توفى، صباح اليوم، الشاعر الكبير محمود قرني، عن عمر ناهز الـ 62 عاما، وذلك بعد صراع من المرض، وهو واحدا من أهم شعراء مصر والعالم العربي في الوقت الراهن، فهو شاعرا عظيما مجددا مؤثرا في حركة الشعر العربي.
الشعر العربي يعود في العقود الاخيرة الى وظيفته الحقيقية
وكان قد تحدث محمود قرني في تصريحات سابقة عن الشعر والرواية وقال الرواية اكثر رواجا.. هذا امر لا مراء فيه ولكن هذا لا يحمل في المقابل اقرارا بتراجع الشعر، فمن الاشياء التي لا يتم التنبه لها ان الشعر العربي يعود في العقود الاخيرة الى وظيفته الحقيقية، وهي وظيفة جمالية محضة، لها قارئها النوعي بالضرورة، فأصبح الشع عاريًا من كل شيء الا من نفسه، وهو على هذا النحو سيظل - كما في العالم كله - نموذجا نخبويا رفيعا لا ينتمي، وليس بالضرورة ان ينتمي، الى مفاهيم واحتياجات الذائقة العامة، لذلك لا ارى ان الشعر من هذه الزاوية يتقهقر امام الرواية وسيظل لكل من هذه الفنون دوره الذي ينهض به من دون تداخل او التباس.
وأستطرد متابعًا من ناحية اخرى، فإن ظروفا شديدة القسوة والصرامة - بالنسبة للقارئ العربي تحديدا - تعيق تواصله مع الشعر بعد النكسة النهضوية التي كان الشعر احد اكبر المروجين لها، وهو الامر الذي بدا معه التراجع السياسي والحضاري والاجتماعي في مجتمعاتنا العربية وكأنه هزيمة للشعر الى جانب كونه هزيمة كبرى للانظمة السياسية وشعوبها بالتالي. لذلك، فإن الشعر الآن يحاول بل عليه ان يحاول استعادة قارئه الخاص.