الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

هل ضيق الرزق غضب من الله؟.. علي جمعة: الحل بهذه السورة القصيرة

هل ضيق الرزق غضب
هل ضيق الرزق غضب من الله ؟

لاشك الاستفهام عن هل ضيق الرزق غضب من الله ؟ ينبع من حقيقة أن ضيق الرزق من أشد وأصعب الابتلاءات التي تصيب الإنسان في الحياة الدنيا، ولا استثناء لأحد منه مادامت الحياة، وهو ما يجعل إيمان المرء يهتز ولو بالقدر القليل ومن ثم يطرح السؤال: هل ضيق الرزق من علامات غضب الله تعالى بسبب الذنوب والمعاصى ؟، حيث يربط الكثيرون بين كثرة المصائب والابتلاءات والعثرات باعتبارها دليلاً على غضب الله.

هل ضيق الرزق غضب من الله ؟

قال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف ، إن تضييق الرزق ليس علامة لغضب الله على العبد، مؤكدًا أن توسعته ليست دليل رضا الله على عبده لأن الملحد يمكن أن يكون ميسور الحال.

وأضاف “ جمعة ” ، في إجابته عن سؤال: ( هل ضيق الرزق غضب من الله ؟ )،  أن هناك أدعية توسع الأرزاق ومنها قراءة سورة الشرح «أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ. وَوَضَعْنَا عَنكَ وِزْرَكَ» 40 مرة، منوهًا بأنه لا يوجد حديث يدل على ذلك وإنما يرجع إلى تجربته الشخصية.

وورد أن  التعرض للابتلاءات وضيق الرزق لا يعد دليلًا علي غضب الله فهذا النهج ليس الحقيقية ولكنه قد يكون أحد الأسباب وليس كلها مصداقاً لما قاله الله في كتابه العزيز : "أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ" في تأكيد من الله عز وجل أن الحياة ليست نزهة فهي ليست جنة بل إن التعرض للابتلاءات وضيق الرزق سبب لدخول الجنة في الآخرة، و الدنيا دار ابتلاء أساسًا وقد خلق الإنسان لمواجهة هذه الابتلاءات والرضا والقبول بقضاء الله كما قال في سورة العنكبوت : "أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آَمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ * وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ".

وجاء أن من يقول إن التعرض للابتلاءات وضيق الرزق دليل علي غضب الله يخالف الحديث النبوي الشريف حيث قال رسول الله : "إن الله يعطي الدنيا لمن يحب ومن لا يحب ويعطي الدين لمن يحب وفمن أعطاه الله الدين فقد أحبه لذا فليس هناك علاقة بين ضيق الرزق والابتلاء وغضب الله مدللا علي ذلك بأن رسول الله صلي الله عليه وسلم وهو أفضل خلق الله قد تعرض لابتلاءات شديدة بل ان كل الابتلاءات التي تعرض لها احد من أمة محمد كان  للنبي نصيب كبير فيها بشكل أو بآخر، فالنبي صلي الله عليه وسلم تعرض لابتلاءات عظيمة فقد 7 من الأبناء والبنات وفقد زوجته خديجة وعمه أبو طالب وغادر مكة بل وكان يربط علي بطنه من شدة الجوع رغم امتلاكه المال حيث كان النبي يكثر من الإنفاق في سبيل الله بل وتعرض لأكبر ابتلاء حين طعن في شرف زوجته السيدة عائشة فهل كان الله غاضبًا علي نبيه .

وقال الله تعالى : (فَأَمَّا الْإِنسَانُ إِذَا مَا ابْتَلَاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ (15) وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلَاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ (16)) من سورة الفجر،  والآيتان توضحان أن الإنسان في كل الأحوال يري أن  قدر الله سواء بالتوسعة في الرزق أو الضيق في الرزق يعد إهانة من الله وكلا التفكيرين خاطئان فالباقي للإنسان هو الخير الذي يفعله كل بل تكرمون اليتم ولا تحاضون علي طعام المسكين فهذا التصرف هو مقياس رضا الله عن عبده المؤمن ليس أي شيء آخر، فقد  يكون تعرض الفرد للابتلاءات وضيق الرزق نوع من التمحيص ورفع الدرجة في الدنيا  أو هزة لتغيير مسار حياتك وتعديل تعاملك مع أموالك ورزقك بل قد تكون الابتلاءات علامة رضا من الله ومسعي لتحسين سبل تعاملك مع شئون حياتك بشكل يدعونا للكف عن جلد الذات والعمل بكل الوسائل عن إرضاء الله وعدم الربط بين دائرة الابتلاءات وغضب الله.

كيفية علاج ضيق الرزق

أما عن علاج ضيق الرزق والابتلاءات فتكون بإرضاء الله والتسليم بقضائه  فقد يكون هذا الابتلاء للتوبة من الذنب والرضا بقضاء الله والتوقف عن فعل الإخطاء ورفع الظلم عن أحد قمت بظلمه او التوقف عن المعصية تماما وتسليم الأمر لله والخروج من حولك وقوتك إلي حول الله ، وتجنب الذنوب والمحرمات وأسباب ضيق الرزق.

أسباب ضيق الرزق وكثرة المصائب

ورد من أسباب ضيق الرزق  وكثرة المصائب ، أنه قد ذكر أهل العلم عشرة أسبابٍ تحجب الرزقَ عن العبد، أو تمحق البركة منه، وفيما يأتي بيان البعض منها:

  • تواكل العبد وعدم أخذه بأسباب الرزق والعمل لتحصيله.
  • إتيان المعاصي والمحرّمات؛ وهي من أعظم أسباب حجب الرزق عن العباد.
  • كفر النعم وازدراء ما رزق الله -تعالى- من عطايا.
  • البخل وعدم حبّ الإنفاق والعطاء في سبيل الله تعالى.
  • التهاون في بعض الأعمال التي تُوصف بأنّها شركٌ التقاعس عن إخراج مال الزكاة، فإنّ ذلك حجابٌ للغيث على الناس.
  • تساهل العبد في أكل المال الحرام؛ فإنّ المال الحرام غالبًا ما تُمحق منه البركة، ولا تحلّ إلّا بالطيّب الحلال من الرزق.  

-