الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

قصة وفاة شاب عربي أشعلت شوارع فرنسا.. هل تعمدت الشرطة تصفيته؟

تعامل الشرطة الفرنسية
تعامل الشرطة الفرنسية

تشهد شوارع فرنسا احتجاجات واسعة واشتباكات مع عناصر الأمن على خلفية قتل الشرطة لشاب فرنسي يبلغ من العمر 17 عاماً من أصول جزائرية يدعى نائل المرزوقي، في مدينة نانتير.

الشاب نائل المرزوقي 

توترات شديدة بمدن فرنسا

وأكدت وزارة الخارجية الجزائرية في بيان اليوم الخميس، أن الجزائر لا زالت تتابع باهتمام بالغ تطورات قضية وفاة الشاب نائل بشكل وحشي ومأساوي في فرنسا.

وقالت الوزارة في بيان، إنها "علمت بصدمة واستياء بوفاة الشاب نائل بشكل وحشي ومأساوي، والظروف المثيرة للقلق بشكل لافت التي أحاطت بحادثة الوفاة".

وأضافت أنها على ثقة بأن الحكومة الفرنسية ستضطلع بواجبها في الحماية بشكل كامل من منطلق حرصها على الهدوء والأمن اللذين يجب أن يتمتع بهما المواطنون الجزائريون في بلد الاستقبال الذي يقيمون به.

وأكدت الوزارة أن الحكومة الجزائرية لا زالت تتابع باهتمام بالغ تطورات هذه القضية المأساوية، مع الحرص الدائم على الوقوف إلى جانب أفراد جاليتها في أوقات الشدائد والمحن.

كما أعربت في بيانها عن خالص تعازيها لأسرة الفقيد مؤكدة أن الجميع في الجزائر يشاطر عائلة الشاب حزنها وألمها.

وكان قد عقد الرئيس الفرنسي اليوم الخميس اجتماع أزمة مع كبار وزراء حكومته لمناقشة الوضع، وندد ماكرون بـ"مشاهد عنف ... لا يمكن تبريرها". 

وقد تجددت أعمال عنف، قبيل منتصف ليل الأربعاء الخميس، في ضاحية نانتير قرب العاصمة الفرنسية، باريس، لليوم الثاني على التوالي ووقعت مواجهات بين الشرطة وشباب غاضبين نتيجة مقتل الشاب نائل (17 سنة) وهو من أصول جزائرية على يد شرطي. 

وعمد المحتجون إلى تحطيم محطات انتظار ركاب الباصات، كما أطلقوا المفرقعات شديدة الانفجار على الشرطة، وأحرقوا سيارات عدة فيما استقدمت الشرطة تعزيزات في محاولة لوضع حد للتوتر.

وكانت مدن أخرى مثل تولوز وليون قد شهدت بدورها أعمال عنف وغضب من شبان احتجاجا على مقتل الشاب نائل.

وكانت والدة الشاب القتيل قد دعت لتنفيذ مسيرة سلمية، اعتبارا من ظهر يوم الخميس، وناشدت الجميع عدم استخدام العنف.

أعمال الشغب

‎تفاصيل مقتل نائل المرزوقي 

وأعلنت وزارة الداخلية الفرنسية توقيف 18 شخصا، من بينهم 11 شخصا في نانتير وحدها.

وقتل شاب على يد الشرطة في فرنسا بعدما أوقفته بغرض الفحص المروري، حيث أسفرت أعمال الشغب عن حرق 40 سيارة، وفقا لما قالته وزارة الداخلية.

وأظهر مقطع فيديو على الهاتف المحمول لشاهد على الحادث، تحققت منه قناة "فرانس إنفو"، ضابطا يوجه مسدسه إلى باب السائق في السيارة، التي كان بها راكبان بالإضافة للسائق، وعندما انطلق الشاب فجأة، أطلق الضابط النار من مسافة قريبة، مما أدى إلى إصابته بجروح مميتة.

وبعد ذلك سارت السيارة بضعة مترات واصطدمت بحاجز على الطريق. وتم إلقاء القبض على راكب قاصر والإفراج عنه لاحقا.

وفر الراكب الثاني من موقع الحادث، وفقا لمكتب الادعاء العام، حيث أفادت إذاعة "فرانس إنفو"، إن اثنين من رجال الشرطة قالا إن الشاب أراد أن يدهسهما، وبعد ذلك غيرا روايتهما.

قالا فيما بعد، إنه لم ينصاع لأوامرهما وبعد ذلك قام بالإسراع بسيارته، ولم يتردد أي حديث بعد ذلك عن نية الشاب لقتل رجال الشرطة، بحسب التقرير.

وأعلنت أسرة الشاب من خلال محاميها أنها تعتزم مقاضاة مطلق النار، لقيامه بإطلاق النار والإدلاء بشهادة زور، لأن روايته للأحداث تناقضت بوضوح مع تسجيلات الفيديو، حيث يتردد أن الشاب معروف لدى الشرطة بسبب مخالفات مرور سابقة ومقاومة السلطات.

واعترف قائد شرطة باريس، لوران نونيز، في مقابلة مع تلفزيون "بي اف ام"، أن تصرف الشرطي "يثير تساؤلات"، رغم إشارته إلى أنه ربما شعر بالتهديد.

وقال ياسين بوزرو، محامي أسرة القتيل للقناة نفسها، إنه بينما يتعين على جميع الأطراف انتظار نتيجة التحقيق، فإن الصور "أظهرت بوضوح شرطيا يقتل شابا بدم بارد".

وأضاف أن الأسرة تقدمت بشكوى تتهم فيها الشرطة بـ"الكذب"، من خلال الزعم في البداية أن السيارة حاولت دهس رجال الشرطة.

أعمال العنف 

رد الرئيس إيمانويل ماكرون 

‎كان قد أدان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مقتل الفتى الصغير على يد الشرطة، حيث قال في مدينة مارسيليا بجنوب فرنسا الأربعاء: "لدينا شاب صغير تعرض للقتل- هذا أمر لا يمكن تفسيره ولا يغتفر"، وأوضح ماكرون أنه يتوقع أن يقوم القضاء بوظيفته بهدوء وأن تظهر الحقيقة في أقرب وقت ممكن.

وقال وزير الداخلية جيرالد دارمانان، إن رجل الشرطة المتورط في إطلاق النار قيد الاحتجاز، ويتم التحقيق معه على خلفية تهمة القتل غير العمد، فيما وصف دارمانان الحادث" بالمأساوي"، ولكن في نفس الوقت أشار إلى أن عدد من رجال الشرطة لقوا حتفهم في عدة قضايا، يقوم خلالها أشخاص بمقاومة السلطات.

ونقل الناطق باسم الحكومة الفرنسية، أوليفييه فيران، عن ماكرون دعوته إلى "الهدوء" بعد اندلاع أعمال شغب في نانتير، حيث كان يقيم الشاب البالغ من العمر 17 عاما، الذي قتل الثلاثاء لعدم امتثاله للوقوف عند نقطة تفتيش مرورية.

وقال مكتب المدعي العام المحلي، إن السلطات الفرنسية احتجزت ضابطا للاشتباه في ارتكابه "جريمة قتل" بعد الحادث الذي وقع، صباح أمس الثلاثاء، في ضاحية نانتير غرب باريس.

وذكرت سلطات المدينة أن المحتجين أضرموا النيران في صناديق القمامة والسيارات ومدرسة ابتدائية وتم إطلاق كميات كبيرة من الألعاب النارية على قوات الطوارئ.

ووقف النواب والوزراء دقيقة صمت في الجمعية الوطنية تكريما لروح الضحية الذي عرّف فقط باسمه الأول والحرف الأول من عائلته.

كما انتقد أشخاص فرنسيون بارزون إطلاق الشرطة النار على الشاب.

وكتب نجم كرة القدم الفرنسي كيليان مبابي عبر موقع تويتر: "أشعر بالأسى من أجل بلدي فرنسا، إنه موقف غير مقبول، أتوجه بخالص مشاعري لأسرة ناهل وأحبائه، لقد رحل هذا الملاك مبكرا للغاية".

وقال السياسي اليساري جان لوك ميلونشون في تغريدة عبر تويتر: "لم تعد عقوبة الإعدام موجودة في فرنسا. لا يحق لأي ضابط شرطة أن يقتل إلا دفاعا عن النفس".

واعتبر أن الشرطة "تسيء إلى سمعة سلطة الدولة وتحتاج إلى إصلاح من الألف إلى الياء".