة من غاز ثنائي أكسيد الكربون، مما أسفر عن مقتل 1800 شخص، ولهذا السبب تشكل هذه البحيرة خطرا دائما على الحياة لأنه لا يمكن التكهن بموعد إطلاقها غاز ثاني أكسيد الكربون.
شواطئ كوينزلاند (أستراليا)
يتم إغلاق العشرات من الشواطئ في الأراضي الأسترالية بين شهري أكتوبر وأبريل، ويعود ذلك إلى وصول الآلاف من قناديل البحر التي تجذبها التيارات المائية إلى الساحل، مثل قنديل كاروكيا بارنزيه الذي يعد من بين أخطر أنواع قناديل البحر وأكثرها سمية، لأنه قادر على قتل الإنسان، كما تجوب تماسيح المياه المالحة هذه المنطقة في ذلك الوقت من السنة.
بحيرة هورسشو (الولايات المتحدة)
تتمتع بحيرة هورسشو الواقعة في ولاية كاليفورنيا بتركيز عال من ثاني أكسيد الكربون وكبريتيد الهيدروجين بسبب النشاط البركاني في المنطقة، وقد توفي العديد من الأشخاص في المنطقة إثر الاستحمام في البحيرة، كما دمرت مياه البحيرة أكثر من 170 هكتارا من الغابات.
