حظى التعليم العالي والبحث العلمي في مصر باهتمام بالغ ودعم ومتابعة الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال السنوات العشر الماضية.
وفى هذا الإطار، أكد الدكتور أيمن عاشور، وزير التعليم العالي والبحث العلمي، أن مصر قطعت شوطًا كبيرًا في مجال التعاون المشترك مع شتى الدول الأفريقية خلال فترة تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي، موضحًا أن مصر لم تدخر جهدًا تجاه دعم أشقائها الأفارقة، وستظل دائمًا يدها ممدودة، للتعاون والبناء والتنمية من أجل جميع الدول الأفريقية.
وقال الوزير إن إجمالي المنح المصرية المُخصصة لدول القارة الأفريقية تزيد على 12781 منحة في المرحلة الجامعية ومرحلة الدراسات العليا وفى التخصصات المختلفة خلال العام 2022/2023، وتشمل: منح برامج التبادل الثقافي، ومنح وزارة التعليم العالي باللجنة الفرعية في وزارة الخارجية، ومنح الجامعات المصرية الحكومية والخاصة، ومنح من الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية.
وأضاف الدكتور أيمن عاشور أنه تم توقيع اتفاقية إنشاء مقر وكالة الفضاء الأفريقية بالقاهرة، والتي تستضيفها مصر تنفيذًا لقرار القمة الأفريقية في فبراير 2019، ما يُساهم في تطوير وازدهار قطاع تكنولوجيا الفضاء وتطبيقاتها في القارة الأفريقية، موضحًا أن توقيع الاتفاقية يمثل نقطة البدء في تشغيل وتنفيذ سياسة واستراتيجية أفريقيا للفضاء على أرض الواقع، وتحقيق أهداف أجندة أفريقيا 2063.
ولفت الوزير إلى جهود الوزارة في دعم أشقائها من خلال تخصيص منح تدريب قصيرة الأمد لشباب الدول الأفريقية في مجالات البحث العلمي، ومنها: “الفضاء والاستشعار من البُعد، وبحوث الفلك والجيوفيزياء، والبحوث الصحية والأوبئة وبحوث الفلزات والبترول”، مشيرًا إلى أن الوزارة تعمل على استخدام وتوظيف بيانات الأقمار الصناعية لحل المشاكل البيئية الإقليمية المُشتركة، وكذلك تعظيم الفائدة من الموارد البحرية ورصد وتخريط الأماكن الواعدة للصيد المفتوح.
وأوضح أنه تم تقديم تدريب لـ28 متدربًا أفريقيًا ممثلًا لـ 14دول أفريقية على الزراعة والغذاء والتربة باستخدام تقنيات الاستشعار عن بعد ونُظم المعلومات الجغرافية.
وأكد عاشور أن مصر تقدم كل الدعم لمختلف دول القارة من خلال استضافتها لمقر اتحاد الجامعات الأفريقية لدول شمال أفريقيا، والذى يقوم بالعديد من الأنشطة كالتدريب والتوعية، كما تقدم الدعم للاتحاد العام للجامعات الأفريقية من خلال تنظيم مؤتمرات لدعم البحث العلمي، والشراكة في البحوث الطبية والصيدلانية.
وذكر الوزير أن الجامعات المصرية تفتح أبوابها لاستقبال الدارسين الأفارقة لاستكمال دراستهم بكليات القطاع الصحي، حيث بلغ عدد الطلاب الأفارقة في المرحلة الجامعية 7037 طالبًا، في حين يتواجد 1930 طالبًا وافدًا من أفريقيا بمرحلة الدراسات العليا، و229 طالبًا أفريقيًا على منح الدراسات العليا بالجامعات المصرية.
ولفت الدكتور أيمن عاشور إلى وجود 4 معاهد وكليات للدراسات الأفريقية بالجامعات المصرية، حيث تمت الموافقة على إنشاء معهد الدراسات الأفروأسيوية للدراسات العليا بجامعة قناة السويس، فضلاً عن قيام كليات الطب المصرية بتنظيم قوافل طبية لأفريقيا، تم خلالها فحص 1000 حالة وإجراء أكثر من 600 عملية جراحية.
وأشار إلى نجاح العديد من الجامعات المصرية في إبرام 60 مذكرة تفاهم في مجال الصحة مع الدول الأفريقية، حيث جاءت جامعة الإسكندرية كأكثر الجامعات المصرية في عدد مذكرات التفاهم مع الدول الأفريقية في مجال الرعاية الصحية بـ25 اتفاقية تعاون.
وفي مجال التعاون البحثي مع أفريقيا، نوه الوزير إلى أن عدد الشراكات البحثية بين الباحثين المصريين بالجامعات المصرية والمراكز البحثية الأفريقية بلغ 208 آلاف بحث مشترك، منها 309 بحوث مشتركة مع نيجيريا، و295 بحثًا مشتركًا مع جنوب أفريقيا.
وقال الدكتور أيمن عاشور إن الوزارة قدمت العديد من المبادرات لمواجهة تحديات القارة الأفريقية في مجال الرعاية الصحية من خلال إطلاق الجامعات المصرية العديد من القوافل الطبية سنويًا لدول حوض النيل، وتقديم العلاج الطبي، وإجراء الجراحات لمواطني الدول الأفريقية.
من جانبه، لفت الدكتور إسلام أبو المجد، مستشار الوزير للشئون الأفريقية، إلى بعض الخدمات التي تقدمها المراكز والمعاهد والهيئات البحثية المصرية للقارة الأفريقية، ومنها: الخدمات التي يقدمها القطاع الإكلينيكي بمعهد بحوث أمراض العيون؛ لدعم القطاع الصحي في قارة أفريقيا، وشملت التعاون الدولي وتدريب الأطباء من الكوادر الأفريقية، واستضافة امتحانات زمالة كلية الأطباء والجراجين الملكية في جلاسكو لأول مرة في مصر، والقوافل الطبية، فضلًا عن توقيع بروتوكول تعاون بين المعهد ومؤسسة مرسال للأعمال الخيرية والتنموية، مشيرًا إلى الخدمات التي يقدمها معهد تيودور بلهارس لأفريقيا، والمركز القومي للبحوث للقارة الأفريقية سواء العلمية أو المجتمعية، وغيرها من الخدمات.
وأشار الدكتور إسلام أبو المجد إلى دور مصر القيادى في المشاركات الرسمية في اجتماعات الاتحاد الأفريقي، فقد شاركت الوزارة مُمثلة عن الدولة المصرية في جميع اجتماعات الاتحاد الأفريقي، حيث تم حضور أكثر من 20 اجتماعا وزاريا لوزراء التعليم العالى والبحث العلمى الأفارقة، و16 اجتماعا تحضيريا للمشاركة في إعداد وتنفيذ الاستراتيجيات العلمية والتقنية بالقارة الأفريقية، خصوصًا استراتيجية العلوم والابتكار التي تم الانتهاء منها، وستعرض على القمة الأفريقية القادمة.
ونوه إلى استضافة مصر الاجتماعات الوزارية، ومنها الأسبوع العالمي للفرنكوفونية العلمية، الذي نظمته الوكالة الجامعية الفرنكوفونية بالتعاون مع وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، برعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي، وبحضور أكثر من 30 وزيرًا إفريقيًا.
فيما أوضح الدكتور عادل عبد الغفار، المستشار الإعلامي والمتحدث الرسمي للوزارة، أن استضافة مصر للعديد من مسابقات الإبداع والابتكار للموهوبين وصغار الباحثين بالمراكز البحثية؛ لزيادة الوعي حول أهمية التعليم والبحث العلمي، كقاطرة للتنمية في أفريقيا، وتحقيق أجندة أفريقيا 2063، والتي تُعيد لمصر الريادة من خلال اجتذاب الطلاب والمُبدعين للتناغم والتعاون المُشترك، والوقوف على إمكانيات في البحث العلمي، مشيرًا إلى تنظيم الوزارة للعديد من المؤتمرات العلمية بمشاركة الخبراء الأفارقة والأكاديميين؛ بهدف زيادة التبادل العلمي في مختلف التخصصات الطبية والعلمية والتقنية، ومن أبرزها التعاون مع الأكاديمية الأفريقية للبحث العلمي التابعة للاتحاد الأفريقي في مجال البحوث، وجار التنسيق مع الأكاديمية في الإعداد لمؤتمر الابتكار والهندسة.
وقال المتحدث الرسمي لوزارة التعليم العالي والبحث العلمي إن الوزارة شاركت في إعداد أجندة الابتكار للتعاون الأفريقي الأوروبي، والتي تشتمل على 4 عناصر مهمة، وهي “الصحة العامة، والتحول الأخضر، والقضايا المتقاطعة، والعلم المفتوح”.
وأضاف أن الوزارة شاركت مُمثلة عن الدولة المصرية في جميع اجتماعات الاتحاد الأفريقي، ومنها: الاجتماع الوزاري لوزراء التعليم العالي والبحث العلمي الأفارقة، والاجتماعات الإستراتيجية لإعداد وتنفيذ الاستراتيجيات العلمية والتقنية بالقارة الأفريقية، خاصة استراتيجية العلوم والابتكار، والتي تم الانتهاء منها، ومن المُقرر أن تُعرض على القمة الأفريقية القادمة، وسيكون لمصر دور بارز في تنفيذ هذه الأجندة في ظل رئاسة مصر لمنظمة النيباد برئاسة الرئيس عبد الفتاح السيسي.
وأوضح عادل عبدالغفار أن اهتمام وزارة التعليم العالي والبحث العلمي بملف التعاون الأفريقي يعد من أولويات الوزارة، من خلال تقديم الدعم في مجالي التعليم العالي والبحث العلمي للأشقاء بدول القارة الأفريقية، وذلك في إطار التوجيه الاستراتيجي للقيادة السياسية المصرية، مشيرًا إلى استمرار الدعم للأشقاء الأفارقة سواء في مرحلة البكالوريوس أو الدراسات العليا من خلال جميع الجامعات المصرية، وتوفير المزيد من المنح للطلاب الأفارقة، وتبادل الخبرات المشتركة في شتى مجالات التعليم العالي والبحث العلمي، مؤكدًا أن الفترة القادمة ستشهد المزيد من التعاون لدعم العلاقات مع الأشقاء الأفارقة، خاصة دول حوض النيل.