بروح عصرية تتناسب مع طبيعة المبانى الحديثة، أعاد الفنان الصعيدى أحمد الأسد، ابن محافظة قنا ، رسومات الحج، التى كادت تندثر، إلى جدران منازل الحجاج مرة أخرى، لكن بنكهة مختلفة عن تلك التى كانت على جدران المنازل الطينية، والتى ظلت تزين البيوت القديمة لسنوات عديدة.
تراجعت كثيراً خلال الفترة الأخيرة
رسومات الحج، كانت لفترات قريبة، ضمن الطقوس الرئيسة للحجاج، قبل عودتهم من أداء مناسك الحج بالأراضى المقدسة، حيث تبدأ أسرة الحاج، فى طلاء المنزل، و الإتفاق مع خطاط مميز، لكنها تراجعت كثيراً خلال الفترة الأخيرة لأسباب عديدة، منها الظروف الإقتصادية وعدم تناسبها مع طبيعة المبانى الأسمنتية الحديثة.
الفنان الصعيدى أحمد الأسد، استطاع خلال السنوات الأخيرة، إعادة رسومات الحج إلى واجهات المنازل الحديثة، بألوان و أشكال جديدة تتناسب مع طبيعة المبانى الحديثة، بعدما كادت تندثر من على منازل الحجاج العائدين من الأراضى المقدسة.
رسومات الحج فن فطرى له قواعد
قال الفنان أحمد الأسد، إن رسومات الحج التى تزين منازل الحجاج فن قديم له قواعد و أصول، مثل الكثير من الفنون الأخرى، ترصد من خلال الرسومات والرموز الدينية البسيطة رحلة الحاج فى الأراضى المقدسة، متضمنة المناسك التى تم أدائها خلال أداء فريضة الحج.
و أشار الأسد، إلى أنه شارك برسم العديد من الأشكال على الحوائط، جنباً إلى جنب مع الكلمات والعبارات الدينية التى زين بها الخطاط جدران المنازل، لافتاً إلى أن بعض المنازل كانت تكتفى بترك المهمة كاملة للخطاط، لكن فى الفترة الأخيرة تغير الأمر للاستعانة بالفنانين لإعطاء شكل مميز ومختلف لرسومات الحج.
توثق رحلة الحاج فى الأراضى المقدسة
و أوضح الأسد، بأن رسومات الحج تعتمد على خامات بسيطة وغير مكلفة، تعطى جاذبية وقيمة لواجهات المنازل وتشير إلى أن صاحب المنزل أدى فريضة الحج، موضحاً بأن الرسومات لا تقتصر على الآيات القرآنية والأحاديث النبوية التى تتحدث عن الحج، لكنها تتضمن أيضاً رسومات و أشكال لوسيلة المواصلات التى استخدمها الحاج فى رحلته للأراضى الحجازية.
وتابع الأسد، فمن يستقل الطائرة فى الرحلة المقدسة، ترسم له طائرة، و آخر ترسم له باخرة، وقديماً كان الجمل، كل ذلك بجانب الرسومات الشهيرة للكعبة المشرفة ومقام سيدنا ابراهيم، والحجر الأسود، والروضة الشريفة، وصورة تخيلية للبراق.
قال الدكتور حسن حمدى"المدرس بكلية التربية"، إن رسومات الحج فن أصيل متعارف عليه عالميًا يقوم من خلاله الفنان بإبراز قيم الجمال فى ضوء القيم و المعتقدات على سطح المنازل، و يندرج هذا الفن تحت بند الفن الشعبى.
رسومات الحج ارتبطت بالبيوت القديمة
و أضاف حمدى، و ارتبطت رسومات الحج باحتراف الفنان أو الرسام للخط العربى بمختلف أنواعه، كما ارتبطت بالبيوت القديمة، حيث ساهمت طبيعة المبانى القديمة المبنية بالطوب الطينى والجير، فى انتشار هذا الفن على المبانى القديمة التى ذهب أصحابها لأداء فريضة الحج.
و أوضح حمدى، بأن هناك عدد من الجمل والعبارات يحرث كل الخطاطين على رسمها على الجدران مثل"حج مبرور و ذنب مغفور"، و"من زار قبرى و جبت له شفاعتى".