قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
عاجل
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

صدى البلد

تحتوي الفئران ولا تحترم العرب| ماذا يحدث في فرنسا؟.. 1100 معتقل و45 ألف شرطي بالشارع

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية
×

في الوقت الذي تسعى فرنسا لاحتواء الفئران التي تملأ شوارعها، وتعلن احترام حقوق الشذوذ، ترفض احترام حقوق الإنسان، وهذا ما حدث في أزمة مقتل الشاب الفرنسي ذي الجذور الجزائرية نائل برصاص شرطى، لتندلع إحدى أكبر أزمات الرئيس الفرنسي الحالي إيمانويل ماكرون، وموجة غضب وأعمال شغب، خصوصا أن قتل الشرطة لعربي خارج إطار القانون أصبح ظاهرة داخل فرنسا، وفي الوقت الذي حشدت السلطات الفرنسية لـ45 ألف شرطى، وقامت باعتقال أكثر من 1000 شاب، إلا أنها ما زالت عاجزة عن وقف موجة الغضب.

حالة الغضب امتدت لتصل إلى الجزائر، والتي خرجت على لسان وزير خارجيتها لتعبر عن غضبها من تعامل الشرطة الفرنسية، سواء في مقتل الشاب، أو في الطريقة التى أرادت به تغيير الحقيقة، وانتهاج أسلوب العنف لوقف الغضب، وهنا نرصد تفاصيل تلك الأزمة وتطوراتها، وكيف من الممكن أن تأخذ بعد دبلوماسي مع تدهور العلاقات بين الجزائر وباريس.

القصة بدأت الثلاثاء.. والغضب غير مجرى القضية

بداية الأزمة كانت مع مقتل الشاب نائل ذي الـ17 عاما، في ضاحية نانتير الفرنسية الثلاثاء الماضي، من مسافة قريبة خلال عملية تدقيق مروري، وبررت الشرطة الواقعة بأن الشاب كان يقود بسرعة كبيرة في ممرّ الحافلات، ورفض التوقف عند الإشارة الحمراء، ورفضت في البداية الاعتراف بجريمة الشرطى، وهو ما أدى إلىاندلاع موجة من الاضطرابات في جميع أنحاء البلاد بمدن مثل مرسيليا وليون وتولوز وستراسبورغ وليل بالإضافة إلى باريس، حيث قُتل نائل.

لكن وأمام موجة الغضب وتوسع دائرة العنف والاحتجاجات إلى مختلف المدن والمحافظات الفرنسية، وجهت النيابة تهمة القتل العمد للشرطي الذي أطلق النار مع وضعه قيد التوقيف الاحتياطي، معتبرة أن الشروط القانونية لاستخدام السلاح لم تتحقق،وجاء قرار النيابة بعد أن تسببت أعمال العنف، التي أُضرمت خلالها النيران في بعض المباني والسيارات بالإضافة إلى نهب بعض المحلات، في وضع الرئيس إيمانويل ماكرون في أكبر أزمة خلال فترة رئاسته منذ احتجاجات السترات الصفراء التي اندلعت في 2018.

نشر 45 ألف شرطى واعتقال 1100

وفي أعقاب تعرض عدة مدن فرنسية لأعمال شغب لليوم الرابع على التوالي، قامت السلطات الفرنسية بنشر 45 ألف شرطي وبعض المركبات في الشوارع اليوم، السبت، وقال وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانان في ساعة مبكرة من صباح اليوم، السبت، إن 270 شخصا اعتقلوا ليل الجمعة ليرتفع العدد الإجمالي إلى أكثر من 1100 منذ بدء الاضطرابات، وشملت اعتقالات ليل الجمعة 80 شخصا في مدينة مرسيليا الجنوبية، ثاني كبرى المدن الفرنسية.

ودعا رئيس بلدية مارسيليا بينوا بايان الحكومة الوطنية إلى إرسال قوات إضافية على الفور، وقال في تغريدة في ساعة متأخرة أمس، الجمعة، إن “مشاهد النهب والعنف غير مقبولة”، وقد أصيب ثلاثة من أفراد الشرطة بجروح طفيفة في ساعة مبكرة من صباح اليوم، السبت، وحلقت طائرة هليكوتبر تابعة للشرطة في سماء المنطقة، وفي ليون، ثالث كبرى المدن الفرنسية، نشرت قوات الأمن ناقلات جند مدرعة وطائرة هليكوبتر لقمع الاضطرابات.

وقف الحافلات والترام والداخلية تعلن المضى في القمع

ووفقا لما نقلته الصحف الفرنسية، فقد رئيس بلدية مارسليا من السلطات المحلية وقف حركة جميع الحافلات والترام من الساعة التاسعة مساء أمس، الجمعة، (1900 بتوقيت غرينتش) في أنحاء البلاد، وقال في وقت لاحق إنه تم نشر 45 ألفا من قوات الشرطة بزيادة خمسة آلاف عن يوم الخميس، فيما وجه وزير الداخلية رسالة لرجال الإطفاء وعناصر الشرطة قال فيها: “الساعات المقبلة ستكون حاسمة، وأنا أعلم أنه يمكنني الاعتماد على جهودكم المضنية”، وذلك في محاولة لوضع نهاية للاضطرابات.

وقال دارمانان: “أكثر من 200 فرد من الشرطة أصيبوا بجروح منذ اندلاع الاضطرابات وجرى اعتقال المئات من مثيري الشغب”، مضيفا أن متوسط أعمارهم 17 عاما.

وبالفعل أعلنت وزارة الداخلية الفرنسية، أمس الجمعة، عن توقف حركة المواصلات العامة في البلاد اعتبارا من الـ9 مساء بسبب أعمال الشغب، كذلك أعلنت السلطات الفرنسية أنه سيتم وقف كل خدمات النقل في مرسيليا ابتداء من السابعة مساء في التوقيت المحلي أعلنت عن تقييد بيع الألعاب النارية بسبب استخدامها في أعمال الشغب.

ماكرون يتوعد بعد اجتماع الأزمة

وبعد ثلاثة أيام من اندلاع الأزمة، قام الرئيس إيمانويل ماكرون بعقد اجتماع أزمة صباح أمس الجمعة، حيث عقد الرئيس الفرنسي اجتماعا طارئا للحكومة بعد اندلاع أعمال شغب لليلة الثالثة على التوالي في مختلف أنحاء البلاد، وذلك بعد أن اختصر ماكرون، زيارته لبروكسل لحضور قمة أوروبية، وعقب الاجتماع قال ماكرون، إن سلطات بلاده ستعمل على تحديد أولئك الذين يدعون إلى الاحتجاجات عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

وصرح ماكرون بعد اجتماعه مع رئيسة الوزراء إليزابيث بورن ووزير الداخلية غيرالد دارمانين: «في ضوء الأحداث الأخيرة، تم اتخاذ قرار بإلغاء العديد من الفعاليات والتجمعات الترفيهية في أكثر الأقسام خطورة من أجل حماية مباني المدينة وحماية مواطنينا»، وأضاف: «لقد لاحظنا في العديد من المنصات، مثل سناب شات وتيك توك، وغيرهما، دعوات لتنظيم أعمال عدوانية، من جهة، ومن جهة أخرى، محاولات لتقليد العنف، وهو ما يؤدي بين الشباب إلى نوع من الانفصال عن الواقع، ويبدو لنا أنهم يجلبون إلى الشارع مؤامرات ألعاب الفيديو التي تسمموا بها».

جنازة الشاب نائل بدون إعلام

وبالتوازي، أصدرت عائلة الشاب نائل بيانا بخصوص مراسيم دفنه، وحسب بيان الذي أمضاه محامو عائلة نائل وتم تداوله عبر “تويتر” طالبت عائلة نائل عدم حضور الصحفيين لجنازته وأيضا عدم تواجدهم في أي وقت من الأوقات يوم الدفن.

وأضاف البيان أن العائلة “تطلب من جميع الصحفيين عدم الحضور إلى موقع الجنازة أو في أي وقت من أوقات يوم الدفن، وذلك احتراما لخيارها، وشكرا لكم على الالتزام بذلك واحترام هذا الخيار”، وذكر البيان أن الجنازة ستكون اليوم السبت وخاص بالعائلة وفقط.

الحوادث متكررة وأصبحت ظاهرة

ووفقا لما رصده عدد من المختصين بالشأن الفرنسي، فقد أصبحت حوادث قتل شباب عرب على يد الشرطة الفرنسية ظاهرة، وذلك بعد تكرارها في الفترة الأخيرة، حيث قامت الشرطة الفرنسية خلال العام الماضي بقتل 13 شخصا بنفس الطريقة، بمعدل عملية قتل بكل شهر تقريبا في توقيفات مرورية بسبب عدم الانصياع، ويصل عدد من تقوم الشرطة بقتلهم إلى 30 شخصا كل عام بسبب عدم الانصياع عموما، معظمهم أو يمكن كلهم تقريبا من الأقليات، تحديداً من أصول عربية.

وما زاد من موجة الغضب هو الرواية التي خرجت بها الشرطة الفرنسية عقب الحادث، حيث ذكرت أن نائل اندفع بسيارته تجاه الشرطي، في محاولة لدهسه، وكان الشرطي مضطرا لضربه بالرصاص في حالة دفاع عن النفس، وهي الرواية التي كشفت كذبها مقاطع الفيديو التي انتشرت بعد ذلك للحادث، وهذا ما أدى لاشتعال الغضب، خصوصا مع الشعور العام بأن الشرطة الفرنسية تتعامل مع أبناء المهاجرين وبالأخص العرب والسود بعنصرية.

هل تكون أزمة دبلوماسية؟ الجزائر تعرب عن صدمتها

من جانبها، أعربت الجزائر عن صدمتها لمقتل الشاب من أصول جزائرية من طرف الأمن الفرنسي، وعن قلقها من وضعية الجالية الجزائرية التي تمثل في الأحداث والاحتجاجات التي تعرفها فرنسا منذ عدة أيام، وهو ما يشكل موقفا نادرا في عمل وزارة الخارجية تجاه فرنسا، يترجم الحالة المأزومة للعلاقات بين الطرفين ووصفت الخارجية الجزائرية مقتل الشاب نائل بـ الصادم.

وقالت إن التصفية الجسدية للشاب بسلاح الأمن الفرنسي، هي قتل وحشي، وهي مفردات غير مسبوقة في القاموس الدبلوماسي الجزائري تجاه السلطة الفرنسية.

وأفاد بيان للخارجية الجزائرية بأنها علمت وزارة الشئون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج بصدمة واستياء بوفاة الشاب نائل بشكل وحشي ومأساوي، والظروف المثيرة للقلق بشكل لافت التي أحاطت بحادثة الوفاة.

وأضاف نص البيان: “وزارة الشئون الخارجية على ثقة بأن الحكومة الفرنسية ستضطلع بواجبها في الحماية بشكل كامل، من منطلق حرصها على الهدوء والأمن اللذين يجب أن يتمتع بهما مواطنونا في بلد الاستقبال الذي يقيمون به”.