تحل اليوم ذكري ميلاد الموسيقار الكبير محمد الموجي ، والذى يعد واحد من أهم الموسيقيين فى الوطن العربي .
نشأ محمد الموجي، في عائلة عاشقة للموسيقى والغناء، فوالده كان موظفاً بمصلحة الأملاك الأميرية، الا انه كان هاويًا للموسيقى ويجبد العزف على بعض الآلات الموسيقية، وكان عمه إبراهيم عاشقًا للغناء ويمتلك مكتبة موسيقية ضخمة لأساطين الطرب، وتفتحت أذن محمد الموجي، على صوت فلاح يغني على الناي، وسماع أبيه وهو يعزف، وكان يمضي الساعات الطوال في الاستماع إلى إبداعات رواد التلحين والغناء من خلال اسطوانات الجرامافون في منزل عمه، فعشق الموسيقى والغناء من صغر سنه.
تمنى والد محمد الموجي، أن يصبح ابنه ناظرًا للزراعة، فالتحق بمدرسة الزراعة المتوسطة، في شبين الكوم، ومن خلال الأنشطة ظهرت موهبته الفطرية في الموسيقى والغناء، واشترك مع زملائه في تلحين موسيقى مسرحية «مجنون ليلى»، واستطاع الموجي أن يحقق أمنية والده بعد تخرجه وعين ناظرًا للزراعة في بلده، ورغم ذلك ظل العود رفيقًا له، وقرر محمد الموجي أن يسافر إلى القاهرة، ليتقدم إلى امتحان لجنة الاستماع بالإذاعة المصرية كمطرب وملحن، وكان ضمن أعضاء اللجنة مصطفى بك رضا، أحد مؤسسي نادي الموسيقى الشرقي، ورسب الموجي في الإمتحان، لكنه لم ييأس، وقرر الاستمرار في تحقيق حلمه وشق طريقه في عالم الفن، فتقدم ياستقالته من وظيفيته التي يعيش من راتبها، واستقر في القاهرة مقيما فيها بشكل دائمـ، وبدأ العمل في الملاهي الليلة، فعمل في كازينو صفية حلمي، وهناك تفجرت موهبته في التلحين، وانتقل بعد ذلك غلى ملهى البسفور في باب الحديد.
وتقدم الموجي مرة أخرى إلى الإمتحان أمام لجنة الاستماع بالإذاعة، وفي هذه المرة رفضته كمطرب، وقبلته كملحن، واسندوا إليه ركن الأغاني الشعبية، وحظى بتشجيع المايسترو محمد حسن الشجاعي مسئول الموسيقى والغناء بالإذاعة في ذلك الوقت، فقام بالتلحين للعديد من الأصوات منهم فتحية أحمد، ونجاة علي، محمد قنديل وغيرهم.
شارك محمد الموجي في تلحين موسيقى العديد من الأعمال الفنية المتنوعة، ومن أبرز المسلسلات التي لحن موسيقاها (ألف ليلة وليلة، عمر بين عبدالعزيز، أصوات تبحث عن ميكروفون ، ومن الأفلام ألف بوسة وبوسة، أميرة حبي أنا، ابنتي العزيز .
محمد الموجي وأم كلثوم :
التقى محمد الموجي بأم كلثوم في 9 ألحان خلال 17 عاما بدءا بنشيد الجلاء عام 1954 وانتهاء بلحن اسأل روحك عام 1970.
وكشف محمد الموجي فى حوار مع الاعلامي الراحل مفيد فوزي عن كواليس تعاونه مع أم كلثوم ، حيث شرح ان أم كلثوم صوتها تراجع فى سنواتها الأخيرة وأصبحت لا تصل الى المقامات العالية ، واتضح ذلك اثناء تلحينه أغنية اسال روحك ، حيث لم تسطيع ان تصل الى المقام العالي فى أخر كوبليه ، وحل هذا الأمر الفنان الكبير محمد عبد الوهاب ، حيث نصح قائلاً : " انزل بالطبقة تون ونص " .
كما كشف محمد الموجي ان عبد الحليم حافظ رفض ان يقوم بغناء جبار فى الحفلات ، لانه سوف تجهد صوته ولن يسطيع ان يكمل الحفلة .