أحدثت وفاة مدير مدرسة صفط الشرقية بمحافظة المنيا، يدعى سليمان محمد عبد الحميد، "قيل إنه رحل نتيجة تعرضه لأزمة قلبية مفاجئة أثناء عمله الإضافي كعامل (بناء باليومية)"، حالة من الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث جرى تداول خبر الوفاة وما صحبها من ملابسات بشكل موسع من قبل رواد "فيسبوك" و"تويتر"، ونشرته عدة صحف ومواقع إخبارية معروفة.
أول رد من نقابة المعلمين
وشاطر الجميع أسرة الراحل العزاء على صفحات التواصل الاجتماعي، داعين للفقيد بالرحمة ولذويه بالصبر، معربين عن آسفهم مما آلت إليه أحوال المعلمين، حيث ادعى البعض أن الراحل عاني من عدم قدرته على الإنفاق، وأنه كان يتلقى مساعدات مالية من أشخاص لإعانته على مصاريف أسرته.
من جانبها تحركت نقابة المهن التعليمية برئاسة خلف الزناتي نقيب المعلمين ورئيس اتحاد المعلمين العرب، "بعد حالة الجدل بيومين،"، كاشفة حقيقة وفاة مدير مدرسة بالمنيا، والتي تداولتها بعض صفحات وسائل التواصل الإجتماعي والمواقع الإخبارية.
ونفت النقابة العامة للمعلمين صحة هذه المعلومات، وأنه المعلم سليمان محمد عبد الحميد مدير مدرسة صفط الشرقية الإبتدائية التابعة لمحافظة المنيا، وافته المنية "نتيجة أزمة قلبية حادة، وليس في موقع بناء".
وكلف نقيب المعلمين بتشكيل وفد من النقابة لمساندة أسرة المعلم في مصابهم الأليم واستيضاح الحقيقة، فيما توجه وفد من النقابة الفرعية للمعلمين بالمنيا برئاسة حامد الشريف أمين صندوق النقابة العامة، وأمين النقابة الفرعية بالمنيا، الدكتور علي عبد السلام مدير عام إدارة المنيا التعليمية ورئيس اللجنة النقابية لمعلمي بندر المنيا، حمادة النقيب رئيس فرعية المعلمين بملوي، مؤمن الخطيب رئيس اللجنة النقابية لمعلمي مركز المنيا، محمد طه عثمان أمين صندوق لجنة المركز، مؤمن محمد محمد خلاف أمين لجنة المركز، وطه إسماعيل عرفات عضو لجنة المركز؛ لتقديم واجب العزاء لأسرة المعلم سليمان محمد عبد الحميد مدير مدرسة "صفط الشرقية" الإبتدائية التابعة لمحافظة المنيا، نتيجة أزمة قلبية حادة.
ماذا حدث لمدرس المنيا؟
وصرح نجل المعلم سليمان محمد عبد المجيد - بأن كل ما يتردد عبر مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام غير صحيح بأن "والده كان يعمل عامل بناء بجانب عمله التربوي مديرا لمدرسة"، نافيا "طلب الأسرة أي مساعدات مادية".
وأضاف نجل المعلم، أن الأسرة ترفض جميع ما قيل وما جرى تداوله، وأن الشائعات أضرت بأسرته ضرراً معنويا كبيراً، وأنهم بفضل الله في غير احتياج نهائيا لأي مساعدات من أي فرد، مضيفاً أن والده كان "أحد التربويين المشهود له بالكفاءة والتفاني في العمل، وأحد القيادات الحزبية بالمنيا لثاني أكبر حزب في مصر".
وناشد نجل الفقيد، الجميع بعدم الانسياق وراء ما يقال عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وتقدمت أسرة المعلم بالشكر لنقابة المعلمين على المساندة فى وفاة والدهم.
فيما تعهد مسؤولو نقابة المهن التعليمية بالمنيا، بتيسير كافة إلاجراءات الخاصة بحصول أسرة الراحل على مستحقاته المالية سواء من النقابة أو من الإدارة التعليمية بالحافظة.
ومن جانبه قال أشرف عبد القادر أحد المعلمين المقربين من مدير المدرسة الفقيد، إن الفقيد توفى وفاة طبيعية بسبب أزمة قلبية أثناء عمله بمحافظة المنيا، مؤكداً أنه كان "إنسانا يتمتع بروح الطيبة والإخلاص والتعاون، وكان منضبط جدا في العمل".
شهود عيان يكشف الحقيقة
وأضاف عبد القادر: تصحيحا لما أثير على السوشيال ميديا عن قصة وفاته، أؤكد للجميع أنه لم يكن يعمل عامل بناء باليومية مثلما تردد بسبب الفقر، ولكن القصة الحقيقية، أنه كان أصغر أشقائه وكان الوحيد المتعلم ببنهما، وكان حاصلا على دبلوم صنايع تخصص عمارة، وبسبب نجاحه وإلمامه الملحوظ بهذا التخصص، كان مشهورا في قريته بأنه "مهندس" وكان يقوم بعمل الرسومات الهندسية لأي مسجد أو أي بناء في قريته.
وتابع: كان يعتمد عليه أهل القرية في جميع الرسومات الهندسية لأي بناء، وكان يتطوع بالمشاركة في أعمال البناء بدون مقابل لانه كان خير جدا.
وأضاف: كان الفقيد حريص على العمل ومحبا له، ولم يكن عاملا مثلما قيل ولكنه كان بمثابة مهندس يقود أعمال البناء بحكم إلمامه بتخصصه، وكان عضوا بالعديد من المؤسسات الخيرية، وكان أحد القيادات الحزبية بالمنيا، أي أنه كان رجلا ذو شأن في قريته.