يتداول في العالم كثيرًا اعتقاد شائع بأن الفراعنة قد عاشوا لمئات السنين، ولكن هذا الاعتقاد غير صحيح، ففي الواقع، معظم الفراعنة عاشوا لمدة تتراوح بين 30 و40 عامًا فقط، ومع ذلك، فإن هذا الاعتقاد الخاطئ لا يزال ينتشر في العديد من المصادر الثقافية والتعليمية حتى اليوم.
يعود هذا الاعتقاد الخاطئ إلى بعض النصوص القديمة التي تشير إلى حكم الفراعنة لفترات زمنية طويلة، ولكن هذا لا يعني بالضرورة أن الفراعنة عاشوا لمئات السنين. بالإضافة إلى ذلك، فإن الفراعنة كانوا يعانون من العديد من الأمراض والظروف الصحية السيئة، مما يشير إلى أن معظمهم لم يستطعوا العيش لفترات طويلة.
[[system-code:ad:autoads]]
تفشي الأوبئة
ووفقًا لتقرير صحفي تم تقديمه من جانب هيئة الإذاعة البريطانية بي بي سي فإن التثبت من أعمار من سبقوا في العصور القديمة وما قبل التاريخ أمر صعب جزئيًا لنظرًا لعدم توافر البيانات، إذ يلجأ علماء الأنثروبولوجيا حاليًا إلى بيانات التعداد في مصر أثناء الحكم الروماني في محاولة لتحديد متوسط أعمار الرومان عند الموت.
لكن البيانات المتوافرة على لفائف البردي كانت تستخدم لجبي الضرائب وكثيرًا ما أغفلت عمدا بعض الرجال، فضلا عن استثناء أعداد ضخمة من النساء والأطفال.
ومن المصادر المتوافرة الأخرى شواهد القبور التي تركها الرومان بالآلاف، ولكن كان يندر دفن الأطفال في قبور، ولم يكن بوسع الفقراء أن يشتروا قبورا، أما حالات الوفاة الجماعية جراء تفشي الأوبئة مثلا فقد تركت جثثها دون دفن.
موت مبكر
ويمكن بالإضافة القول إلى أن عمر الفراعنة كان يعتمد بشكل كبير على الظروف الصحية والتغذية والبيئية التي عاشوا فيها. ففي بعض الأحيان، كان يعاني الفراعنة من الأمراض المختلفة والظروف الصحية السيئة، مما قد يؤدي إلى تقليل عمرهم وإصابتهم بالموت المبكر.
حروب وصراعات
كما أن الحياة السياسية والاجتماعية الداخلية والخارجية كانت تؤثر أيضًا على عمر الفراعنة ومدة حكمهم. فقد كانت بعض الحروب والصراعات الداخلية تؤدي إلى انتقال الحكم من فرعون إلى آخر في فترة قصيرة، وبالتالي لم يكن لهذا الفرعون الفرصة للعيش لفترة طويلة.
ومن المثير للاهتمام أيضًا أن هناك بعض الفراعنة الذين عاشوا لفترات طويلة نسبيًا، مثل الملك رمسيس الثاني الذي حكم لمدة 67 عامًا، ومن الممكن أن يكون لهذا الفرعون السبب في تعميم الفكرة بشأن أن الفراعنة عاشوا لمئات السنين.