يحتفل المصريون اليوم الجمعة، بالذكرة العاشرة، لـ ثورة 30 يونيو، والتي كانت شرارة التنمية وبناء الجمهورية الجديدة، فقد تمكن المصريون من إنقاذ وطنهم من جماعة الإخوان الإرهابية، وبدء رحلة إعادة بناء مؤسسات الدولة من جديد، فيما أكد الرئيس السيسي خلال كلمته احتفالا بالذكرى العاشرة لثورة 30 يونيو، أن مصر كانت تواجه انقساما خطيرا، وشبح اقتتال داخلي، ولكن هويتنا أصيلة لا تقبل الاختطاف أو التبديل.
وأكد الرئيس السيسي، أن التجربة التنموية الشاملة تشهد تقدم سريع بمجالات الصحة والتعليم وشغلنا الشاغل هو القضاء على أمراض طالما أوجعت المصريين، وإنشاء المدارس والجامعات الحديثة وتطوير المناطق غير الآمنة والمخططة لإنقاذ الملايين من أهلنا من واقع لا يليق بهم وإنشاء مدن جديدة متطورة لحل أزمة التكدس السكاني ورفع جودة الحياة للمصريين وصولا إلى طريق التصنيع المتقدم والتحول الرقمي والاتصالات.
إنجازات التعليم بعد ثورة يونيو
وبعد 10 سنوات من ثورة 30 يونيو، تبرهن الأرقام والاحصائيات على تطوير منظومة التعليم في مصر، رغم أنها لا تزال تواجه بعض التحديات على المستوى المجتمعي مثل ظواهر الغش الالكتروني والدروس الخصوصية، وعلى المستوى الإداري، من نقص الموارد البشرية، وعلى المستوى التشريعية والاستثماري، ورغم ذلك فإن هناك العديد من المكتسبات التي حققها قطاع التعليم منذ ثورة 30 يونيو، وهو ما نستعرضه في التقرير التالي.
وطبقا لدراسة المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، فإن استراتيجية مصر 2030، حددت مجموعة من الأهداف الاستراتيجية ضمن محور التعليم، ومن الضروري تحديث أهداف وبرامج ومؤشرات محور التعليم بالاستراتيجية بشكل مستدام يستوعب كل ما يطرأ من تغيرات على الصعيد الديموغرافي والتنموي والصحي أو أي صعيد يؤثر بشكل مباشر على خطط التنمية الموجه لقطاع التعليم.
مشروع إصلاح التعليم بتكلفة 500 مليون دولار
يمثل مشروع إصلاح التعليم بالتعاون مع البنك الدولي الذي انطلق عام 2018 بإجمالي تكلفة قدرها 500 مليون دولار محطة فاصلة في منظومة التعليم المصري خلال العشر سنوات الماضية؛ فقد تضمن مشروع الإصلاح أربعة مكونات رئيسة تضم مجموعة من المؤشرات الفرعية التي تستهدف تحسين منظومة التعليم قبل الجامعي.
- اشتمل المكون الأول من وثيقة المشروع على زيادة إتاحة التعليم في مرحلة رياض الأطفال، واستحداث مناهج جديدة ومتطورة لهذه المرحلة، بالإضافة إلى تطوير مناهج المرحلة الابتدائية تباعًا عامًا تلو الآخر.
- تضمن المكون الثاني التنمية المهنية المستدامة للمعلمين وقادة التعليم، وقد تقدمت الوزارة بمقترحاتها للبنك الدولي في هذا الشأن متضمنة نتائج النجاح المبدئي والزخم الإيجابي في مشروعي "بنك المعرفة المصري" و"المعلمون أولا".
- تضمن المكون الثالث، ضم إصلاح نظام التقييم في المرحلتين الابتدائية والثانوية.
- اشتمل المكون الرابع على رفع كفاءة البنية التحتية التكنولوجية في المدارس من خلال التعليم القائم على الربط الشبكي.
ماذا حقق مشروع إصلاح التعليم؟
سينتهي برنامج إصلاح التعليم في مارس 2025 ، وقد حقق بعض المؤشرات وفق المستهدفات المخطط لها، لكن لا تزال بعض مكونات البرنامج دون المستوى المرجو وخاصة التي تتعلق بالتنمية المهنية للمعلمين وإتاحة التعليم في مراحل ما قبل التعليم الابتدائي. وبشكل عام لا يمكن إنكار أهمية خطوات الإصلاح في تخطي عقبات جائحة كورونا خاصة تلك التي تتعلق بالبنية التحتية التكنولوجية وتوفير أدوات التعلم الالكتروني "التابلت" في ذلك الوقت، فقد تم توفير مليوني جهاز تابلت" لطلاب الصف الأول الثانوي في جميع المحافظات بتكلفة تخطت 10 مليارات جنيه، بالاضافة إلى رفع كفاءة البنية التحتية التكنولوجية في مدارس المرحلة الثانوية بتكلفة بلغت 3.5 مليارات جنيه.
حياة كريمة تساهم في تطوير التعليم
قدم المشروع القومي لتنمية قرى الريف المصري "حياة كريمة جهودًا استثنائية في الارتقاء بجودة الخدمات التعليمية داخل قرى الريف المصري، مثلت هذه الجهود تحولا جذريًا في خريطة المناطق المحرومة من التعليم ونسب الكثافات داخل الفصول التعليمية.
منذ انطلاق المشروع عام 2019 حتى أغسطس 2022، نفذ 2427 مشروعا ضمن قطاع التعليم، مقمسين كالتالي:
- 1130 مشروعا لإنشاء مبان مدرسية في قرى وتوابع حياة كريمة.
- عدد 1297 مشروعا لتطوير ورفع كفاءة 1105 فصول تعليمية في 1477 قرية ضمن المرحلة الأولى من المشروع القومي، وبإجمالي عدد مستفيدين يزيد على 17 مليون مواطن، وبتكلفة تتخطى 2.7 مليار جنيه.