الاكتئاب من أصعب الأمراض النفسية تعقيدا وتحتاج إلى وقت طويل للعلاج ، وقد ينجح العلاج وقد لا ينجح ، والأدوية المعالجة له معقدة للغاية ، لذلك لجأت أستراليا إلى استخدام الفطر السحري المخدر لعلاج بعض حالات الأمراض النفسية والعقلية وفي مقدمتها الاكتئاب ، وبذلك تسبح استراليا أول دولة في العالم تسمح بذلك ، مستخدمة مادة "سيلوسيبين" المخدرة الموجودة في الفطر السحري المخدر وهي مادة موجودة في الفطر السحري- لعلاج الاكتئاب الذي لا يستجيب للعلاجات التقليدية.
وحسب ما نشره موقع ( بي بي سي ) فانه اصبح الان في استراليا يمكن للأطباء النفسيين المعتمدين وصف مادة "أم دي أم أيه" - وهي المكون الأساسي في الأدوية التي تؤدي إلى الشعور بالسعادة - لمن يعانون من اضطراب ما بعد الصدمة.. واستخدام "الفطر السحري" لبعض حالات الاكتئاب بشرط أن يكون استخدام "الفطر السحري" هو الحل الأخير بعد فشل جميع وسائل العلاج الأخرى المتاحة.
الخبراء أكدوا أن عقار " MDMA" كعقار مخدر يعمل كمُسبّب الهلوسة ، فهو يزيد من مستويات طاقة المستخدم ويدمّر إحساسه بالوقت ، في حين لدى الفطر السحري الذي ينمو بشكل طبيعي تأثيرات مهلوسة نتيجة احتوائه على مادة " سيلوسيبين".
وأشاد العديد من العلماء بهذه الخطوة لأنها غيرت المفاهيم
المتفق عليها لعلاج بعض الحالات النفسية. لكن آخرين
يقولون إنها متسرعة إذ لا يزال خطر حدوث تبعات سيئة
لتناول مثل هذه العقاقير موجودا، ويمكن أن يواجه المريض تحت تأثير المخدرات آثارا جانبية للدواء غير محمودة.
وتبدأ أستراليا في استخدام هذه العقاقير المخدرة لتكون علاجاً مصرّحاً به للمصابين ببعض الأمراض النفسية والعقلية التي قاومت العلاجات الأخرى.
وبذلك تعتبر أستراليا الدولة الأولى التي تنظم المواد المخدّرة كأدوية، بينما تواصل الولايات المتحدة وكندا تجاربها السريرية حول هذا الموضوع.
وأكّد باحثون في الصحّة العقلية في جامعة جنوب أوستراليا أنّ استخدام المخدّر سيخضع لمراقبة دقيقة" ، ووصفوا هذه الخطوة "بأنّها تغيّر قواعد اللعبة"، وان استخدام العقار MDMA يخضع المريض إلى 3 علاجات على مدى 3 إلى 5 أسابيع، ويستمرّ كلّ علاج حوالى 8 ساعات، ويبقى المعالج مع المريض طوال الوقت، ومع ذلك من المهم ألّا يتوقع المريض علاجاً سحرياً."