قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

محمد شحتة يكتب : سؤال لميس الحديدي!

محمد شحتة
محمد شحتة
×

يبدو أن النافخ في الكير واحد ، فأصبح هوس الترند من يوميات كل فيسبوكي ، حتى صرنا نتتبع أي ترند ونضغط على المشاركات طالما أن الأمر استهوى العقل والقلب ، ويا حبذا لو كان الأمر متعلقا بالناحية الدينية.

بينما أقلب صفحات الفيس بوك ، إذ مر أمامي فيديو لمدة ثواني معدودة ، للإعلامية لميس الحديدي ، تتساءل فيه وتقول : ليه منعملش الحج بالميتافيرس أو ليه منعملش الحج أون لاين بتطبيق الزوم وغيره؟

من واقع عملي ، في مهنة الصحافة ، فأنا لا أكتفي بالمعروض أمامي ، وبالتالي يتوجب علي البحث عن أصل الفيديو لمشاهدة المقطع كاملا ، وهو ما تم بالفعل ، حيث وجدت أن الإعلامية لميس الحديدي ، لم تدع إلى أداء الحج بالميتافيرس أو عبر الأون لاين كما روج للمقطع المتربصون والذين يبعثون رسالات مجهولة للجمهور لتضليلهم ، وكل ما في الأمر أنها طرحت سؤالا ، يحتاج إلى إجابة ، والسؤال قد يكون وارد على لسان طفل يوجهه لوالديه ، أو شاب مراهق يعيش في عصر التكنولوجيا وخطر على باله السؤال عن الأمر.

في الحقيقة ، تداول رواد مواقع التواصل الإجتماعي ، لهذا المقطع ، أثار انتباهي ، لأمرين : الأمر الأول أن ما زال الجمهور يأخذ بالظاهر أمامه بدون البحث والتحري عن سياق الموضوع المثار أو البحث في تفاصيله ، فيأخذون العنوان ويتداولونه فيما بينهم.


أما الأمر الثاني ، وهو من الأهمية بمكان ، أن الكثير منهم يرى أن هذا السؤال لا يصح أصلا طرحه بين الناس ، لا سيما على شاشات الفضائيات ، ويظنون أن هذا قدحا في ثوابت الدين.

وهنا لابد من مزيد من التوضيح والبيان ، فأقول إن الإسلام دين يحث على التفكر والتدبر والتأمل ، بل ويحث على السؤال ، والسؤال هنا لا يكون للعامة ، بل يكون لأهل العلم والتخصص ، فيقول الله عزوجل (فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ) .

ومعلوم أن القرآن الكريم ، وردت فيه آيات فيها تساؤلات وبلغ عددها 129 مرة في سور القرآن ، وهذا الرقم ليس بالقليل أبدا ، والشاهد في هذا أن الإسلام لم ولن يمنع السؤال مهما كانت حدته.

وهنا نتساءل: ما الذي يضير الإسلام من سؤال كالذي طرحته الإعلامية لميس الحديدي ؟ هل ينتقص هذا السؤال من ديننا الحنيف ؟ للأسف ديننا مكتمل ولم يترك لنا شيئا ، ويتوجب علينا كمسلمين أن نحسن الفهم ونتقن الإجابة ونستعد لأي تساؤلات ترد إلينا ونوجه العلماء بالرد عليها.

المشكلة يا سادة تكمن في أمرين : شخص أساء عرض السؤال ، والأخرى شخص لم يعرف الإجابة أصلا، فالأولى نوجه فيها السائل بحسن العرض والبحث عن المعلومة والمعرفة وليس للبحث عن الجدال والتعنت والعناد ، والثانية نوجه السؤال لأهل التخصص أصحاب العلم من المؤسسات الرسمية في الدولة والمنوط بها نشر العلم والدعوة.

وأقول لمن ينكرون السؤال في الدين أو بالأخص في المسكوت عنه: السؤال في الدين ليس حراما ولا ممنوع ، فمنع السؤال تعطيل للعقل والتفكر ، واعلموا أنكم أمام أجيال تنشأ من الآن على العصور التكنولوجية الحديثة والميتافيرس والذكاء الاصطناعي ، فلو سرتم على هذا النهج ستواجهون الأخطر في المستقبل.

وأخيرا أذكركم أن من قبلكم سألوا عن خالق الكون وصفات الله وبداية الإنسان وسبب خلقه وعن مشاهد يوم القيامة ، وعن التفرقة في الميراث بين الذكر والأنثى وعن قصة أهل الكهف وذو القرنين ، كما سئل الأنبياء العديد من الأسئلة سواء من الصحابة أو من غير المسلمين وأجابوا عليها ، ونقلتها السنة النبوية.