يبحث الكثيرون عن دعاء لتخفيف المرض، حيث ثبت دعاء نبي الله يعقوب لتخفيف مرض ابنه، وكثير من الأدعية النبوية لتخفيف المرض، والصبر على البلاء والابتلاء.
دعاء لتخفيف المرض
الصبر من أهم فضائل الإسلام، وهو مفتاح الفرج وهي ليست مجرد عبارة نقولها، فالله تعالى قال فى كتابه الكريم {إِنِّي جَزَيْتُهُمُ الْيَوْمَ بِمَا صَبَرُوا} فلم يقل بما صلوا أو بما صاموا أو بما تصدقوا، بل بما صبروا وذلك لأن الصبر عبادة تؤديها وأنت تنزف وجعًا.
والله تعالى إذا ابتلى أحدا فى ولده، فينادى الملائكة يقول لهم "يا ملائكتى قبضتم ولد عبدى، قالوا نعم يا رب، فقال ماذا فعل، قالوا: حمدك واسترجع وقال إنا لله وإنا إليه راجعون"، فالعبد المؤمن لابد أن يقابل قضاء الله بالرضا، والحمد، وله جزاء على ذلك بيت في الجنة يدعى "بيت الحمد".
ومن صبر الأنبياء: صبر سيدنا أيوب على مرضه، وصبر سيدنا يعقوب بفراق إبنه يوسف الى أن لاقاه.
ومن دعاء يعقوب عليه السلام عندما حزن على يوسف، أخبر الله سبحانه وتعالى أن يعقوب عليه السلام لما جاءه خبر أكل الذئب ابنه يوسف قال ( فَصَبْرٌ جَمِيلٌ ۖ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَىٰ مَا تَصِفُونَ)، وعن المعتمر بن سليمان قال لقى يعقوب رجل فقال له " يا يعقوب مالى لا أراك كما كنت تكون، قال طول الزمان وكثرة الأحزان" فلقية لاقً فقال (اللهم أجعل لى من كل ما أهمني وكربني من امر دنياي واخرتي فرجاً ومخرجا وإغفر لى ذنوبي وثبت رجاءك فى قلبي وأقطعه ممن سواك حتى لا يكون لى رجاءً إلا إياك).
ودعاء نبي الله يعقوب عليه السلام لتخفيف المرض هو واحد من الأدعية المشهورة في الإسلام التي يمكن أن تُقرأ لتخفيف المرض. وفقًا للقصة النبوية، قام النبي يعقوب عليه السلام بالدعاء بقلب مؤمن ونية صادقة لتخفيف مرض ابنه يوسف عليه السلام. وبمشيئة الله، تم شفاء يوسف وعودته إلى صحته السابقة. يمكن للمسلمين استلهام هذا الدعاء وتكراره بقلوبهم المؤمنة والنية الصادقة للتمتع بتأثيره الإيجابي في تحسين حالة المرضى.
دعاء لتخفيف المرض
كما أن الدعاء النبي صلى الله عليه وسلم لتخفيف الألم عن المريض هو دعاء قوي ومؤثر في تخفيف آلام المرض وشفاءه. يقول النبي صلى الله عليه وسلم: “اللهم رب الناس، مذهب البأس، اشف أنت الشافي، لا شفاء إلا شفاؤك، شفاءً لا يغادر سقماً” (رواه البخاري ومسلم).
وهذا الدعاء يستند إلى اعتقادنا بقوة الله في الشفاء ورحمته الواسعة. عندما ندعو بهذا الدعاء، فإننا نستحضر الله ونستنجد به في تخفيف آلام المريض وشفائه.
بالإضافة إلى دعاء النبي صلى الله عليه وسلم، هناك العديد من الأذكار الأخرى والأدعية التي يمكن قراءتها لتخفيف مرض المريض، مثل: قراءة آية الشفاء (سورة الإسراء، الآية 82)، قراءة سورة الفاتحة، والدعاء بالشفاء العاجل والتخفيف عن المرضى بكلمات بسيطة وصادقة.
كما أننا نؤمن بقوة الدعاء وأثره الإيجابي في تخفيف المرض وشفاء المرضى، لذلك يجب علينا أن نستعين بالله وندعوه بصدق وإخلاص لتخفيف آلام المرض وشفاءه.
أدعية وأذكار مأثورة للتخفيف عن المريض
هناك العديد من الأذكار التي يمكن قراءتها للشفاء وتخفيف مكروب المريض، منها:
الدعاء للشفاء العام: يمكن قراءة الأدعية العامة المأثورة من السنة كالتوسل بالله والدعاء بالدعوات المأثورة مثل “لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين”.
أدعية الشفاء الخاصة: هناك أذكار خاصة يمكن قراءتها للشفاء وتخفيف مكروب المريض بناءً على السنة النبوية مثل الرقية الشرعية وآيات الشفاء مثل سورة الفاتحة وآية الكرسي.
الاستغفار والتوبة: قراءة أذكار الاستغفار والتوبة يمكن أن يكون لها تأثير إيجابي على صحة المريض وتخفيف مكروبه.
القرآن الكريم: قراءة وتلاوة القرآن الكريم بشكل منتظم وتأمل في آياته الشفافة والمعجزات التي يحتوي عليها يمكن أن تكون مفيدة للطمأنينة والشفاء الروحي والجسدي.
الصدقة والأعمال الصالحة: إهداء الصدقة وإقامة الأعمال الصالحة بنية الشفاء والتخفيف عن المريض يعتبر من أعظم الأذكار التي يمكن القيام بها.
تذكر أن الإيمان والثقة بالله والعلاقة القوية به هي الأهم في جميع الأوقات, لذا يجب أن لا ننسى الدعاء والاستغفار والتوبة لله عندما نواجه الصعوبات والأمراض.
أدعية الشفاء التي يمكن قراءتها للمريض في الصلاة
أحد الأذكار الشهيرة التي يمكن قراءتها للمرضى أثناء الصلاة هو الدعاء المأثور عن النبي صلى الله عليه وسلم “اللهم رب الناس، مذهب البأس، اشف أنت الشافي، لا شافي إلا أنت، شفاءً لا يغادر سقماً” (رواه البخاري). هذا الدعاء يعبر عن التوكل على الله في الشفاء والتماثل للبدنية بعد المرض. كما يوجد العديد من الأدعية الأخرى المأثورة التي يمكن قراءتها خلال الصلاة وتشمل طلب الشفاء والتيسير من الله. قبول الدعاء يعتمد على إيمان الشخص وقلبه المخلص وتوكله على الله بكل قلبه وروحه.
الصبر من فضائل الإسلام
الصبر يعني حبس النفس عن الاسترسال في أمر من الأمور يقتضي الإنسان أن يصبر عليه، فالصبر قد يكون عند أداء طاعة ما، كالصبر عن الجوع والعطش في أداء طاعة الصيام، ومن أهم ثمار عبادة الصيام هى أنها تعلم الإنسان الصبر، وتعوده على كبح نفسه.
الصبر على الأذى
فمن روائع أخلاق النبي (صلى الله عليه وسلم) أنه كان يصبر على الأذى فيما يتعلق بحق نفسه، حتى بعدما اشتد عليه الأذى من قومه، كان يدعو لهم بالهداية، وروي أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) جاءه ملك الجبال يقول له: "يا محمد، إن شئت أن أطبق عليهم الأخشبين! فَقَالَ النَّبِىُّ (صلى الله عليه وسلم): "بَلْ أَرْجُو أَنْ يُخْرِجَ اللهُ مِنْ أَصْلابِهِمْ مَنْ يَعْبُدُ اللهَ وَحْدَهُ لا يُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا". والأخشبان: جبلا مكة أبو قبيس وقعيقعان.
الصبر على الابتلاء
الصبر على البلاء يجعل النفس مُطمئنة محتسبة غير كارهة لما نزل بها، فالابتلاءات تأتى لترفع الدرجات، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «.. يبتلى الرَّجل على حسب دينه، فإن كان دينه صلبًا اشتدَّ بلاؤه، وإن كان في دينه رقة، ابتلي على حسب دينه، فما يبرح البلاء بالعبد حتَّى يتركه يمشي على الأرض ما عليه خطيئة» رواه الترمذي، وعلى من يعاني الضيق، قائلة: «إذا ضاقت عليك دنياك، فتذكر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؛ كان أشد الناس ابتلاء، ورغم ذلك لم يُرَ إلا مبتسمًا، فرحًا بمعية الله، مكتفيًا به عمن سواه، «لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللهَ كَثِيرًا».
الصبر على الميت
يجب على الإنسان أن يرضى بقضاء الله عزّ وجلّ وقدره، فهذا يزيل الهمّ والغمّ من قلب المسلم، وأن يؤمن باليوم الآخر، فهو اليوم الذي يُوفّي الله -عزّ وجلّ- فيه المسلم الصابر أجره، ويجمعه بأحبابه في جنّات النعيم.
وفضلًا عن أن الإيمان بسنّة الابتلاء، فقد جعلها الله سبحانه وسيلةً لمحو ذنوب المسلم وخطاياه، وبقدر الله عزّ وجلّ، وأنّ ما أصاب المسلم لم يكن ليخطئه، بل لا بدّ أن يُصيبه، ويحتسب الأجر عند الله تعالى، فهذا يشعر المسلم أنّه كسب وربح بمصيبته ولم يخسر أو يفقد.
الصبر على المرض
دخول الجنّة؛ فهناك بعض الأمراض التي قد تكون سببًا في دخول الجنّة لمن يصبر عليها، مثل: فقد البصر، ودليل ذلك ما ورد عن المرأة التي أصابها الصرع وذهبت إلى النبيّ ليدعو لها بالشفاء، فبشّرها بالجنة إن صبرت، تكفير السيئات؛ فكُلّ مصيبةٍ أو همٍّ أو مرضٍ يُصيب المسلم يكفّر الله به من السيئات، لحديث النبيّ: "ما يُصِيبُ المسلِمَ من نصَبٍ، ولا وصَبٍ، ولا هَمٍّ، ولا حَزَنٍ، ولا أذىً، ولا غَمٍّ، حتى الشوْكةَ يُشاكُها، إلَّا كفَّرَ اللهُ بِها من خطاياهُ"، ولمّا زار النبيّ الصحابيّة أمّ العلاء في مرضها بشّرها بذهاب الخطايا لمن يصبر على ما أصابه، تهذيبٌ للنفس، وتنقيةٌ لها من الآثام، فلا يزال البلاء بالمؤمن حتى يلقى الله خاليًا من الذنوب.
الصبر على ضيق الحياة
المسلم يصبر على عسر الحياة وضيقها، ولا يشكو حاله إلا لربه، وله الأسوة والقدوة في رسول الله صلى الله عليه وسلم وأزواجه أمهات المؤمنين، فالسيدة عائشة رضي الله عنها تحكي أنه كان يمر الشهران الكاملان دون أن يوقَد في بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم نار، وكانوا يعيشون على التمر والماء.
الصبر عند الصدمة الأولى
قال الفقهاء إن الصبر نصفُ الإيمان؛ فإن الإيمان نصفان: نصفٌ صبرٌ ونصفٌ شكرٌ. وهو من الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد، فلا إيمان لمن لا صبر له كما أنه لا جسد لمن لا رأس له، وقد قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: "خير عيش أدركناه بالصبر"، وأخبر النبي – صلى الله عليه وسلم - في الحديث الصحيح: أنه "ضياء" رواه مسلم، وقال: "من يتصبر يصبره الله" رواه أحمد.
واستدل الفقهاء بالحديث الصحيح: "عجبا لأمر المؤمن! إن أمره كله له خير وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن؛ إن أصابته سراء شكر فكان خيرًا له وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرًا له" رواه مسلم، وقال للمرأة السوداء التي كانت تُصرع فسألَته أن يدعو لها: "إن شئتِ صبرتِ ولكِ الجنة، وإن شئتِ دعوتُ الله أن يعافيكِ" رواه البخاري ومسلم.
وأخبر أن الصبر خير كله فقال: "ما أعطي أحد من عطاء خيرٌ وأوسع من الصبر" رواه البخاري ومسلم، وأمر عند ملاقاة العدو بالصبر، وأمر المصاب بأنفع الأمور له وهو الصبر والاحتساب؛ فإن في ذلك تخفيف لمصيبته وتوفير لأجره، ولو لم يكن في الصبر إلا معية الله تعالى لأهله وحبه سبحانه لهم لكفى، قال تعالى: {واصبروا إن الله مع الصابرين} [الأنفال:46] وقال أيضًا: {والله يحب الصابرين} [آل عمران:146].
ولقد بشر الله تعالى الصابرين بثلاثٍ كل منها خير مما عليه أهل الدنيا، فقال سبحانه: {وبشر الصابرين * الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون * أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون} [البقرة:155-157].
وأكمل الفقهاء أن النبي صلى الله عليه وسلم أكد أن الصبر هو الذي يكون مع أول وقوع المصيبة، فقال: "إنما الصبر عند الصدمة الأولى" رواه البخاري ومسلم. فقد روى البخاري ومسلم في (صحيحيهما) عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: مرَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - بامرأة تبكي عند قبر، فقال: "اتقي الله واصبري!"، قالت: إليك عني، فإنك لم تُصب بمصيبتي! ولم تعرفْه، فقيل لها: إنه النبي - صلى الله عليه وسلم - فأتت باب النبي - صلى الله عليه و سلم - فلم تجد عنده بوابين! فقالت: لم أعْرِفْكَ! فقال: "إنما الصبر عند الصدمة الأولى".