يظل القارئ الشيخ محمود علي البنا واحدًا من أشهر سفراء وقراء القرآن الكريم في العالم الإسلامي، فقد زار العديد من دول العالم على مدى ما يقرب من أربعين عامًا متتالية ولم يترك قارة إلا وذهب إليها، خاصة في شهر رمضان المبارك.
وقرأ القرآن في الحرمين الشريفين والحرم القدسي والمسجد الأموي ومعظم الدول العربية، فضلا عن زيارته العديد من دول أوروبا، كما أرسلته وزارة الأوقاف إلى كثير من المسابقات العالمية كمحكّم .
المسابقة العالمية الثلاثين للقرآن الكريم
والشيخ محمود علي البنا من مواليد قرية شبراباص مركز شبين الكوم بمحافظة المنوفية في 17 ديسمبر 1926، حفظ القرآن الكريم في كُتاب القرية ، وأتم حفظه وهو في الحادية عشرة، ثم انتقل إلى مدينة طنطا لدراسة العلوم الشرعية بالجامع الأحمدى، وتلقى القراءات فيها على يد الإمام إبراهيم بن سلام المالكى.
وانتقل الشيخ محمود علي البنا إلى القاهرة عام 1945، وذاع صيته قارئًا متميزًا، ودرس علوم المقامات، والتحق بالإذاعة عام 1948، وكانت أول قراءة له على الهواء في ديسمبر 1948 من سورة «هود»، وصار خلال سنوات قليلة أحد أشهر أعلام القراء في مصر.
وترك الشيخ محمود علي البنا للإذاعة ثروة هائلة من التسجيلات، إلى جانب المصحف المرتل الذي سجله عام 1967، والمصحف المجوّد في الإذاعة المصرية والمصاحف المرتلة التي سجلها لإذاعات عدد من الدول العربية.
وحصل الشيخ محمود علي البنا على العديد من شهادات التقدير والتكريم والأوسمة من مختلف الدول التي زارها، كما حصل على ميدالية تذكارية من القوات الجوية في عيدها الخمسين عام 1982، وحصل على درع الإذاعة في الاحتفال بعيدها الذهبي عام 1984.
وبعد وفاته مُنح اسمه وسام العلوم والفنون عام 1990 في الاحتفال بليلة القدر، وتسلمه نجله الأكبر المهندس شفيق محمود علي البنا.. وكرمته محافظة الغربية بإطلاق اسمه على الشارع الرئيسي بجوار المسجد الأحمدي بمدينة طنطا، وانتقل (رحمه الله) إلى جوار ربه (عز وجل) في 20 يوليو 1985م.
ونظرًا لمكانته العظيمة وتأثير صوته العذب في نفوس المسلمين جميعًا في مشارق الأرض ومغاربها قررنا إطلاق اسمه على المسابقة العالمية الثلاثين للقرآن الكريم ، التي تعد الأعلى في تاريخ هذه المسابقة من حيث قيمة جوائزها .