الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

نجاة عبد الرحمن تكتب: فرنسا تحترق بنيران أهلها

نجاة عبد الرحمن
نجاة عبد الرحمن

على خطى أحداث الربيع العبري التي شهدتها بعض الدول العربية، شهدت فرنسا منذ الثلاثاء الماضي موجة احتجاج كبيرة بسبب مقتل الشاب الجزائري نائل المرزوقي برصاص شرطي فرنسي تحولت فيما بعد لعمليات سلب ونهب وحرق للسيارات والمتاجر وعنف غير مبرر.

فضلا عن قيام المعترضين على قانون التقاعد باستغلال الأحداث والقيام باحتجاجات شهدت مشاركة ما يقارب من مليون و400 ألف متظاهر فرنسي، والنقابات العمالية استطاعت فرض رأيها على الحكومة الفرنسية لمشروع رفع سن التقاعد، الذي طرحه الرئيس الفرنسي إمانويل ماكرون في ولايته الأولى، مستغلة حالة الاضطراب التى تعيشها فرنسا فى صورة تمثل ورقة ضغط على الحكومة الفرنسية لتنفيذ مطالبها، متناسيين ان هناك وطن يحترق بأبدى بعض الشباب المقيم به .

وتم إضرام النيران في أكثر من 1300 سيارة و234 مبنى في فرنسا خلال ليلة واحدة  أثناء أعمال الشغب التي اندلعت بعد مقتل الشاب الجزائري  على يد الشرطة.

و هاجم المحتجون 31 مركزا لوزارة الداخلية، و16 مركزا للشرطة البلدية، و11 ثكنة لقوات الدرك.
وأعلنت الشرطة الفرنسية، السبت، عن توقيف 994 شخصا عبر التراب الفرنسي ، فيما عاد الهدوء الحذر إلى ضاحية نانتير التي تستعد لتشييع الفتى القتيل نائل، وذلك بعد مواجهات عنيفة بين المحتجين والشرطة الفرنسية واحراق كبرى المتاجر.
وتزامنا، وصل لواء التدخل والبحث، وهو قوة أمنية خاصة في الشرطة، إلى ضاحية نانتير.
ونشرت فرنسا 45 ألف شرطي وبعض المركبات في الشوارع ، بعد تعرض مدن فرنسية لأعمال شغب لليلة الرابعة على التوالي .

المواجهات امتدت الليلة الماضية إلى مدينة غراس جنوب فرنسا حيث تجمع عشرات الشبان مسلحين بقُضبان حديدية.

من جهتها، شهدت مارسيليا عمليات نهب شملت مستودع أسلحة سُرقت منه بنادق صيد، ما دفع عُمدة المدينة لمناشدة السلطات الفرنسية إرسال قوات أمن إضافية لحفظ النظام العام ومواجهة أعمال العنف والسرقة.
بينما حطم متظاهر سيارة من طراز "أودي R8"، وتم تحطيم واجهة متجر وسرقة محتوياته في مدينة نايت، كما تعرض متجر زارا في مدينة ستراسبورغ للنهب.

كما انتشرت مشاهد لقيام بعض الأشخاص بتحطيم متاجر في مدينة مارسيليا، كما قام أشخاص يتحطيم زجاج مطعم "ماكدونالدز" في مدينة كريتيل.

كما حطم متظاهرون واجهة متجر "آبل" بمدينة ستراسبورغ شرق فرنسا وقاموا بنهب أجهزة إلكترونية.

كما انتشرت مشاهد مروعة لمركبات محترقة بضاحية نانتير في باريس، ومقاطع فيديو لإحراق مبنى مقاطعة بيرسان بومون شمال فرنسا.
وناشد عمدة مارسيليا السلطات إرسال قوات إضافية بعد سرقة مستودع أسلحة.

والنقابات العمالية الفرنسية تناقشت فيما بينها لإيجاد بديل من أجل تعويض المتظاهرين بأموال مباشرة من أجل استمرارية الاحتجاجات الفرنسية.

بالاضافة أن الحكومة الفرنسية تعوّل على مجموعة من التعديلات حول قانون التقاعد تكون متوافقة بين التيارات المعارضة، التي ترفض المشروع الفرنسي.

فضلا عن حالة العداء التى تولدت بين جهاز الشرطة الفرنسية والحكومة بسبب تصريحات ماكرون بأن الشرطي الذى اطلق الرصاص على نايل المرزوقي استخدم عنف غير مبرر، مما ولد شعور اضطهاد لرجال الشرطة مقابل تأدية واجبهم مما يهدد بشبح الحرب الآهلية  

والوضع حاليا فى فرنسا لا يحتمل تطبيق قانون الطوارئ لانه سوف يخلف لها أضرار اقتصادية  فى ظل الوضع الراهن، مما يزيد الامر سوء، وساهم فى تفاقم الاحداث اكثر مما هى عليها وأدى إلى انتشار حالة الفوضي التى تعيشها بعض المدن الفرنسية

وأعلنت الحكومة الفرنسية نشر 40 ألف شرطي ودركي  في أرجاء فرنسا من بينهم خمسة آلاف في باريس وضواحيها القريبة، لمواجهة أعمال شغب محتملة مرتبطة بمقتل مراهق برصاص شرطي الثلاثاء.

وأوضح وزير الداخلية جيرالد دارمانان أن عدد القوى الأمنية سيكون أكثر من أربع مرات، مما كان عليه في الليلتين الماضيتين اللتين شهدتا تصعيدا في أعمال الشغب والتخريب وامتدادها إلى مدن أخرى عدة في فرنسا.

من جهته، استنكر الرئيس إيمانويل ماكرون، الخميس، «مشاهد العنف ضد المؤسسات والجمهورية التي لا مبرر لها" بعد أعمال شغب شهدتها عدة مدن فرنسية عقب مقتل مراهق على يد عناصر الشرطة.

وعقب اجتماع وزاري أمني عُقد في وزارة الداخلية، أعرب ماكرون عن أمله في أن تكون الساعات المقبلة «أكثر احترامًا»، تزامنًا مع ترقّب مسيرة لتخليد ذكرى الفتى.

من جهته، أعلن وزير الداخلية الفرنسي توقيف 150 شخصًا في أعمال عنف جديدة إثر مقتل الفتى، منددًا بأعمال عنف «لا تحتمل ضد رموز الجمهورية».
وأعلنت وزارة الداخلية  إصابة  24 شرطياً بجروح طفيفة واحتراق نحو 40 سيارة.


وكتب جيرالد دارمانان على «تويتر» أنه تم «إحراق أو مهاجمة بلديات ومدارس ومراكز شرطة»، مضيفَا: «عار على الذين لم يدعوا إلى الهدوء».
واستدعي نحو ألفي عنصر من شرطة مكافحة الشغب إلى الضواحي المحيطة بباريس في أعقاب مقتل الشاب ناييل م. البالغ 17 عاماً برصاصة في صدره، أطلقها شرطي من مسافة قريبة صباح الثلاثاء.

وليل الأربعاء استمر إضرام النيران بحاويات القمامة وإطلاق الألعاب النارية في ضاحية نانتير غرب باريس حيث قتل الشاب، إضافة إلى أحياء أخرى في منطقة أو دو سين غرب باريس وفي مدن فرنسية أخرى.

وقالت الشرطة إن مجموعة من الأشخاص أضرمت النيران في حافلة بعد أن نزل جميع ركابها في ضاحية إيسون جنوب العاصمة .

واتوقع مزيدا من اعمال الشغب والسلب والنهب وارتفاع معدل أعمال العنف ضد الشرطة الفرنسية خاصة بعد انضمام عدد كبير من الشباب العربي المنتمي لدول شمال أفريقيا المقيم بفرنسا للتظاهرات والتى تتراوح أعمارهم مابين 17و 20 عاما ومن المعروف ان الشباب فى هذا السن يملاؤهم الحماس وحب اثبات الذات واتباع الخطى بغض النظر عن صحتها من عدمها، وهذا ما حدث كصورة طبق الأصل فى الدول العربية التى شهدت احداث الربيع العبري، فكان وقود تلك الاحداث هم الشباب .